احتراما لمشاعر الأقباط صرح الدكتور زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ، أن الهيئة ترفض الإعلان عن تفاصيل مخطوط "إنجيل يهوذا الإسخريوطى". وقال حواس إن مصر استعادت من الولاياتالمتحدة المخطوطة الوحيدة في العالم من إنجيل يهوذا غير المعترف به من جميع الكنائس المسيحية في العالم، وإن هذه النسخة موجودة حالياً لدى الآثار المصرية. وكشف حواس عن أن القيادة الكنسية فى مصر اعترضت بشدة على تسلم مصر هذه النسخة، ومن جانبنا احترمنا رغبتهم فى عدم الإعلان عن تفاصيل هذه النسخة، ونحن لا نريد سوى الاحتفاظ بها باعتبارها أثراً بغض النظر عن القضية الدينية، فهذا أمر لا يشغلنا. فى المقابل نفى القمص عبد المسيح بسيط، أستاذ اللاهوت الدفاعى بالكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، ل"العربية.نت" أن تكون الكنيسة قد اعترضت على إعادة هذه النسخة إلى مصر. وقال: "بصفتى مسؤولاً عن هذا الملف وغيره في ما يتعلق بالعقيدة الأرثوذوكسية أؤكد أن الكنيسة لم تعترض على هذه النسخة، ولم يخرج أى تصريح من أى قيادة فى الكنيسة يحمل اعتراضاً على هذا المخطوط، وأن كل ما قيل عن اعتراضات قيادات الكنيسة على هذه النسخة إنما هو فرقعات إعلامية وصحفية". وأكد حواس أن المجلس ليس له شأن بالجدل الديني حول هذا المخطوط، ومن البداية رفضنا أن نخوض في ما جاء به من مسائل تتعلق بالعقائد، كما أن المجلس يضم خبراء وعلماء ومفتشين في علوم الآثار لا رجال دين". وأضاف نحن نسترد هذا المخطوط ليس لأننا نؤمن بما كتب فيه، وإنما لأن عمره بلغ أكثر من 1700 سنة، أي أنه مخطوط أثرى ومكتشف في أرضنا، واسترداده يأتي كجزء من سياق استردادنا لآثارنا المسروقة المهربة إلى الخارج، والتي قمنا باسترداد عدد منها في السنين الأخيرة. وقال القمص عبد المسيح بسيط إن هذه النسخة إنما هى مخطوط أثري تم اكتشافه فى مصر وخرج منها وليس إنجيلاً، ومن حق مصر استعادتها والاحتفاظ بها، وهذا لا يعنى صحتها، فوجود الوثيقة شيء لكن صحتها كوحي إلهي شىء آخر". وأوضح القمص بسيط أن "الكنيسة كلفتنى بالرد على هذه النسخة، وقد أجريت دراسة عنها مفنداً كل ما فيها، لكن ليس من حقنا أن نعترض على وصولها إلى مصر" قصة تهريب إنجيل يهوذا وترجع قصة اكتشاف إنجيل يهوذا في مصر وتهريبه منها ثم عودته إليها إلى عام 1978، حينما اكتشف فلاح مصرى تلك المخطوطات الخاصة بإنجيل يهوذا في إحدى قري محافظة المنيا، (300 كم جنوبالقاهرة)، ثم باعها لرجل من القاهرة، باعها الأخير بدوره إلى أحد تجار الآثار, الذي لم يفهم مدي أهميتها, فألقاها بإهمال في مخازنه. وظلت المخطوطات مع تاجر الآثار المصري حتى رآها أحد الخبراء السويسريين معه، وكان ذلك الخبير واعياً بما يكفي بما تعنيه هذه المخطوطات, فسرقها وهربها إلى سويسرا، لكنها عادت مرة أخري إلى القاهرة بعدما استعادها تاجر الآثار المصري الذي نبهته سرقة المخطوطات إلى مدى أهميتها. وتعرض المخطوط نتيجة هذه المحاولات إلى تدمير عنيف، ما جعل أجزاءً منه ممسوحة تماماً وأخرى ممزقة. وبعد أن فشل تاجر الآثار المصري في بيع تلك المخطوطات، أودعها في إحدي الخزائن البنكية في "لونج آيلاند" في نيويورك, وظلت هناك لمدة 16 سنة مما تسبب في تدميرها أكثر, وزادت صعوبة قراءة نصوصها، حتى تزعم الباحث الأمريكي مايكل فان رين حملة تطالب بإعادة هذا الإنجيل إلى مصر، والذي استعادته أخيراً. نقلا عن حوارات العربية .