أسكنت قلبي القطب الشمالي ليدخل في سبات واكتئاب شتوي يخرج منه صيفا في انشغالات ليس للحب فيها نصيب بعد أن تشافى من جرح حسبته يوما لن يندمل. قاطعت صحفا تحمل أخباره ، هربت من مؤتمرات وندوات يشارك بها ، الغيت فضائيات قد تستضيفه ، رصصت المؤلفات ، الصور ، الرسائل أودعتها المخزن ، تنفست بعض حرية ، طويت صفحة فيها بصمة عذاب ، صوت أنين ، تكيفت مع وحدة الروح ، صقيع الجسد ، وأمطار المواسم في عيني . ومن خلف أسوار الغياب جاءت كلماته تسأل : أين أنتِ ؟ واحشتيني ، في سهرة زمن الطرب الجميل وأغنية سمعناها معا ، رايت طيفك يجالسني ، يشاركني ..! ارتبكت ، تبعثرت ، انهار سقف الجليد برنة صوته ، وخرج قلبي الأرنب من جحره يحدق بي منكسرا ، متوسلا ..هلا عدتِ ؟ سارعت نحو المخزن ، أضرمت اسمه النار. أحلته رمادا ، لكن الذاكرة ماتزال تزداد توهجا واتقادا.!