بقلم إيمان حجازي عندما قرأت بالأمس الجريمة المليون والتى تصف مشاعر زوج مخدوع , يعود الى بيته منهكا متعبا من كثرة ما يلاقى من أعباء ملقاة على عاتقه فى العمل , من غلاسة مديره , من أحقاد زملائه , من رغبات زوجته , من طلبات الأولاد التى لا تنتهى , من مسئولية رعاية أم أو أخت أو قريب,,,,, يعود ليضع رأسه على صدر زوجته فتضمه بحنان وتضمد جراحه , وتشفى عذاباته , فيخف حمله ويستعد ليوم جديد ولكن ما إن يدخل الى مخدع زوجته حتى يصاب بصاعقة تشل عقله , وتعمى تفكيره ,, فالزوجة لم تعد قادرة على تحمل كل تلك الأعباء , هى أيضا إنسانة وتريد من يسمعها ويحتويها , فتبحث عنه أو ربما يبحث هو عنها , فيلتقيا ليرقصا على رفات هذا الضارب فى الدنيا الباحث عن الرزق , القانع بالقليل , المتوسم فى نفسه أنه فدائى يعمل ويكد ويضحى بنفسه رضاءا لهذه الأسرة , والتى ينهار صرحها أمام عينه حينما يجد حرثه يأتيه غيره , ويرى متاعه ينعم به ويتنعم به غيره ,,, فيغيب عقله ولا يعود إلا وهو عائم على بحيرة دم ,, لا يدرى دم من ؟؟؟ ,, الإثنان بالنسبة له فاعل وهو , وحده هو المفعول به ,, هو من إنتهك عرضه , ومن بال وغاط على شرفه الكلاب موضوع ليس بالجديد , يتكرر منذ الأزل ولسوف يظل يتكرر ,, لا يفهم من ذلك تحرير أو الإعتراف بفكرة الخيانة ,, كلا والعياذ بالله ,, ولكن هى رغبة حقيقية فى معرفة الأسباب والوافع الحق وراء كل خيانة ,,,, فالخيانة رجل وأمرأة و حالة تلبس , أى فعل ,,, فليس هناك خيانة فردية ,, وما يجول بالعقل أو النفس من رغبات لا يطلق عليه خيانة ,, طالما لم يخرج لحيز التنفيذ , فهو رغبة كامنة ,,,, متى إمتدت الأيدين ونطق اللسان وإنطلق الفعل إكتملت عناصر الخيانة ,, وهنا فقط تقام الحدود والسؤال هل الرجل وحه المسئول عن الخيانة ؟؟؟ هناك من يؤكد وهناك من ينفى ..... من يؤكدون يدللون بأن الرجل هو من يقع عليه عبىء القوامة, هو الراعى وهو من لابد أن يكون مسئول مسئولية تامة عن بيته وزوجته , كافيا إياهم عن السؤال أو الإحتياج ,,, أيا كان الإحتياج , وربما يأتى الخطأ من إعتقاد أن الإحتياج مادى فقط ,, أى هو الإحتياج الى المأكل والمشرب ,, وينسى الإحتياج النفسى للإرتياح والإحتواء الرافضون لهذا الإتجاه يعللون بأن الرجل دائم الكد فى عمله , ويتعللون بأن الإحتياجات المادية أصبحت كثيرة , وأن الأسعار أصبحت نار والرواتب على ماهى عليه ,, لا تثمن ولا تغنى من جوع ,, ويضطر معظم الرجال الى العمل الإضافى , أو العمل الآخر فى مكان مختلف ,حتى وإن كان أقل فى المستوى الإجتماعى للحصول على ما يوصلهم الى حد الكفاية ,,, أى أنه يبدأ طريق التنازل ,,, وتنازل يجر تنازل , فمن حالة اجتماعية , الى تقليل الوجود فى المنزل مع الأولاد , الى تقليل مرات الإشباع الزوجى الحميم , وفى النهاية أيضا تقليل فى الإحتياجات المادية ,,,,,,,,,,,,, بمعنى من تنازل لتنازل ولا وصول الى الإشباع لا المادى ولا المعنوى والسؤال هل المرأة هى الغاوية , هى البادئة , هى رأس الأفعى ؟؟؟ وتجتمع الآراء فيقولون أنها كانت تحيى حياة طيبة فى الجنة ولكنها لم تقنع , وظلت وراءه بالحيلة والغيرة والشك والريبة وطبيعتها الطامعة التى لا ترضى بما هو فى يديها حتى طردت وطرد معها الى الدنيا ومنهم من يضرب مثلا بإمرأة العزيز وهذا الكلام له مردود ,, فخروج آدم وحواء من الجنة كان أمرا حتما مقضيا عند رب العالمين , لحكمة تعمير الكون ,, والله تعالى أعلى وأعلم أما إمرأة العزيز ..... وأيضا لا يفهم من ذلك أى تبرير للخيانة ولا تشريع لها ,,,,, فقد كان العزيز رجل يقال عنه مربوط أو ليس لديه رغبة فى النساء بالإضافة لكونه رجل كبير ,, وبذلك كانت تعانى زوجته من الحرمان العاطفى والتعطش الجنسى ,, ورغما عنها كان لابد أن تقارن بين يوسف بجماله وشبابه وبين ذلك العجوز ,, ومن الطبيعى أن يقع حبه فى قلبها , ومن المنطقى أن تراوده عن نفسه مع حرمانها ,,,,, ومع شبابها وجمالها كان من المقبول جدا أن ينصاع لها ,,, ولكن لكونه نبى , ولكونه معصوم , فقد نجا ............. أما غيره من البشر الضعفاء ,, الضعفاء جدا فى ظل البطالة , وبلوغ سن الزواج الى سن الإحالة على المعاش ,, وزيادة نسبة العنوسة ,, مع زيادة التطلعات المادية , وإنعدام القناعة والرضا ,,,والكارثة هى البعد عن الدين الرسول صلى الله عليه وسلم قال يا معشر الشباب من لم يستطع الباءة فعليه بالصوم فإنه له وجاء ,,, فهل يفعل ذلك الشباب ,, كلا ,,,, فمن لم يستطع الزواج منهم فيلجأ الى الإدمان , الى الأفلام الثقافية , الى النت , الى الدش , الى أى شىء الا الصوم ... وكأنهم بذلك يعاقبون الله ,, فأنت لم تأتينا حقنا فى الحياة ونحن لن نأتيك حقك من العبادة ,,, ولن أوعظ ,, فهذا ليس مجال الوعظ ولا مكانه , كما أنى لست منوطة بهذا المجال دعونا نعود مرة أخرى الى موضوعنا الأساسى ,,, الخيانة الزوجية ,,, والتى أصبح الجميع يعرفون كل شىء عنها ,, حتى الأحكام القضائية التى سوف تصاحب مجريات القضية ,, فقد قرأت تعليقا على هذه الحادثة من قارىء يؤيد ويعضد موقف الزوج ويبشره بأنه سيحاكم على أنها جنحة وليست جناية ,,,,, أنا أعلم أن الكلام مظبوط جدا حين ينعدم سبق الإصرار والترصد ,, فأنا أيضا شغوفة بمعرفة الأحكام ونصوص القانون المتعلقة بتلك القضايا المصيرية ,, ففعلا ينص القانون على أنه إذا وقع القتل حالة التلبس فى وقت الدهشة ,, والتى حددها بعشرة دقائق ربما تزيد ,,,بشرط إنتفاء العلم المسبق أى التربص فتكون الواقعة جنحة للدفاع عن الشرف ,,,,,,,,,, أما إذا زاد الوقت عن ذلك , أى عاد العقل وفاق من دهشته فأى فعل بعدها يؤخذ على إنه جناية ولكن ما أردته هو الوصول حقا الى الأسباب والدوافع التى تذهب بعقل الإنسان فيخون شريك حياته , وتذهب كذلك بعقله فيخون نفسه ,,, هل هى عدم إحساس الحكومة بمعاناة الشعب؟؟؟ ,, فترى مثلا عشرة يعيشون فى شقة صغيرة حجرة وصالة ويتشاركون فى حمام متر فى متر , طعامهم طوال اليوم يخلو مما يفيد ,, يتجمعون مساءا أمام التلفاز فيشاهدون فى فعل فاضح للجيوب منتهك للميزانية هادر دم الستر يطل عليهم من مسلسلاتنا المبجلة والتى تحتوى على الكثير والكثير من رجال الأعمال وما تحتهم من نساء يشتمون رائحتهن تغرق الحجرات التى يفيح منها رائحة عرق الكبار وصنان الصغار ,, وينظرون الى ما يلبسون وما ترتديه تلك النسوة , ويتحسرون على الأماكن الشاسعة التى تعد بالفدادين بينما يرتع فيها إثنين أو ثلاثة على الأكثر , وينتشر فيها اللون الأخضر وتسمع ألحانا يعزفها الطيور تختلط بصوت خرير الماء المنبعث من النافورة , بينما هم إذا نظرو حولهم لم يجدو غير الزحام والألوان الباهتة وصوت عم عبده يرن فى الشارع معسلة قوى يا بطاطا , أو نداء أم على لأولادها إطلع ياواد إنت وهو الليل ليل والنبى ومن نبى النبى نبى لأخلى أبوكو يسود عيشيتكو ... وهم لا يستطيعون التخلص من تلك المقارنات الظالمة للقلب والعقل والنفس المعذبة المحرومة فى بلد مثل بلدنا ,, نامية والله أعلم ,,, تمتلأ إعلانات المجلات عن صور حفلات بالفساتين والبدل السينيه و ينتشر منها البارفانات التى تعبىء الجو حتى تكاد تخنقه من إختلاطها وتعددها ,,, هى حفلات إستقبال , زفاف أحد أبناء القادة , الساسة , رجال الأعمال , حتى لاعبى الكرة هل يعقل أن تأتى تلك الصور بهذه الحيوات الراقية التى تمثل الجنة للمحرومين , وتعرض على الشاب والفتاة فى ظل إنعدام كافة وسائل الحياة الكريمة , وأبسطها شقة وفرش وحياة ,,, وبعد ذلك نطلب من الشباب العفة ,,, أيعقل ؟؟؟؟ ... وأيضا هذا ليس مبرر للخيانة ولا الفجور ,, وإنما هو حديث العقل للقلب أو العكس ,,, ربما يكون حديث نوقظ به الضمير أعلم تماما أن الأهل هم من ساعدو فى تفاقم مشكلة العنوسة , بزيادة الطلبات , وربما تكون الفتيات , ولكن أكان هذا سبب أم نتيجة ؟؟؟ من الطبيعى أن تحلم كل فتاة بليلة عرس ,, والحكومة وتلفاز الحكومة بيعرضو كل ليلة عرس قطر الندى , عرس شهر زاد ,,, فلكل فتاة ترى فى نفسها بادرة جمال وشيىء ليس بالقليل من الدلال أن تتمنى أن يكون لها مثل ذلك ,, على أن يحققه فتى الأحلام , الشاب الشيك الوسيم وليس الأسطى عماد السباك أو الريس جمال سائق اللورى ............. وحينما تيأس من وجود فتاها , وتستجيب للأسطى أو الريس , سرعان ما تفوق لأنها بذلك لن تكون حققت طموحها ولا إشبعاتها التى غذاها التلفاز ,, فيظهر محسن أفندى ,, أى محسن أفندى ,, معطر مزوق مروق حاله , ولكن أبيض يا ورد ,,, أحمر الخدين صفر اليدين , وفى هذه الحالة هى لا تريد إلا هو , وهو عاجز أن يكون لغيرها , هو عاجز عن الوصول الى الإستغناء ,,, وتكتمل دائرة العوز والحاجة أيضا أؤكد أننى لا أبرر الخيانة ..... ولا أشرعها ,, ولكن أشفق فقط على مرتكبيها ,,,,,,,,, نعم أشعر نحو كليهما بالإشفاق ,, فأنا كأهل , كحكومة , كأمة ,,, لم أعطى لهم الأسلحة التى يدافعون بها عن عفتهم ,,, بل الأكثر من ذلك وفرت لهم وأبحت ما يزيد من شهوتهم ويستوحشها ,, وحرمتهم من أدوات قد تكون خطوط دفاع لهم , فهاجمتهم الرغبات وتدافعت وتغلبت عليهم وأوقعت بهم فى براثنها ,,, ولذلك قلت من البداية أنها ليست الجريمة الأولى ولن تكون الأخيرة ,,,, وربنا يلطف بيناااااا