بقلم مصطفى ابو زيد تابعت كل وسائل الاعلام العربيه والعالميه لحظات تسلم اسرائيل لجندها الاسير بعد سنوات الاسر الخمس وكأنه بطلا قوميا يحتفى به وذلك عند استقبال رئيس الوزراء الاسرائيلى له وتناسوا ان حركه حماس اثبت فى تلك العمليه المسماه بالوهم المتبدد انها نجحت فى اخفاء هذا الجندى طيله خمس سنوات فشلت معها الاجهزه الاستخباراتيه الاسرئيليه فى العثور على مكانه وذلك يعد نصرا كبيرا لحركه حماس واجهزتها الامنيه والمخابراتيه ولكن دعونا ننظر لهذا المشهد بنظره اكثر شموليه فسنرى ان لهذه الصفقه طرفان ولكل طرف منهما قد حصل على مكاسب تعد انتصارا ساحقا فى وجه اسرائيل فأما الطرف الاول هم الفلسطينين فمكسبهم من تلك المقايضه هى اطلاق سراح 1027 أسير فلسطينى من السجون الاسرائيليه وعوده هؤلاء الاسرى الى ذويهم فقد بعث الامل والتفاؤل والسعاده فى قلوب جميع الفلسطينين فى الداخل والخارج وكذلك ايضا فقد اثبتت هذه العمليه فعاليتها وصارت بمثابه ورقه ضغط على اسرائيل لاطلاق سراى الاسرى الفلسطينين من غياهب السجون ولكن هناك هاجس يراودنى ويقول لى ماذا ستفعل اسرائيل بعد استلام جندها الاسير هل ستواصل اعتداءتها على نطاق اوسع على قطاع غزه التى تسيطر عليه حركه حماس بعد ان اطمئنت على هذا الجندى العائد ام ستشن حمله اعتقالات ومداهمات وتستعيد الالف اسير المفرج عنهم ام هناك ضمانات بهذه الصفقه تحول دون تحقيق ذلك واما الطرف الثانى مصر متمثلا فى جهاز المخابرات العامه المصريه فأنه يعد بمثابه احد ملاحمها البطوليه كالتى نسمع عنها أو قرأناها او شهدناهاعلى شاشه التلفاز لنجاحها فى أتمام هذه المقايضه الذكيه بكل المقاييس فقد قايضت جندى واحد فى مقابل 1027 اسير فلسطينى عربى فهذه المبادره التى قامت بها مصر للوصول الى هذه النتيجه المشرفه عملت على استعاده الاباء والامهات والزوجات والابناء لذويهم ورسم البهجه والسرور والامل على وجوههم التى كانت عابسه حزينه ومكلومه على فقدان الابن والاب والزوج فتحيه لمصر ورجال المخابرات المصريه الذين أخذوا على عاتقهم مسئوليه تحرير الاسرى من الذل والهوان داخل سجون الاحتلال الاسرائيلى وهذا يجعلنى اشعر بالفخر والاعزاز وفى نفس الوقت استشعر من هذه العمليه ان مصر تريد استعاده دورها المتراجع فى منطقه الشرق الاوسط وفى نفس الوقت تريد ان تبعث برساله الى كل من يتصور ان مصر منشغله بأمورها الداخليه عن القيام بواجبها ورعايتها للقضيه الفسلطينيه والمنطقه ككل فهل هذه الصفقه المربحه لنا وللفلسطينين ستكون بدايه لصفقات اخرى من هذا النوع وهل ستكون بدايه لاعاده الامجاد المفقوده فى وجه الاحتلال الاسرائيلى فكل مصرى عربى شريف فأنى اعتقد انه يتمنى ذلك من كل قلبه وعقله فهل سنرى ذلك ذلك هو السؤال