بقلم : عبير حجازي عندما يصبح الإضراب هو الحل إذا هناك خلل كبير , عندما يضطر كل صاحب حق أو مظلمة إلى الاعتصام والإضراب أذا فصوته لم يصل ومظلمته لم ينظرإليها وليكن هذا هو أبلغ دليل على أن النظام لم يسقط بعد وأن البلاد ما زالت تداربنفس المنهج وأن كل ما تغير هو وجوه وأسماء . يعترض الكثيرون على الإضرابات ويتهمون أصحاب المطالب الفئوية بأنهم لا يريدون الاستقرار وأنهم يعرقلون العمل والإنتاج ولهم في ذلك كل الحق ولكن دعونا ننظر سويا في الأسبابالتي دعت البعض منهم لهذه الاعتصامات والإضرابات ثم ننظر للنتائج المترتبة عليها . إن أسباب الإضراب والاعتصام تتلخص في شعور بعض الفئاتبالظلم وأنهم لم يحصلوا على حقوقهم كالمعلمين مثلا الذين شعروا بظلم بين عندماحرموا من حافز الإثابة الذي حصل عليه باقي موظفي الدولة وحرم منه المعلم بحججواهية وهي حصولهم علي كادر خاص ولا أدري أي كادر خاص يتحدثون عنه أي كادر خاص أهدركرامة المعلم وهو جالس يؤدى اختبارات عقيمة لا تفيد أي كادر خاص ذلك الذي لايساويه حتى بحملة المؤهلات الوسطي في أي بنك أو سنترال أي كادر خاص هذا الذي لمولن يوفر للمعلم أي حياة كريمة ولم يغنه أبدا عن أن يلجأ للدروس الخصوصية التي هيليست بالعيب ولا بالحرام طالما أنه يؤدى واجبه داخل الفصل على خير ما يرام بل وضعوهاكحل وحيد أمام المعلم كي يستطيع أن يطعم أطفاله , أي كادر خاص هذا الذي لا يسمنولا يغني من جوع أي كادر وأي وزير هذا الذي يقف عاجزا عن حماية حقوق معلميه بلواكتفي بإعلان عدم إختصاصة برد مظالمهم وأن من يتضرر منهم فليلجأ للقضاء وأنهشخصيا لم يحصل إلا على 1900 جنيه فقط ذلك الدخل الذي لا يتعدى ال 10% من دخله عندماكان رئيسا للجامعة وكأنه يحمل المعلم ذنب انخفاض دخله !! ولو تركنا المعلمين جانبا فالكل يعرف قيمة المعلمين الذين هم حملة رسالة الأنبياء والكل يعرف كم من ظلم وقع علي عاتق هؤلاء المعلمينالذين عانوا الظلم ماديا ومعنويا في بلد حكمها نظام أهدر كرامة هذا المعلم وبذلالجهد في إذلاله وتحطيم قيمته ولننظر معا لحال الطبيب ذلك الطالب المتميز بالأمسالذي عاني الأمرين حتى استكمل دراسته الشاقة ثم خرج للحياة العملية ليحصل علي راتبلا يكفي شراء سماعة أو جهاز قياس لضغط الدم , الطبيب والممرضين ملائكة الرحمة هاهم الآخرين يعانون الأمرين ولا يحصلون على حقوق تضمن لهم حياة آدمية كريمة وإذا كان الظلم هو سبب رئيسي لقيام هؤلاء وهؤلاء وغيرهم بإضراب و اعتصام فالوعود الكاذبة التي عانينا منها جميعا من نظام ذهب وولي لم تزلموجودة ولم تزل أسلوب عمل للوزراء والحكومات . حكومة كان الأكرم لها ولنا ألا يقدموا وعودا لن يستطيعواتنفيذها فلا حد أدنى ولا حد أقصي ولا حافز إثابة ولا حتى عقاب قد رأى النور بعد ولمنجني من وراء هذه الوعود المتلألئة كالنجوم في السماء سوي جشع التجار وارتفاعالأسعار والنتيجة أن أضربالأطباء والممرضين عن العمل في احدي مستشفيا ت محافظة الشرقية في مستشفي بالزقازيقوترتب علي ذلك أن لقيمريض مصرعه، فيما يتعرض أكثر من ثلاث حالات أخري في حوادث مختلفة لنزيف في حالة خطرة ، ما بين إصابة بطلق ناري وحوادثأخرى داخل قسم الاستقبالوالطوارئ بمستشفىالزقازيق لعدم إسعافهم وتلقيهم العلاج اللازم، بعد توقف العمل بسبب إضراب العاملين بمستشفى الجامعة للمطالبةبصرف حافز 200%، حيثتوقفت العمليات والأشعة وغيرها من الأقسام. كيف يمتنع الطبيب عن أداء واجب إنساني نحو مريض يحتضربين يديه ومن أوصله لهذه الحالة ؟ من دفعه لهذا التصرف ؟ وذنب هذا المريض منيتحمله ذنب هذا المريض وغيره في رقبة من ؟ في رقبة الطبيب ؟؟ أم في رقبة من ظلما لطبيب ؟؟ عندما يهدد أكثر من 14 ائتلاف للمعلمين ببدء العامالدراسي بدون مدرس فما ذنب الطالب وما ذنب ولي الأمر وعلى عاتق من تكون النتائجعلى عاتق المعلم أم علي عاتق من ظلمه بالطبع لا نؤيد هؤلاء ولا هؤلاء في إضرابهمولا اعتصامهم ولكن لا نلقي باللوم عليهم وحدهم وإنما ندعوكم جميعا لسماع شكواهم وكفاناما عانيناه سابقا من حكومات صماء ونظام أصم سنوات وسنوات. عندما يصبح الإضراب والاعتصام هو الحل أذا فلم يسقطالنظام وإنما سقطت دولة المؤسسات و أصبحت مصر تدار بمبدأ خذ حقك بالذراع !!