نظمت جمعية محبي الفنون الجميلة، أول لقاء من «صالون الموسيقى» الذى يشرف عليه الناقد الموسيقى الدكتور زين نصار وذلك ضمن النشاط الثقافي للجمعية الذي يُعده ويشرف عليه الناقد الفني محمد كمال، برئاسة دكتور أحمد نوار . شهد الصالون الظهور الأول للمؤلف الموسيقى الكبير رفعت جرانة بعد غياب عن الإعلام طال لأكثر من 30 عاما، والذى كرمته الجمعية بإذاعة عدد من مؤلفاته، وإهدائه شهادة تقدير. ظهور رفعت جرانة كان مفاجأة بكل المقاييس، الفنان الكبير الذى تخطى ال91 عاما مازال يحظى بنفس الإبداع الذى حظى به فى عامه العشرين، «جرانة» لفت فى حديثه الى أن هدفه من تقديم القصيد السيمفونى الذى برع فيها خلال مشواره الفنى كان تمجيد بلاده فقرر تصوير جماليات مصر من حب النيل والأهرامات والآثار بآلة القانون مع الأوركسترا، وهذا ما كان يفكر فيه الموسيقيين الكبار فى العالم فنرى «سمينتا» أراد أن يتغزل فى نهر فلاديفيا وقدمه فى مقطوعه موسيقية، وكان بالنسبة لي قدوة لأقول للعالم إننا شعب مثقف يعرف تماما كيف يمجد بلاده فقدمت قصيدا سيمفونيا بعنوان «مصر يا قطن النيل» ورصدت فيه جمال النيل وقدمت قصيدا سيمفونيا لموسيقى «طلع البدر علينا» في كونشترو آلة القانون والأوركسترا وتم تكريمى فى مهرجانات دولية، وقدمت لوزارة الثقافة قصيدا سيمفونيا بعنوان «تهجير النوبة» وتناولت فيه رقصة النوبة بشكل راقٍ، وعام 1963 جسدت رقصة مصر بعيون النوبة بآلة القانون، واختتم «جرانة» حديثه برسالة للفنانين فى عليكم أن تمجدوا بلادكم. وقال دكتور زين نصار إن «جرانة» يعد من أهم رواد القصيد السيمفونى فى مصر وظهوره فى هذا الوقت تأكيد على غياب دور الدولة فى تنظيم قادتها وروادها. رفعت جرانة مواليد 29 يناير1924م في حى السيدة زينب بالقاهرة، عشق الموسيقى منذ صغره حتى التحق بالمعهد العالي للموسيقي المسرحية وتخرج عام 1948م في قسم الآلات بامتياز، ثم عمل بالفرق المختلفة كعازف ترومبيت.. وفي عام 1952م عين مدرساً للموسيقى بوزارة المعارف.. ثم درس علوم التأليف الموسيقي لمدة عشر سنوات، وفي عام 1960م عين «جرانة» قائداً لأوركسترا التليفزيون المصري، ثم عين عام 1962م قائداً لأوركسترا فرقة القاهرة الاستعراضية، مؤلفاته الموسيقية مستوحاة من التراث الشعبي والديني، وله مؤلفات موسيقية لعدد من الأفلام التسجيلية، ولبعض المسرحيات مثل (الخرتيت) و (الكراسي).. وفي عام 1960 كتب «جرانة» سيمفونية 23 يوليو وسجلها تحت قيادته لأوركسترا التليفزيون، ثم كتب السيمفونية العربية مجسداً فكرة الوحدة العربية، ثم كونشرتو التشيلو عام 1963 بناءً على طلب عازف التشيلو العالمي «ناجى الحبشي»، ثم كونشرتو القانون المليء بالألحان الدينية، كما كتب عدد 6 قصائد سيمفونية من بينها قصيد النيل 1972 ويصور فيها رحلة النيل من المنبع إلى المصب، وقصيد السادس من أكتوبر 1974 يصور فيها معركة أكتوبر، إضافة إلى العديد من المقطوعات للآلات المنفردة والمجموعات الصغيرة. ومثل رفعت جرانة مصر في عدة مؤتمرات ومهرجانات دولية، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في التأليف الموسيقي عام 1966، وحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967 يذكر أنه من المقرر ان تقيم الجمعية صالونا موسيقيا فى السبت الأول من كل شهر.
