في أرض الضباب,أحمل رسالة احفظها في كتاب,نعم أشعر بالضياع ,ضباب كل ما أراه ضباب,هنا ستائر وهناك وضع حجاب,لا أكاد أرى يدي من الضباب أين أنتم وهل صوتكم أيضاً يحجبه حجاب ؟,أين أنتم وهل أنا وحدي وسط الضباب ؟ أسير وأسير , متى ينجلي هذا الضباب؟صرخاتٌ جائت من خلف هذا الحجاب,ماذا يحدث ؟ وهل من أحد يحمل لي الجواب؟أصوات مرحٍ و ضحكاتٍ تعلوا ولا أعلم الأسباب. ظهر مرشدٌ وأشار إلى طريقٍ وكان منه هذا كل الجواب,واختفى وكأنه كان سراب ,انتظر لا أرى شئ ...أرجوك لا تكفي إشارةٌ ...إين أنت؟ عد وخذني أشعر بخوفٍ شديد ,ولم أسمع منه رداً ولا جواب. سرت أفتش عن الطريق لربما أجد ما عن العين قد غاب,لقد ضاع مني الطريق وما زلت أبحث عن الجواب ظهر آخرٌ ومعة إنارة أنارت قليلاً وسط الضباب,رأيت وجهه و رأيت يدي وانجلى عن عيني الحجاب وأختفى تاركاً الأنارة معي وعدت وحدي بلا معين على الصعاب,أصبحت أرى بعض خطواتي وأخرى أنجلت خلف الضباب,سرت ترشدني انارة لم تدم طويلا.. سقطت والنور على الفور غاب,أين أذهب شمالاً جنوباً؟ كله سواء. ورحت أتحسس ما حولي لعلي أوقن ,ويذهب عني الأضطراب,لقد وجته !...وجته حبل أمتتد على الأرض.... لعله طريق الخلاص, ما أغربه من حبل !.... ناعم أملس منساب,وأخيراً جاء الجواب! بعد عضةٍ جاء منها سمٌ في دمي أصبح يسري,وجلست أبكي محاولةًٌ شفاء جراحي ودمعي على خدي ينساب. وعدت ثانيةً وسط الضباب,ووجدت إنارتي لكن اللهب منها قد غاب,وسرت أبحث وأبحث , فأحسست بفتاةً جالسة وسط الضباب,وكان مني سؤال ومنها جواب,كيف أخرج من هنا؟ولم أسمع أمكر منه من جواب,لما الخروج؟..هناك مكانٌ جميل وسط الضباب,يملئه المرح والضحك والحب .... والثمن ليس بالشئ الذي لا يطاق. فقلت وما هو ثمن المرح واللهو وحب الاحباب؟,قالت رسالتك التي تحملينها بين طيات الكتاب,قلت وما بها رسالتي؟ .... فأجابت بالمراد!مزقيها فهي حملٌ ثقيل لا يساويه هذا العناء,وتعالى معي نلهو ونمرح بعيداً عن هذا الضباب فقلت ولكن واجبي تسليم رسالتي وإلا نلت العقاب, قالت ومن سيجدك, هنا لهو ومرح بلا عتاب,إنها خدعة لتتوهي وسط الضباب ودار صراعٌ في نفسي وطال هذا الصراع,ولكن جاء منقذي بما في ذاكرتي عن يوم الحساب,وتذكرت مرشديني وسط الضباب,ورأيت الطريق الذي كنت عنه ابحث,وأخترت طريقي كما هو مهما كانت الصعاب,فأمسكت بيدي وحاولت منعي ومارست كل وسائل الإقناع,وجائها مني الجواب,لا أملك ثمن مرحك ولهوك فهذه الرسالة ليست لي أنما أنا مرسال لا أملك ما يشترى وما يباع,وإن أوصلتها أصبح لي حقٌ في نعيم لا تملكيه ليس فيه حزن ولا هم ولا ضياع ,لقد بعت نفسي واشتراها ربي فأنا لغير ربي لا أباع.