اعترف رئيس الحكومة التونسية المكلف محمد الغنوشي بأنه اتصل بالرئيس التونسي المخلوع زين الدين بن علي لإطلاعه على المشاكل والظروف التي تعيشها البلاد. وقال الغنوشي أنه لم يكن على علم بالفظاعات والسرقات التي ارتكبتها عائلة الرئيس المخلوع وعائلة الطرابلسي والماطري. من ناحية أخرى، أكد سليم شيبوب صهر الرئيس التونسي المخلوع "بن علي" لجهاز الأمن التونسي أن عناصر الأمن التونسي الموالية للرئيس المخلوع زرعت 800 سيارة محملة بالمتفجرات في عدة مدن تونسية. وشرعت قوات الجيش التونسي بعد تلقي هذة المعلومات التي كشف عنها شيبوب في تنفيذ حملات كبري ومسح شامل لكامل أحياء العاصمة تونس بحثا عن أثر تلك السيارات المشبوهة. وكان شخص قد لقى مصرعه برصاص قناص في مدينة بنزرت شمال تونس ، فيما اندلعت مظاهرات جديدة في تونس العاصمة والرديف والحامة والقصرين احتجاجا على اشراك الحزب التجمعي الدستوري الحاكم في الحكومة الجديدة. وتفيد المعلومات أن قوات من الجيش التونسي اطلقت النار في الهواء لتفريق متظاهرين تجمعوا في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس مطالبين بصياغة دستور جديد للبلاد يضمن الحريات العامة والخاصة. ودعا المتظاهرون إلى "كنس" حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم وكامل رموز "الدكتاتور" زين العابدين بن علي الذي هرب يوم الجمعة الماضي إلى السعودية. ويأتي ذلك في الوقت الذي يترقب فيه التونسيون اليوم الاعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة المؤقتة ، حيث افادت تقارير اخبارية بان وزيري الداخلية والخارجية في الحكومة السابقة سيحتفظان بمنصبيهما ، بينما سيحصل نجيب الشابي أحد أقطاب المعارضة على منصب وزير التنمية الاقليمية ومصطفى بن جعفر، معارض آخر ورئيس اتحاد الحرية والعمل على منصب وزير الصحة، وأحمد إبراهيم رئيس حزب التجديد على وزارة التعليم العالي. وبدوره ، اكد رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي أنه لم يتأكد حتى الآن أن هناك توجها لاستثناء الإسلاميين من مشاورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وشدد على أن حركته ترفض أي استثناء للإسلاميين أو لغيرهم ، وجاء ذلك في تصريحات خاصة ل "القدس برس". وقال حمدي الجبالي القيادي في حركة النهضة التونسية أن الحركة لن تشارك في الحكومة الجديدة. واضاف في حديث لقناة "الجزيرة" لم نطلب الانضمام للحكومة ولن نشارك فيها وننتقدها فقط بالوسائل السلمية. من جهتها، اكدت الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي مايا جريبي ان تشكيلة الحكومة الجديدة ستعلن الاثنين وذلك بعد اجتماع للأحزاب السياسية الرئيسية مع رئيس الوزراء محمد الغنوشي. وتابعت جريبي ان الانتخابات المقبلة ستراقبها لجنة مستقلة ومراقبون دوليون من أجل انتخابات حرة وشفافة، موضحة أن الأحزاب الثلاثة طلبت عفوا عاما عن جميع السجناء السياسيين. وفر بن علي الذي حكم بلاده طيلة 23 عاما الجمعة الى السعودية اثر شهر من الاحتجاجات الشعبية قمعتها السلطات بعنف. واعلن المجلس الدستوري التونسي "الشغور النهائي من منصب رئيس الجمهورية" وتعيين فؤاد مبزع رئيس مجلس النواب رئيسا للبلاد بالوكالة. وينص الدستور على تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية خلال مهلة ستين يوما.