من الحلقه السابقة .. تدعو الله فى خلواتها ان يحفظه لهم __ ودعوة المجروح لاترد تبتهل إليه فى تعاويذ المساء كما علمها حبيبها .. تلك التعاويذ الذى تتمتم بها وهى تبتسم __ فتذكر تمتمته فى اول لقاء !! لازال قلبها ينبض . تستمر انفاسها فى الصعود لم تدرك معناً لحياتها الا بين ذكريات الشوق وكلمات تمر بمسامعها تروى اشتياقها وتطمئن قلبها انه لابد ان يرضيها رب العباد تظل شفاهها تتمتم بالدعاء وتبتهل للرحمن باكية _ ليعود الأمل الى كيانها .. من جديد لم تفقد الأمل يوماً _ لكن ينتابها فى بعض الاحايين غمام فى الافق .. وصوت آتٍ من بعيد .. يردد أنها النهاية .. تدمع عيناها وتكاد تصدق وتتقطع أنفاسها .. الا ان الله يسقط عليها طمأنينة على شكل قطرات مطر .. فى منامها . فتصحو هادئة الحس .. نابضة القلب من جديد .. وتتوالى الأحلام وتختلط بكلماته السابقة وتستمع لكلماتٍ جديدة ولا أروع .. وتكاد تحلم وهى يقظه .. حتى أنها لاتدرى أى الكلمات واقع وأيها حُلماً .. وذات اشتياق جارف .. وفى ليلة قمراء .. استباحت السماء دموعها وتساقطت أمطار فكانت برداً وسلاماً على قلبيهما . واجتمع على موعد بلقاء .. وكأنما غيمة السماء أضاءت لهم الطريق .. وتتلامس الأكف بعدما رفعت الى الله تضرعاً .. وابتسامة تداعب الخدين والشفاه .... لاتخجل هنا العينين . ف الاشتياق أكبر من أى مشاعر قد تسلب اللقاء حيويته .. وتصادف المكان بشجرة عتيقة .. كم تلاقت تحتها الأعين وكم من ذكريات تفوح مع هبات هواء تداعب مياه هادئة .. كانت سعادتها لاتضاهيها سعادة .. سوى فرحة بقلب طفلة .. وبعيونها .. وبمفرداتها البسيطة _ المليئة حب وحنان . واشتياق ولم تبرح عيناها هذا الوجه الملائكى ... الطفولى .. فتنقلت عيناها مابين وجه حبيبها _ وبين طفولة بريئة الا من الحب... وتركت اليدين تسبح فى فضاء الاشتياق .. وهى لاتدرى كم من الوقت مضى .. حتى توقف النبض ليعلن انتهاء اشتياق مضى .. وبدء اشتياق جديد .. ولازال الشوق للقاء آتٍ فى غيابات الحُلم ..