استمرارًا لمساعى دول العالم، في القضاء على الإرهاب الذي بات يهدد الجميع، جاء إعلان المملكة العربية السعودية، عن تشكيل تحالف عسكري إسلامي لمحاربة الإرهاب بقيادتها, وتأسيس مركز عمليات مشتركة في مدينة الرياض، لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود. وتم تشكيل هذا التحالف مع تزايد الجماعات الإرهابية وتصاعدها، مثل داعش فى سوريا والعراق والحوثيين اليمن، وأتباعهم في سيناء وليبيا ومالى ونيجيريا وباكستان وأفغانستان. ويشار إلى الدول المشاركة في هذا التحالف إلى جانب السعودية هي: مصر، الأردن، الإمارات، باكستان، البحرين، بنغلاديش، بنين، تركيا، تشاد، توغو، تونس، جيبوتي، السنغال، السودان، سيراليون، الصومال، الغابون، غينيا ، فلسطين، جزر القمر، قطر، ساحل العاج، الكويت، لبنان، ليبيا، المالديف، مالي، ماليزيا، المغرب، موريتانيا، النيجر، نيجيريا، اليمن. وفي هذا السياق، اعتبر نبيل فؤاد، الخبير الإستراتيجي، إن تشكيل هذا التحالف الإسلامي، يأتى في إطار ما ذكره الرئيس الأمريكي باراك أوباما من قبل، حول ضرورة تشكيل قوة عربية مشتركة، تحارب على الأرض، بينما هم يوجهون ضرباتهم للإرهاب، من السماء، ولما فشل هذا المقترح، تم تكوين هذا التحالف الإسلامي. وأوضح، أن عوامل عدم نجاح هذا التحالف العسكري الإسلامي، أكثر من عوامل نجاحه، مشيرًا إلى أنه إذا كان تشكيل تحالف القوة العربية المشتركة لم تنجح، بسبب اختلاف الدول حول بعض الأمور، فكيف للتحالف الجديد الذي يضم أكثر من 30 دولة أن يتفقوا على رأي واحد. وتابع فؤاد، أن مقومات تشكيل قوة عربية مشتركة افضل بكثير من التحالف الاسلامي، وذلك لأننا نقع في إقليم واحد في الشرق الأوسط، ويربطنا بهم تاريخ مشترك، ومستقبل واحد، بالإضافة وحدة اللغة بين الدول العربية على عكس التحالف الإسلامي، الذي لا يربطنا بهم غير الدين، حيث أن الدول الإسلامية موزعة في مناطق مختلفة من العالم. وأكد الخبير الإستراتيجي أنه لهذه العوامل فلن يكون للتحالف الذي تقوده السعودية، دور حقيقي، على أرض الواقع، في محاربة الإرهاب، وتحديدًا تنظيم داعش، الذي بات يهدد الجميع. ومن جانبه أكد يسري العزباوي، الباحث في مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، على أن إنشاء تحالف عسكري إسلامي، فكرة فاشلة، حيث أن الدول العربية التى تمتلك عوامل مشتركة تجمعهم، مثل اللغة والدين والعادات والثقافات، كللت محاولتهم بتكوين قوة عربية مشتركة بعدم النجاح. وتسائل، فكيف لقوة إسلامية، ان تنجح، وهم مختلفين، حيث ان هناك ثقافات مختلفة لهذه الدول، مشيرًا إلى أن هذا التحالف لن يقدم أي جديد في مكافحة الارهاب، والهدف منه هو ضرب فكرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإنشاء تحالف عربي مشترك. وعلى الجانب الآخر رأى محمود قطري، الخبير الأمني، أن هذا التحالف جيد جدا وتصرف ايجابي من هذه الدول، لمحاربة الارهاب والخلاص منه، وخاصة أن الإرهاب خرج من هذه البيئة، ويسيء للإسلام، لذا فالتحالف سيكون ضرب لهذا الفكر التكفيري في عقر داره. وأوضح أن هذا التحالف يفيد في تناقل المعلومات فيما بين هذه الدول وبعضها، مؤكدًا على أن تشكيل قوة إسلامية أهم من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة، أو الذي أعلنت عنه روسيا، لأنه من سيتمكن من محاربة الإرهاب من جذوره، حيث ستعمل على تغير في ثقافة وتعليم النشء. وأكد الخبير الأمني على أن هذا التحالف سيشمل العمليات العسكرية والأمنية، حيث تتولى كل دولة من المشاركين في التحالف، في محاربة الإرهاب داخل حدودها، على أن يتم التعاون المعلوماتي فيما بين أعضاء التحالف، موضحًا أن المعضلة أمام هذه القوة هي هل ستعترف قطر وتركيا ان الاخوان جماعة إرهابية. وأشار إلى أن التحالف الروسي مازال وليدا فلايمكن الحكم عليه، ولكنه حقق بعض الضربات الجيدة ضد الارهابيين، بينما ذلك الذي تقوده امريكا تحالف شكلي. وذكر اللواء عبد المنعم السعيد، الخبير العسكري، أن تشكيل تحالف عسكري إسلامي، يأتى في إطار التأكيد على ميثاق التعاون الإسلامي والسعي لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه، سواء بالعمليات العسكرية، أو بالتعاون المعلوماتي. وأوضح أن الهدف من هذا التحالف واضح، وهو حفظ السلم والأمن الدوليي، والقضاء على كل ما يؤثر على هذا السلام ، مشيرًا إلى أن هذا التحالف لا يتعارض ما شكلته أمريكا والأخر الذي أعلنت عنه روسيا، طالما أن هدفهم واحد، هو محاربة الإرهاب ومواجهته.