تسأل القارئة (ص. ع ): أجبرني زوجى على ارتداء النقاب بعد الزواج ، وعندما حدثت بيننا خلافات تركت البيت وخلعت النقاب ، ثم حدث الصلح وعدت إلى البيت ، وهو الآن يطالبني بارتدائه مرة ثانية، ويعلق حياتنا على هذا الأمر.. فهل هذا حقه؟ يجيب أ.د عبد الفتاح إدريس ، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر الشريف، على سؤال القارئة بمجلة الزهور قائلا: من المعروف أن طاعة الزوجة لزوجها إنما تتعلق بحقوقه عليها الناشئة عن عقد النكاح..وهو حقه عليها في القرار في بيت الزوجية ، وطاعته في ألا تفعل أمرا إلا بمشورته، وألا تأذن لأحد في بيته بغير إذنه ، وألا تنفق من ماله إلا بإذنه أيضا ، وألا تدخل في بيته أحدا يبغضه ، وألا تمنعه نفسها إذا أرادها، ولا تتطوع بنوافل إلا بإذنه. فهذه هي الحقوق التي للزوج. ولكن ليس له أن يجبرها على أمر ليس من حقوقه عليها، ولهذا فإن أمر النقاب هو من أمور الدين، وواجب الزوج على زوجته أن ينصحها ويعظها ويبين لها وجه الحق في ذلك حتى تلتزم بشرع الله تعالى عن اقتناع .ولكن ليس من حقه عليها أن يجبرها على ذلك ، كما أنه ليس من حقه عليها أن تطيعه في هذا الأمر ، وذلك لأنه لا يتعلق بحقوقه عليها . وأمر النقاب محل خلاف بين العلماء، فجمهور العلماء يرون أنه غير مفروض على المرأة ، وفريق منهم يرى فرضيته ، وأيا ما كان الأمر فإن هذا لا يدخل في سلطان الزوج ليجبرها عليه أو يعلق أمر حياته على ذلك ، وذلك لأنه لا يتعلق بحقوقه على زوجته.