للواقع : حسام لطفي قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن انتصار مرشح حزب "الحرية والعدالة" في الانتخابات الرئاسية أصبح الحاجز الأخير لعدم عودة النظام القديم بعد قرار الدستورية بحل البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميين، ويهدد انتقال البلاد نحو الحكم الديمقراطي. وأضافت الصحيفة إن المحكمة الدستورية العليا قضت الخميس بضرورة حل البرلمان الذي يهيمن عليه الإسلاميين لأنه تم انتخاب ثلث أعضائه بصورة غير مشروعة، وهو ما يعتبر صد الصعود المذهل للإسلام السياسي الذي تقوده جماعة الإخوان المسلمين وتمس بشدة بالانتقال لحكم الديمقراطي. وتابعت: إن قرارات الدستورية بحل البرلمان وعدم دستورية قانون العزل مما يعني استمرار شفيق في جولة الإعادة يرفع بشكل كبير المخاطر في جولة الحسم بين مرسي وشفيق، ونقلت الصحيفة عن نوار سليمان، أحد أعضاء حزب "العدالة الليبرالية" قوله:"كان لدينا الناس في الشوارع، ولكن كل شي أخذه الجيش.. نجح الجيش في اللعب على خوف الناس من أن الدولة على وشك الانهيار". وأوضحت أنه قد اندلعت اشتباكات صغيرة بين المتظاهرين وقوات الأمن بالقرب من قاعة المحكمة بعد إعلان القرارات، وأشارت الصحيفة إلى أن انتصار مرسي يبدو الآن يمثل الحاجز الأخير أمام العودة إلى النظام القديم، الذي تسعى مختلف أجهزة الدولة لإعادتها والحفاظ على نفوذها. وقالت الصحيفة إن المجلس العسكري وتحسبا لأحكام الدستورية أعاد فرض قانون الدفاع عن النفس، وإعطاء الشرطة العسكرية وضباط المخابرات الحق في اعتقال المدنيين واعتبرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن قرار المحكمة الدستورية عزز المخاوف من احتمال وصول أحمد شفيق لسدة الحكم وفوزه في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، خاصة أنه بعد حل البرلمان أصبح لديها مطلق الحرية في الحكم دون أي منغصات. وأضافت إن جماعة الإخوان المسلمين حذرت من "أيام صعبة جدا" قادمة على مصر يمكن أن تمحى كل المكاسب الديمقراطية للثورة إذا عادت السلطة إلى واحد من رموز الحقبة السابقة"، وتعهد مرسي بمواصلة حملته الانتخابية، محذرا من مؤامرات لتقويض نجاح الانتخابات المقبلة. ونقلت الصحيفة عن بعض ناشطي جماعة الإخوان أملهم في أن يدرك الشعب أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدعم بقوة بقايا النظام السابق، ويرى العديد من المحللين أن قرارات المحاكم الآن ترجح كفة فوز شفيق الذي ينظر إليه على نطاق واسع كمرشح غير رسمي للجنرالات الذين تولوا السلطة. ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مصطفى كمال السيد قوله:" رئيس المستقبل، على الأرجح شفيق، وسيكون الآن لديه مطلق الحرية في الحكم في ظل غياب مجلس النواب". وشاركه عمر عاشور من جامعة اكستر الاعتقاد بان شفيق هو الرئيس القادم وقال:"إن القرارات تمكين لوضع مبارك الراهن ..وهذا أمر لم يكن مفاجئا فقد تم تعيين قضاة المحكمة من قبل هذا الأخير، وتمثل جزءا من ما يسمى ب 'الدولة العميقة.. ومن الواضح أن هناك مزيدا من الاحتجاجات". [Share/Bookmark]