مارينا يا سيّدة الصّباح يا مانحة البوح و الاتّساع ضحكت خطانا في جدائلك و ارتبك الجليد و التّتار... اتّسع العناق و شدونا في جبينك ما عرفنا فتنة السراب و لا نسينا قرطبة و القيروان كان يومنا وطنا بلّللنا البوح و نثرنا الموج اعترافات هنا يا سيّدة المحار طفت في دفترك وعزفت تخوم اللّغات في صهيلك أوغلنا في حديث المواسم و زغاريد الأمطار حتى اخضرّت السنابل في يديك انكسر مرقصنا فهوينا و ما سقطنا اشتهانا عرس ناي و كمان و انتخبك عروس الملاحم و نرجس المرايا أتذكرين؟ كيف حرّررنا فراشتنا و في قهوتنا صاغت الوردة دهشتنا؟ سفر النبوءات كان يؤنس حكايانا و يفرد لعينيك أحلى الصباحات... كم عدونا و بشّرنا الموج بلوحتنا و صحونا مع النغمات نسيتنا النوافذ و تخطّانا الطريق كنّا يا سيّدة المحار نبأ جديدا و همس حمام كنا كالجياع للرّغيف يحار النادل لضحكتنا و تعجب النّحلة لرقصتنا في الجسر العتيق سيّجنا بأهاتنا الرسالة و أهدينا السّور بعض عصافير و لكن استبدّ بنا القطار و اكتنف المدينة الضّباب... في رحيلك كنت غريبا يا سيّدة المحار حاربني طوفان و غفت الأمنيات في قرف الزّحام محمّد عيسى المؤدّب تونس