بقلم مصطفى ابو زيد أثارت زيارة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية الكثير من الانتقادات فى الأوساط السياسية لزيارته الأخيرة للمسجد الأقصى عن طريق الدخول من إسرائيل وأنه يسعى للتطبيع مع إسرائيل وقد تابعت العديد من البرامج الحوارية التى أفردت لها الحلقات لمناقشة هذه الزيارة ومدى تأثيرها على المشهد السياسى فوجدت هجوما حادا على فضيلة المفتى بأنه بقيامه بتلك الزيارة قد قدم لآسرائيل دعاية مجانية لم تكن تحلم بها وأن كانت تتمنى ذلك لكانت قد أنفقت ملايين الدولارات ولن تحقق مثل هذه النتيجة على أنه أعترافا ضمنى بشرعية الاحتلال الأسرائيلى للآراضى الفلسطينية والمسجد الأقصى ولكن لماذا لاننظر للأمر من زواية أخرى على أنها زيارة من شأنها رفع الروح المعنوية للفلسطنيين ودعوة لزيارة المسجد الأقصى والحرم الأبراهيمى وفى نفس الوقت تبعث برسالة مفاداها أن الشعب الفلسطينيى ليس وحده وأن المسجد الأقصى فى نفس كل عربى مسلما كان أو مسيحيا فى رأيى أن دعم الفلسطينين ليس بالتعاطف تجاه قضيتهم لآن التعاطف لن يساعد فى حل القضية الفلسطينية فى أذا نظرنا للوضع الحالى فى القدس وما حولها نجد أن قوات الاحتلال تعمل كل يوم بكل همة ونشاط على تغيير الهوية العربية وتهويدها بشتى السبل من تهجير الفلسطينين تارة وشراء المنازل تارة أخرى حتى تزيد من كثافتها السكانية فى مقابل الفلسطينين حتى وصل العدد حتى الأن بوجود حوالى نصف مليون اسرائيلى يعيشون داخل مدينة القدس وإذا الامر على هذا المنوال ففى غضون بضعة أعوام سنجد القدس وقد صارت اسرئيلية الهوية إن زيارة المفتى فى رأيى تأتى فى إطار الدعوة إلى زيارة القدس والمسجد الأقصى لان تلك الزيارات ستقف حائلآ دون تحقيق ما تصبو اليه إسرائيل وعلى الجانب الأخر ستكون تلك الزيارات دعما للآقتصاد الفلسطينى لان معظم الفلسطينين الذين يمكثون فى القدس يعتمدون فى الأساس كمصدر دخلهم على السياحة الدينية من خلال زيارة الأماكن المقدسة فما هو الحال الأن بالنسبة لهؤلاء الفلسطينين لقد أغلقوا محالهم التجارية بسبب الركود وتشديد الحصار من قبل قوات الأحتلال مما أدى إلى فقدهم مصدر رزقهم الوحيد وقد حاولت السلطة الفلسطينية بتدعيم هولاء ماديا لكى يصمدوا فى أماكنهم ولكن المحاولة باءت بالفشل بسبب تضييق الخناق عليهم وهنا يحضرنى كلمة قد قالها الرئيس الفلسطينى أبو مازن بهذا الصدد أن دعم القدس ليس فقط من خلال القنوات الدولية ولكن بالزيارات الشعبية حتى ولو كان الطريق ليس من خلال الأراضى الفلسطينية وأعتقد أن الزيارة التى قام بها المفتى تأتى فى هذا السياق دعما للقدس والفلسطينين وليس كما قال بعض من المثقفين والنخبة السياسية بأنها دعاية مجانية وتطبيعا مع الكيان الصهيونى وأننى أتعجب من هؤلاء لهذا الكم من الانتقادات والتصريحات وأريد أن أوجه لهم السؤال ماذا قدمتهم للقضية الفلسطينية لرفع المعاناة الحياتية والاقتصادية عنهم فلن يتغير الحال بالتعاطف والمشاركة الوجدانية لابد أن يكون هناك أفعالا ملموسة على أرض الواقع أكثر ما صدمنى فى تلك الانتقادات فتوى قد أفتى بها أحد العلماء الكبار بأن زيارة القدس حراما شرعآ فكيف بالله عليك وقد قال نبى الرحمة لاتشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدى هذا والمسجد الأقصى ألا يعلم الشيخ الجليل أن الصلاة فى المسجد الأقصى بألف صلاة فكيف إذا تحرم مالا حرمه الله عز وجل أنا لاأجد أى مبرر لهذا الانتقاد الحاد لتلك الزيارة أم نحن قد أكتفينا فقط بالتصريحات التى تشجب وتندد فقط بألاعمال الوحشية والسياسية القمعية التى تنتهجها قوات الاحتلال حتى أستولت على نصف الحرم الابراهيمى وفى طريقها للنصف الأخر وسط صمت وتخاذل العرب