بقلم محمد غالية لا أعلم ماسر هذا الوفاق المبالغ فيه فى تلك الفترة بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى ، هل فجأة تحول المجلس العسكرى إلى نبى معصوم لا يخطأ أبدا ؟! ، وسط تلك التجاوزات التى تطالعنا بها الأخبار كل يوم وأخرها توجيههم رسالة لإعلاميين بعدم الحديث عن المجلس العسكرى فى وسائل الإعلام . لست ضد الإخوان ولست معهم ولدى الكثير من الصداقات مختلفة الفكروالتوجهات وطبيعى أن يكون لى أصدقاء ينتمون إلى هذا التيار ، ولكن هذه المرة يبدو ان التزاوج واضح يعيد إلى الأذهان مشهد الأخوان وثورة يوليو حينما استغلهم الرئيس عبدالناصر للقضاء على المعارضة ثم بعد ذلك تخلص من الإخوان أنفسهم عن طريق ساعده الأيمن صلاح نصر ، ونفس السيناريو تكرر فى عهد السادات حينما استغلهم للقضاء على اليساريين ثم بعد ذلك انقلب السحر على الساحر وتحول الوفاق إلى عداء ، ويبدو ان التاريخ يعيد نفسه الاّن مع المجلس العسكرى ، بداية من الإتفاق الغير معلن فى توجيه الشعب نحو كلمة نعم فى الاستفتاء الدستورى وبعدها وجود ائتلافات الإخوان لتتحدث بإسم الثورة فى كل مؤتمر للقوى السياسية أو للمجلس العسكر، والغريب فى أن الأمر أن الإخوان كفصيل إجتماعى شارك فى الثورة مثله مثل أى أحد ولكنه أصبح الكيان الأقوى نظرا لغياب كل القوى السياسية والدينية بالإضافة الى عدم وجود الوقت الكافى لشباب الثورة لبناء كيانات سياسية قوية ، لذا فليس مبررا ابدا أن يتحول الإخوان فجأة إلى حمل وديع مع المجلس العسكرى ، ويتحول ضد الثوار بطريقة مبالغ فيها إلى حد اتباع نفس اسلوب النظام السابق مع الثوار و إلى حد اتهامهم بالتخريب والتغييب وأنهم قلة مندسة وخروجهم على إرادة الشعب رغم ان المطلب الذى يسير به تعاطف الشعب معه هو مطلب فى حد ذاته مختلف عليه من الثوار وليس مطلبا رئيسيا . واضف الى هذا تجاوزات مهنية بالتلفيق فى الأخبار على موقعهم الرسمى بنشر صور لميدان التحرير خالى من المتظاهرين وتوزيعهم لمنشورات بالأسكندرية ضدهم !! لقد اصبح الأخوان يحاولون اكتساب ثقة المجلس العسكرى والفوز بكعكة الثورة كاملة ، دون نظر إلى العدالة أو الحرية التى يتحدثوا عنها فهم فقدوا معنى الحرية بقرارتهم التى تصدر فيلتزم بها كافة أفراد الجماعة دون اعطاء الحرية الشخصية لكل عضو منهم لكى يفعل مايقتنع به عقله ، وفقدوا مفهوم العدالة حينما سكتوا على تجاوزات اعتقال النشطاء السياسيين ، والفحص العزرى لبناتنا من قبل المجلس العسكرى ، وتباطىء المجلس فى الضرب على يد الفاسدين ومحاسبتهم وترك المخلوع حرا طليقا ومصابى الثورة لا يجدون العلاج ، يسكتون ودماء الشهداء لازالت تنزف . لست أقصد بكلامى تخوين احد فلن أقع فى نفس خطأ الأخوان ، ولكنى احتاج إلى توضيح لذلك الوفاق وهذا الخنوع المبالغ فيه ، ولكن ارجو مبررات تخضع للعقل والمنطق ، لا تلعب على العاطفة وتحدثنى عن أنهم يتبعون إرادة الشعب وأن الشعب يرتاح لحكم المجلس ، فالنقد والضرب على يد الظلم ليس معناه أبدا أننا ضد إرادة الشعب أو اننا أوصياء عليه ، ولكن معناه أننا مشتركون فى حب هذا الوطن ، وحتى توضح لنا الأيام السبب وراء هذا الوفاق ،والذى غالبا ما سيمر كما مرت المرات السابقة لمحاولة الإخوان تزاوج السلطة ، سيأخذ المجلس العسكرى مايشاء من الإخوان ثم يتركهم فى صحراء قاحلة لازرع فيها ولاماء بعد ان يفقدوا المؤيدين لهم من الشعب ، أستطيع أن اقول للأخوان والمجلس العسكرى ، بارك الله لكما وبارك عليكما ، بالرفاء والبنين !