فيديو جنازه فقيد الوطن خالد جمال عبد الناصر بقلم : عبير الرملي يعد الدكتور خالد -الذي كان أستاذا للهندسة في جامعة القاهرة- النجل الأكبر لزعيم مصر والآمة العربية الخالد جمال عبد الناصر كما كان جمال عبد الناصر اسمه «أبو خالد» في عشرات الأغنيات الوطنية في الخمسينيات والستينيات فقد جاء إلي الدنيا في العام1949 قبل ثورة يوليو بثلاثة أعوام. ويعتبر الأب الروحي لأخواته الأربعة (هدى ومنى وعبد الحميد وعبد الحكيم) بعد رحيل والدهم في26 يوليو عام1956, وقبل أن يتم خالد عامه السابع أعلن والده تأميم قناة السويس من علي منصة عالية بميدان المنشية بمحافظة الإسكندرية.. لم يستوعب خالد الحدث جيدا, لكنه شاهد بالتأكيد الطائرات الفرنسية والإنجليزية, وهي تذرع سماء مصر ذهابا وعودة بعد إعلان الحرب علي مصر, انتقاما منها لتأميمها قناة السويس, وهو الحدث الذي عرف في أدبيات التاريخ الحديث بالعدوان الثلاثي علي مصر.. راحت أذن خالد تلتقط مثل الرادار صارفات التحذير قبل وقوع الغارة مصحوبة بنداءات متكررة في الشوارع طفوا النوروقد مضت أيام الحرب علي مصر كئيبة وطويلة ومملة, وخرج منها الأب زعيما منتصرا بلا منازع . واجتاز خالد اختبارات الثانوية العامة بجموع كبير أهله لدخول كلية الهندسة ومضت الأمور في مجراها الطبيعي حطي وقعت هزيمة يونيو1967 حيث خيم الوجوم والسكون علي منزل منشية البكري في الأيام القليلة التي أعقبت وقوع الهزيمة, قبل أن ينفجر الطوفان هادرا بإعلان عبد الناصر تنحيه عن منصبه, ولم تجف مياه الطوفان إلا بإعلان الرئيس الراحل عودته إلي الحكم نزولا علي رغبة الجماهير . غير أن الجماهير لم تستطع أن تصمت بعد ثلاث سنوات من ذلك التاريخ,- أي في الثامن والعشرين من سبتمبر1970- لم يكن الزعيم موجودا ليهدئ من روعها.. كان جسدا مسجي علي سريره الشخصي.. أعلن الأطباء وفاته, وكان علي الحكومة أن تحضر لمراسيم الجنازة, وفي وسط المعمعة راح هدير الجماهير يهز أركان منزل منشية البكري محملا لخالد رسالة ذات معزي يا خالد قول لأبوك.. ميتا مليون يودعوك. وبعد وفاة والده بعام إي في العام1971 حصل خالد علي بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة القاهرة ثم حصل علي درجة الماجستير من نفس الجامعة وفي نفس التخصص في العام1974 وهو الأمر الذي هيأه إمكانية الحصول علي بعثة دراسية لنيل الدكتوراه من جامعة لندن والتي حصل علي أطروحتها في العام1979 في تخطيط النقل وعاد إلي مصر ليعمل مدرسا بكلية الهندسة بجامعة القاهرة لهندسة النقل والاقتصاد ثم أستاذا مساعدا لتخطيط النقل وظل في هذا الموقع حطي وقعت إحداث ما يسمي بتنظيم ثورة مصر بقيادة محمود نور الدين ضابط المخابرات المصري في عقد الثمانينات من القرن المنصرم والذي اتهم خالد بالضلوع فيه خاصة أنه كان يقوم بعمليات نوعية ضد الدبلوماسيين الإسرائيليين والأمريكيين ثم جرت المحاكمة بعد ذلك, وحصل خالد علي حكم بالبراءة, في حين عاقبت المحكمة محمود نور الدين بالسجن15 عاما لم يستطع أن يستكملها, فقد توفي في محبسه قبل انقضاء مدة العقوبة, وعاد خالد بعد ذلك بسنوات من يوغوسلافيا وبصحبته داليا فهمي شقيقة سامح فهمي وزير البترول السابق, وأبنائه منها جمال وتحية وماجدة ليتسلم وظيفة أستاذ دكتور بكلية الهندسة جامعة القاهرة ويواصل حياته البعيدة عن الأضواء مركزا علي بحوثه العلمية وان كان يجري بين كل فترة وأخري حديثا صحفيا ولكن المرض اخذ يطارده في سنواته الأخيرة فقد أصيب قبل ثماني سنوات بورم حميد في المخ تم استئصاله في عملية جراحية في باريس ثم جاءت العملية الأخيرة التي أجراها في لندن بعد معاناة مع المرض استمرت نحو ما يزيد علي عامين, وبعد عودته إلي القاهرة بفترة داهمته آلام جديدة في منطقة البطن, دخل علي أثرها مستشفي وادي النيل, والمركز الطبي العالمي, وهي الفترة التي تغيب خلالها عن حضور ذكري وفاة والده جمال عبدا لناصر في28 سبتمبر الماضي, وسافر خالد إلي لندن للوقوف علي حقيقة وأسباب آلامه المبرحة, فقرر الأطباء إجراء عملية جراحية له علي مرحلتين الأولي كانت في شهر أكتوبر من العام الماضي حيث عاد بعدها إلي القاهرة ثم والثانية كانت في شهر يناير المنصرم وهي الأصعب بل وصفت بالنادرة والخطيرة, إذ نقل له جراحون بريطانيون شرايين من الرقبة إلي الكبد, وبالرغم من علمه بصعوبة العملية, إلا أنه وكعادته قام بتا . وتوفى نجل الرئيس الرحل جمال عبد الناصر بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 62 عاما يذكر أن الفقيد متزوج من داليا فهمي شقيقة سامح فهمي وزير البترول الأسبق، ولديه ثلاثة من الأبناء جمال وتحية وماجدة، وتم تشيع الجنازة من مسجد جمال عبد الناصر