تحدى كل المعوقات منذ بداياته، وتمكن من دخول برلمان عام 2012، وظل يتدرج فى المناصب حتى أصبح رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد بالإسكندرية، وعضواً بمجلس الشعب بالانتخابات البرلمانية القادمة، لأن طموحه ليس له حدود من أجل الدفاع عن المواطن وأهالى دائرته بمنطقة سيدى جابر. هذا هو «حسنى حافظ» الذي قرر الدخول في المعترك السياسي وخوض تجربة الانتخابات البرلمانية عن دائرة سيدى جابر وباب شرق ونجح فيها. أجرت «الوفد» حواراً مع «حافظ» للتعرف على كيفية مواجهته مشاكل المواطنين والعمل على حلها بشكل سريع لامتصاص حالة الغضب التي يعيشها أهالى الإسكندرية ضد المسئولين الذين يضربون بمشاكلهم عرض حائط.. وإلى نص الحوار: ما أهم بنود برنامجك الذى فزت من خلاله بعضوية مجلس النواب؟ - قمت بوضع برنامج انتخابي شامل يتضمن حلولاً للعديد من المشاكل التي تعاني منها مصر، ولكن التركيز بشكل أكبر كان على منظومة الصحة، وما تعانيه من أزمات، وذلك باعتبار أن العلاج حق أصيل للمواطن، لذلك سأعمل على زيادة ميزانيتها ووضع قانون للتأمين الصحي الشامل، وتطوير المستشفيات الحكومية التي يلقى المرضى فيها معاملة غير آدمية، ويشمل البرنامج خططاً خاصة بتطوير التعليم الفني والذي يخرج كل عام الآلاف من الطلاب غير المؤهلين، وفي كثير من الأحيان يجهلون القراءة والكتابة، وذلك رغم إمكانية استغلالهم كثورة بشرية تنهض بمصر في مجالات عديدة. وأكد «حافظ» أن البرنامج الانتخابي لحزب الوفد، يعد عقداً اجتماعياً نلتزم به انطلاقاً من التراث الوطني والمسئولية التاريخية لحزب الوفد كقائد للحركة الوطنية المصرية نحو تجسيد مبادئ وأهداف الإرادة الشعبية الحرة في ثورتي 25 يناير و30 يونية، والوفد في برنامجه الانتخابي ينظر للتعليم والبحث العلمي، باعتبار الإنسان صانع حضارته، مثلما هو هدفها الأول، فإن الاستثمار في البشر بات سمة أساسية في المجتمعات المتقدمة، ويسعي الوفد إلي نظام تعليمي جاد يتبني صحيح ما جاء في التجارب الدولية الناجحة، ولقد كانت مجانية التعليم من أهم إنجازات حكومة الوفد قبل عام 1952 وكانت المقولة الشهيرة لوزير المعارف الوفدي طه حسين: «إن التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن»، لذلك فإن الوفد يؤمن بمجانية التعليم بمراحله المختلفة في مؤسسات الدولة التعليمية وأن يكون التعليم إلزامياً حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها مع الالتزام بتشجيع وتطوير التعليم الفني والتقني والتدريب المهني، وفقاً لمعايير الجودة العالمية، وبما يتناسب مع احتياجات سوق العمل، ويؤكد الوفد أهمية استقلال الجامعات، وتوفير التعليم الجامعي وفقاً لمعايير الجودة العالمية. ما أهم الأهداف التي يسعى لها حزب الوفد؟ - «الوفد» في برنامجه الانتخابي يؤكد سمو العنصر البشري في التنمية الشاملة، وعليه فإن الوفد يضع في برنامجه ضرورة الارتقاء بحقوق المواطن في مجال الرعاية الصحية، ويعمل على تحويل مجموعة من المكاسب التي أقرها الدستور إلى تشريعات تحقق الانتشار الجغرافي العادل والمناسب للخدمات الصحية، ويؤكد الوفد في برنامجه أهمية إقامة نظام تأمين صحي مناسب وشامل لجميع المصريين يغطى كل الأمراض، مع تجريم الامتناع عن تقديم العلاج بأشكاله المختلفة لكل إنسان في حالات الطوارئ وفقاً لنصوص الدستور، ولا ينفصل عن ذلك الحق لكل مواطن في غذاء صحي وكاف، وماء نظيف. ما أهم اللجان التي تحب أن تنضم إليها بمجلس الشعب؟ - أهتم بشأن الصحة لما لمسته من خلال عملى الصحفى والاجتماعى بوجود أزمة كبيرة فى قطاع الصحة على مستوى المحافظات. لو لم أحقق شيئاً بلجنة الصحة سأنسحب من المجلس وأعود إلى بيتى الصحفى مرة أخرى، مشيراً إلى أن طلبات الإحاطة الأولى له بالمجلس ستتمثل فى تنظيم خريطة الصحة الموجودة فى المحافظات والمقسمة على الصحة والجامعة والعلاج الحر والشرطة وغيرها، بالشكل الذى لا يتيح لأحد بالمحافظة السيطرة عليها بأكملها ورقابتها. ما طلبات الإحاطة التى سوف تتقدم بها فى البرلمان القادم؟ - أول طلب إحاطة سيكون بشأن حقوق شهداء ثورة 30 يونية، والشهداء من أهالي الإسكندرية، خاصة الشهيد حمادة بدر الدين حسونة، الذي تم إلقاؤه من أعلى خزان سيدي جابر ولم يحتسب شهيداً أسوة بشهداء الثورة. كما سأقدم طلب إحاطة بشأن الفساد في المحليات وسأعمل على تشريع قوانين تحد من فسادها. وأضاف أنه سيقوم برفع طلبات إحاطة أخرى لزيادة ميزانية وزارة الصحة وزيادة الرقابة عليها، قائلاً: «لن أطالب بمستشفيات جديدة فى الإسكندرية، لكن سأطالب بتطويرها»، وذلك بسبب سوء أداء مستشفيي الأميرى الجامعى والشاطبى، اللذين يخدمان 5 محافظات هى الإسكندرية ومرسى مطروح والبحيرة والغربية وكفر الشيخ بالشكل الذى يجعلهما يتدهوران مهما كانت درجة الأداء، مطالباً بإنشاء مستشفيات مثلهما فى قلب هذه المدن للسماح بعدد أقل يزور المستشفى وبالتالى تتحسن الخدمات. وأكد «حافظ» لقاءه واستماعه لأعضاء هيئات التمريض بالمستشفيات التى تحتاج لحل مشكلات حتى يستطيعوا النهوض بالصحة والمستشفيات، والتى تمثلت أهمها فى تغيير الصورة الذهنية التى أصحبت تؤخذ عنهم فى المسلسلات والأفلام وتصورهم بشكل سيئ لهم ولعائلاتهم، بالإضافة إلى زيادة مرتباتهم الضئيلة. ما أهم القوانين التي ستسهم في تشريعها في البرلمان؟ - قوانين خاصة بالاستثمار وإقامة المشاريع الاقتصادية الكبرى، والمصانع الذي ستتيح فرص عمل للعديد من الشباب، وإعادة صياغة قانون الأحوال الشخصية، وتشريعات خاصة بتطوير العشوائيات وإيجاد حلول عملية للقضاء على هذه الأزمة التي أصبحت وكراً للبلطجية وتجار المخدرات. ما أهم المشاكل التي تعاني منها دائرتك الانتخابية؟ - تعاني دائرة سيدي جابر وباب شرق من العديد من المشاكل، أهمها البطالة التي تصاحب بعض شبابها، فضلاً عن نقص وحرمان مناطقها من الخدمات الأساسية، فمنطقة المطار تعاني من ضعف مياه الشرب، وحدائق أنطونيادس العريقة التي يرجع تاريخ إنشائها إلى القرن ال 19 تعاني من كارثة بيئية، حيث تتعرض الحدائق لكل أنواع الإهمال ويتم تجريف الأشجار والنخيل وإحراقها بالإضافة إلى أطنان القمامة الموجودة فى الحديقة وعدم الاهتمام بسور الحدائق ما يجعلها مرتعاً لمدمني المخدرات والمتسكعين فى غير أوقات العمل الرسمية للحدائق، بالإضافة إلى برك المياه التى تؤدى إلى انجراف النجيلة الخضراء، لذلك يجب أن تهتم الحكومة بهذه المناطق وتقوم بتفعيل دور الأندية الشعبية للشباب ودور الثقافة والمكتبات، فضلاً عن استغلال الأموال التي توضع في صناديق المحافظة والتأمينات الاجتماعية لمنح قروض من الدولة للشباب والمرأة المعيلة والاهتمام برصف وإنارة الشوارع والاستفادة من حدائق النزهة التى تبلغ مساحتها 137 فداناً. هل يستطيع البرلمان القادم أن يساهم في انتشال مصر إلى مستقبل أفضل؟ - نعم يستطيع، لأن مصر لن تنهض وتمضي في طريق بناء دولة ديمقراطية بدون استكمال مؤسساتها، ووجود برلمان يمارس سلطاته المخولة له في الدستور من مراقبة للسلطة التنفيذية، في حالة صدور أي تجاوزات وفساد من وزرائها، ودراسة مشاريع قوانين تطبق لحل مشاكل مصر. ما أبرز الصعوبات التي واجهتك منذ أن قررت خوض الانتخابات البرلمانية؟ - سطوة المال السياسي ورغبة أصحابه في التأثير على وعي الناس وتوجيههم لانتخاب مرشحين يحاولون الحصول على عضوية البرلمان لتحقيق مصالحهم، فضلاً عن التخبط الذي أدى إلى تأخير العملية الانتخابية وتعطيل استكمال خارطة الطريق. لذلك أطالب اللجنة العليا للانتخابات برصد جميع المخالفات التى ارتكبها أى مرشح سواء فيما يتعلق بالدعاية الانتخابية أو استخدام الشعارات الدينية أو استغلال دور العبادة للترويج للمرشحين. ما رأيك في الدعوات التي نادت بإسقاط الحصانة البرلمانية؟ - أرى أن هذه الدعوات مخالفة للدستور، لأن الحصانة البرلمانية حماية للنائب من بطش السلطة التنفيذية وتمكنه من ممارسة دوره البرلماني بشكل جيد، كما أنها لا تجعله فريسة سهلة قابلة للاستفزاز من أصحاب السلطة والنفوذ. ما الذي يحتاجه برلمان مصر القادم.. نائب تشريع أم خدمات.. وكيف نغير انطباع الناس عن عدم أهمية نائب التشريع؟ - مصر في المرحلة الراهنة تحتاج إلى نائب تشريع على وعي ودراية بجميع القوانين والتشريعات، وبأداء الدور الرقابي على الحكومة. ما رأيك في بعض المرشحين الذين يظهرون وقت الدعاية الانتخابية ويختفون بعد حصولهم على المقاعد البرلمانية؟ - أرى أن من ينظر لمصالحه الخاصة ويبتعد عن مصلحة المصريين وأهالي الدائرة الذين انتخبوه، خائن وعميل.
