الثورة بين الجدل العقيم والتصنيف الخبيث مر مجموعة من الناس بامرأه تغرق في البحر،فرفض السلفى مد يده لانقاذها لأنه متوضئ،وأصر الإخوانجى على إستئذان المرشد العام أولاً،وتساءل المنتمى للجماعة الجهادية عن كيفية النزول فهل نزلت بالرجل اليمنى أم اليسري،واشترط شاب من 6 إبريل موافقة 130ائتلاف من ائتلافات شباب الثورة على الأقل قبل انقاذها،ونصحها الليبرالى أن تخلع كل هدومها عشان تبقى خفيفة وتقب علي وش الميه،وطالب أحد ثوار التحرير بعمل مليونية الجمعة المقبل باسم "جمعة انقاذ الفتاه التي تغرق"،فيما أكد كل من في العباسية انها لو ماتت تبقى غريقة مش شهيدة،وتسألوا هي إيه إلي نزلها المية أصلاً ؟,واعلن بعض أنصار حزب النور محاصرة بيت الهام شاهين!! بينما أكد الناشط السياسى دونجل أبو سنجه إنه شاهدها تطفو فوق شوية وتهبط تحت شوية،فغنى لها"قبل ما ترمينى فى بحروك مش كنت تعلمنى العوم"،وخرج علينا القيادى الاوحد فى حزب الاغلبية ليبرر ويفند وقد يشجب ويدين هذا التصرف الغير مسئول،وانتفض البوب_البرادعي_ وأخرج "الأي باد" بسرعة ليكتب على حسابه على تويتر "كرامة المرأه فى حقها فى الحياة" ،ولم تكدب كلا من نواره نجم وأسماء محفوظ الخبر بل سارعتا معا كلا من مكانه داخل مصر او خارجها بأن المجلس العسكري هو من قام باغراق هذه السيدة أم عباية سوداء وهو المسئول عن انقاذها،وقال مرتضى منصور أنه يمتلك سي دي لهذه السيدة المنحلة وأنها على علاقة بممدوح عباس،وأكد توفيق عكاشه أن نزولها للبحر هو أحد طقوس الماسونية العالمية،بل طالب من زملائه سرعة التواجد أمام النصب التذكاري للجندي المجهول للتصدي للمؤامرة المدبرة من هذه السيدة،ولقى شوبير بدلوه واكد ان هذه السيدة تحمل اجندة خاصة،وكانت المفاجاة الكبرى عندما أعلن السيد وزير الداخلية إننا معندناش بحر أصلاً،ورفع نبيه الوحش قضية مستعجلة لإلزام الدولة بإنقاذ السيدة،أما رئاسة الجمهورية فشكلت لجنة تقصى حقائق لمعرفة الطرف الثالث إللي زقها فى الميه،ثم اذاعت على الهواء ما دار فى هذه اللجنة،مما ادى الى دعوة حازم ابو اسماعيل لمحاصرة مدينة الانتاج الاعلامى حتى يمنع البث،لتعلن المناضلة علياء المهدي عن نيتها لنزول التحرير ملط إذا لم يتم إخراج تلك السيدة من الميه!! للأسف الشديد،هذه السيدة هي مصر،نعم أم الدنيا سابقاً،مقبرة الغزاة التي هانت على ابناءها فتطاول عليها الرعاع من كل صوب!! ولا عجب في ذلك فالمجادلون دائما يتواجدون فى كل مكان وزمان،فهي ليست بدعة ولا ضلالة،فلقد قالوا لأبي حنيفة : في أي سنة وجد ربك ؟ قال :الله موجود قبل التاريخ والأزمنة لا أول لوجوده،فماذا قبل الأربعة ؟ قالوا :ثلاثة،قال لهم:ماذا قبل الثلاثة ؟قالوا:اثنان،قال لهم:ماذا قبل الاثنين ؟ قالوا : واحد،قال لهم:وما قبل الواحد ؟قالوا : لا شئ قبله . قال لهم : إذا كان الواحد الحسابي لا شئ قبله،فكيف بالواحد الحقيقي وهو الله! إنه قديم لا أول لوجوده .. قالوا :في أي جهة يتجه ربك ؟ قال : لو أحضرتم مصباحا في مكان مظلم إلى أي جهة يتجه النور ؟ قالوا :في كل مكان . قال : إذا كان هذا النور الصناعي فكيف بنور السماوات والأرض !؟ قالوا :عرّفنا شيئا عن ذات ربك ؟ أهي صلبة كالحديد أو سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار؟ فقال : هل جلستم بجوار مريض مشرف على النزع الأخير ؟ قالوا : جلسنا . قال : هل كلمكم بعدما أسكته الموت ؟ قالوا : لا. قال : هل كان قبل الموت يتكلم ويتحرك ؟ قالوا : نعم. قال : ما الذي غيره ؟ قالوا : خروج روحه. قال : أخرجت روحه ؟ قالوا : نعم. قال : صفوا لي هذه الروح،هل هي صلبة كالحديد أم سائلة كالماء ؟ أم غازية كالدخان والبخار ؟ قالوا : لا نعرف شيئا عنها !! قال : إذا كانت الروح المخلوقة لا يمكنكم الوصول إلى كنهها فكيف تريدون مني أن اصف لكم الذات الإلهية! ويستمر الجدل،ويتفنن فيه الجاهلون والمجادلون حتى يوم يبعثون!! إلى اللقاء في المقال رابع والستون مع تحيات فيلسوف الثورة سينارست وائل مصباح عبد المحسن