بقلم محمد غالية اليوم نقف بكل قوة لنعلنها للعالم وللمنظمات القبطية فى الخارج ولأمريكا أن مصر بلد واحد شعب واحد ولا وجود لفتنة طائفية ، فقط مجموعة من المخربين ، أرادوا الإيقاع بين الأخوة المسلمين والمسيحيين ، ليضعفوا عضد هذا البلد ، الذى بدا متماسكا لسنوات ، أما فى الغد فسيكون الوضع أسوأ بكثير ، فالمستقبل ينبأ بعلاقات متوترة دائما بين طوائف عدة وأشخاص كثيرون ، كالذى بين جماهير الأهلى والزمالك ، فالتعصب أعمى الجميع ، لم يعد تعصب دينى فقط ، لقد أصيب الشعب بعمى التعصب وعمى الألوان أيضا ، فكل يتعصب لفريقه ،على طريقته الخاصة ، فربما سب الفريق المنافس أو أحد لاعبيه ، وربما أشاروا لبعضهم البعض بإشارات بذيئة ، وربما أشعلوا النار فى أحد المشجعين ، وربما انهالوا ضربا على بعضهم البعض ، ليستمر الألم ولكن هذه المرة بوجع أكبر ، فحتى إن كانت نتيجة هذا التعصب مجرد سباب أو مشاجرة وستنتهي ولم يؤد الى موت أحد أو قتله ، فمن يدرى ربما حمل المستقبل لنا أسوأ مما نتخيل ، فكم من أصدقاء خسروا بعضهم بسبب مباراة كرة ، وكم من (حوارى )اندلعت فيها المشاجرات بسبب الكرة ، وستصبح النغمة السائدة بدلا من أنا مصري ستصنف أنت أهلاوي أم زملكاوى ، وبدلا من أن تصبح الأمة فوق الجميع سيصبح الأهلي والزمالك فوق الجميع ، ثم سنعود ساعتها لنقول وداعا للتعصب ولنتجمع حول اسم مصر وندع الأهلي والزمالك جانبا ! فلا داعي لإثارة الفتن فيكفى ما خسرناه من التعصب للأندية ، وستظهر نفس الدعاوى التى تظهر الآن ، فسيقترح البعض شعار مشترك للناديين ، وبعضهم سيقترح إقامة مباراة تجمع بين الفريقين على أن يلعب كل منهم باسم الأخر ، وسيستضيف النادي الأهلي نادي الزمالك بإدارته ولاعبيه وكذلك سيفعل الزمالك ، وسيظهر مجموعة من أصحاب الفكر الوسط يسيرون الإعتصامات والمظاهرات بعدم التعصب لأحد الناديين ، وسيطالب البعض بتدخل السيد الرئيس لحل المشكلة ( ولا أدرى فى عهد من سنصل لتلك المرحلة ). وستظهر الفتاوى بكل أنواعها منها المؤيد والمعارض ، وسنستمر فى دوامة التعصب لنتوقف ساعتها لمحاولة الحل . إن التعصب والتشدد عمى بكل معنى الكلمة ، فكل شيء يبدأ صغير ثم يكبر كالنار تشتعل رويدا رويدا ثم إذا وجدت شيئا بجوارها اشتعلت فيه ثم تتوسع وهكذا وكلما كبرت كلما أضعنا وقت اكبر فى محاولة لإخمادها . فبتعصبنا نتسبب فى انهيار وطن بكاملة _إن كان فعلا يعنينا هذا الوطن _ وبتعصبنا نساهم فى تفكك وحدة وطن ، فكفاكم ما يحدث لنا الآن ؛ لا نريد أن نصل لتلك المرحلة ، لا أريد أن يأتى يوم مثل يومنا هذا نطالب فيه بنبذ التطرف فى الكرة أو فى غيرها . ففكرة التعصب فى حد ذاتها مرفوضة فى اى شيء كان أو ستكون ، فيكفينا ما نعانيه فى الوقت الراهن . هى وقفة لمراجعة الذات قبل أن تشتعل النار أكثر وأكثر ، وقبل أن تستفحل حمى التعصب .