بقلم احمد خيري مقال أسبوعي " وجها لوجه " سيدتي .. أرسل لك أخيرا .. أبشرك .. وأسعدك أنني وجدتها .. بعد مشوار من التعب .. وغلق الأبواب في وجهي .. وجدت "عروستي" .. التي أصبحت تلهمني .. وتحيطني بالعناية .. وتتحمل والدتي بدون شكوى .. أو صراخ .. أو تزمر .. سيدتي .. تعبت .. وهلكت .. وقدمي أمي تورمت .. وتضخمت من كثرة الدوران .. واللف علي بيوت العروسات .. لدرجة أنني تعودت .. وآلفت سماع كلمة " رفض " .. وأصبح ذكرها أمامي كفيل بجعل جلدي يحمر .. وعيوني تتحول لكتل نارية حامية .. وصدري لا يستطيع التنفس .. والحق يقال بأن رفض والدتي.. رفيقة دربي .. وترياق حياتي للعروسة كان أضعاف رفض أهلها.. أمي.. أطال الله في عمرها .. ومنحها علي حجم تعبها .. لقنتني وحفظتني .. لائحة " كيف تختار العروسة المناسبة ".. فحفظتها .. وحفرتها بداخلي حتي لا احيد عنها.. قالت .. يا بني دقق جيدا في كل شيء ببيت عروستك .. وابتسم دون إبداء أي ملاحظات أثناء جلستنا "قليل البخت يلاقى العظم فى الكرشة".. وحينما نقابل العروسة أحذر الاستسلام واستعد للقفز .. والجري إذا لم تعجبك العروسة " فقليل البخت يعضه الكلب فى المولد" .. أما أول طلة للعروسة لا تجعلك تعطي حكم نهائي ، فالأساس هو طبيخها " جات الحزينة تفرح مالقيلهاش مطرح" و "وجع بطنى ولا تبويظ حاجتى".. المهم عند مدخل بيتها تراقب أمها لأن " أقلب القدرة علي فمها تطلع البنت لأمها " .. وأرشق عينك علي جبهتها ، فإذا لمحت خطوط عرضية فهي نكدية "تعمل ايه المشطه فى الوش العكر" .. ولا تؤمن بمقولات أنها بعد الزواج تتغير "عشمتنى بالحلق خرمت انا ودانى " .. وخلي بالك لا تختار غير المناسبة لك "على قد لحافك مد رجليك" .. أمي .. دائما تحب قبل ذهابها لبيت العروسة .. التخطيط لعمل تشريفه .. ومراسم الاستقبال .. تطلب من أمها عبر التليفون أنواع أكل من صنع يد العروس .. وتلح .. وتركز علي توفر مكان واسع للمقابلة .. بأرضيات مغطاه بسجاد من نوع " أبو حلموس " .. من عند الباب ينطلق الاختبار .. بفحص .. ومحص .. وتدقيق أم العروسة .. تعقبها نظرات لخطوات العروسة فوق السجاد .. وملاحظة مشيتها .. وعدد أنفاسها .. ولخبطت مشيها أو دخولها علينا مثل الطاووس .. أما سلام العروس علي والدتي فكان عامل اساسي في الاختيار .. وتقبيل يدها .. وفي ختام الجلسة يحتل الطبيخ .. وبعد كل ذلك يسقطن في الاختبار .. العروسة .. في المرات القليلة التي وافقت فيها أمي .. كانت العروسة وأهلها .. يطلبون ويشترطون شبكة بالآلاف .. وسيارة للعروس التي لا تعرف عدد العجلات .. والأهم شقة علي النيل بعيدا عن شقة والدتي .. لأن العروس جاءتها صدمة حينما رأت أمي .. وتقول لي نظرات امك .. طلقات نارية .. واختباراتها قنابل نووية .. وقبضة يديها كاسحة ألغام .. بدونها يمكننا الزواج .. سيدتي .. بعد أن احترت .. ويئست .. وسلمت .. من وجود عروس أحلامي.. فاجأني صديق .. حميم .. بالعروس الميمونة .. رائعة الجمال التي تتناسب مع حلمي .. هادئة الطباع .. تشعر معها بالأمان .. فعلا وجدت سيدتي ضالتي .. تتحملني وأنا مرضي .. وتتعامل مع والدتي بكل ادب جم .. وفوق ذلك لم تكلفنى غير سعر شرائها وشحنها .. عروسة سيلكون يابانية