بقلم إيمان حجازي فى البداية , عندما أقسم الدكتور عصام شرف على متابعة أهداف الثورة فى الميدان فقد كان مخلصا فى قسمه - والله تعالى أعلى وأعلم - وكان لى تعليق وقتها بأن من كان بجواره ولم أكن أعرفه فقيل لى أنه يدعى دكتور البلتاجى . فقلت أن هذا الشخص سيكون له دور فى إفساد العلاقة بين شرف والشعب أو سيكون له علاقة ما فى إفساد شرف نفسه .. ربما كنت أسبق الأحداث بالنسة لهذا الشخص , ولكنى كنت قارئة لما سيحدث لا محالة ولذلك عندما تعامل حرس شرف فى اليوم التالى لتوليه الحكومة بفظاعة مع الناس الذى أحاطو موكبه ,,, لم أستغرب الموقف ... فلم يكن شرف وإنما كان المحيطون به ,,, وكأن الشارع وقتها قرأ هذه العبارة فلم يؤاخذو شرف عليها أو ربما كانو مازالو فى سكرة إحتفالهم بالرجل بعد ذلك , عندما تتبعت الصحف التصرفات الشخصية لشرف , ووضعته تحت الميكروسكوب بشكل دقيق وبشع يدعو للنفور والعصبية ,, بحيث أشادت بدفعه لغرامة إبنه المرورية وكأنها شىء غريب وعجيب , وكأن هذا هو الإستثناء وكأنه ليس هو المفروض أن يتبعه الجميع وما عداه هو البشاعة بعينها عندما ذكرت الصحف وجود شرف فى إحدى مطاعم الفول والطعمية على أنها معجزة الألفية الثالثة ونسو أن شرف كان مجرد إنسان عادى الأمس القريب , ونسو أننا كمجتمع تالت يعتبر الفول والطعمية الوجبة الأساسية اليومية لصباحنا وعندما رفض شرف أن تتخلى الفلاحة عن مداسها على باب مكتبه وأصر على إحتفاظها به ,, تغنت الصحافة بما فعل ,,, غير أنه عادى جدا من إنسان دمث الخلق رب أسرة مثل شرف وبعد كل تلك الفترة التى ليست بالكبيرة فى عمر الزمان ولكنها كبيرة فى عمر الثورة وعمر تولى شرف رئاسة الوزراء والتى وللاسف الشديد أداء شرف فيها كرئيس للوزراء لا يلقى تأييدا من الكثيرين بل يعتبره البعض مخيبا للآمال وبعد لقاء أهل السويس الحاد والثائر - وغير المقبول أيضا - لشرف بالأمس ورشقهم لموكبه بالحجارة وبعد ما حدث اليوم من عمال العاشر من رمضان الذين أرادو عرض مطالبهم على شرف ضمن مراسم إستقبال موكبه الزائر ,, وبعد ما حدث من حراسه بإلقاء أحدهم بالقوة على الأرض حتى أصيب بغيبوبة ,,,, وحتى بعد إمتناع سيارة الإسعاف المصاحبة لشرف من نقل هذا العامل المصرى الذى تم شراء هذه السيارة بجزء من الضرائب التى يدفعها ,,, هذه السيارة التى تصاحب رئيس الوزراء الذى يتقاضى راتبه من مساهمة هذا العامل كجزء من الضرائب التى يتحملها سواء ضرائب دخل أو كسب عمل ولكن بغض النظر فأنا ما زلت أعتقد أنه لم يكن شرف أيضا .. ولكنه كان الناس .. من أحاطو بشرف ,, ومن كانو من البداية يحيطون به ,,,,,, هم من أوصلوه الى هذه اللحظة .......... ومتأكدة فعلا أن لو شرف كان علم بحالة هذا العامل لكان نقله بنفسه وأخيرا أقول لنفسى ولنا لكل المصريين الديكتاتور لا يولد هكذا فنحن من نصنع الديكتاتور