طالبت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما باكستان بقطع علاقاتها مع شبكة حقاني المرتبطة بطالبان التي تتخذ من المناطق الحدودية مع أفغانستان مقراً لها وبالمساعدة في تصفية قادتها، وإلاّ ستتحرك واشنطن أحادياً. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسئولين من البلدين ان أمريكا وجهت ما يشبه التهديد النهائي لباكستان بأنها إذا لم تتحرك ضد شبكة حقاني فإن الولاياتالمتحدة سوف تتحرك بشكل أحادي. وقالت إن الرسالة أبلغها مسئولون كبار في الإدارة الأمريكية خلال لقاءات بنظرائهم الباكستانيين وفي بيانات في الأيام الماضية، معتبرين أنها تعكس الاعتقاد الذي أصبح راسخاً في واشنطن بعدم جدوى الاستراتيجيات التي لطالما استخدمتها واشنطن مع إسلام آباد والتي تقوم على الإقناع والمساعدة العسكرية للتأثير على السلوك الباكستاني. وهدد وزير الدفاع ليون بانيتا أمس الثلاثاء بأن الولاياتالمتحدة "ستقوم بالخطوات التي تراها ضرورية لحماية قواتها في أفغانستان" من هجمات شبكة حقاني التي تقول أمريكا ان لها ارتباطات طويلة مع أجهزة الاستخبارات الباكستانية. وقال بانيتا ان واشنطن ستمارس ضغوطاً قدر الإمكان على الباكستانيين ليمارسوا سيطرتهم على جهتهم من الحدود. وأضاف "نواصل التأكيد على أن هذا لا يمكن أن يحصل، لا يمكن أن يأتي عناصر شبكة حقاني عبر الحدود (مع باكستان) ويهاجموا قواتنا ويهاجمون أفغانستان ومن ثم يعودون للاختفاء في ملاذهم الآمن.. لا يمكننا السماح بذلك". وكانت أمريكا اتهمت الشبكة بالمسئولية عن الهجوم على السفارة الأمريكية في كابول في 13 من الشهر الجاري. وأضاف "أعتقد أنهم سمعوا الرسالة، وسوف نرى ما الذي سيحصل". وذكرت "واشنطن بوست" أنه في الوقت الذي كان يتحدث بانيتا إلى الصحفيين أمس، كان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" دايفيد بترايوس يجري اجتماعاً غير معلن عنه في واشنطن مع نظيره الباكستاني الجنرال أحمد شوجا باشا. وقال قائد الأركان المشتركة الأمريكي مايكل مولن الذي التقى قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كيانيفي مدريد الجمعة الماضي ان "الارتباط بالوكالة" بين شبكة حقاني والاستخبارات الباكستانية كانت الموضوع الأساسي في الاجتماعين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة ان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي اجتمعت مع نظيرتها الباكستانية حنا رباني خار حذرت من أن باكستان تخسر سريعاً أصدقاءها في واشنطن، علماً أنها من المسؤولين القلائل في الإدارة الذين لا يزالون يتعاطفون علناً مع الزعماء المدنيين الضعفاء في باكستان في مواجهة تهديد كبير يتمثل بالإرهاب وجيش نافذ سياسياً. وقال المسئول ان كلينتون غادرت الإجتماع وهي تحمل تأكيداً بأن باكستان تعترف بأن تهديد حقاني هو تهديد لها أيضاً وأن لا أحد يجب أن يعتقد ان علاقتها مع الشبكة أهم من علاقتها مع واشنطن.