7 قرارات جديدة للحكومة.. تعرف عليها    وزير الشئون النيابية يبحث مع "الشوربجى" تعزيز الشراكة مع وسائل الإعلام    محافظ الأقصر يستقبل وفد الأمم المتحدة للتنمية الصناعية    رئيس اقتصادية قناة السويس: لابد من التكاتف بين الجميع لتحقيق قفزات بالوقود الأخضر    وزير الخارجية: أكثر من 70% من المخاطر المناخية مرتبطة بالمياه    البرلمان الإيراني يمنع تولي "سني" منصب نائب الرئيس    لقطات من رحلة بعثة الأهلي إلي السعودية لمواجهة الزمالك في السوبر الإفريقي    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بالسويس    انتهاء تصوير 50% من مشاهد روج أسود    قدميها لأبنائك طوال الدراسة، أطعمة تقوي الذاكرة والتركيز    محافظ الجيزة يتفقد مستشفي أطفيح المركزي (صور)    مسؤول لبناني: شركات الطيران العربية والأجنبية أوقفت رحلاتها لمطار بيروت باستثناء واحدة    الإمارات تُعلن استشهاد 4 من قواتها المسلحة إثر تعرضهم لحادث    جامعة مطروح تنهي استعداداتها لاستقبال العام الدراسي الجديد    وفد التحالف الوطنى للعمل الأهلى يزور مقر مؤسسة صناع الحياة لبحث مجالات التعاون    محافظ أسوان ونائب وزير الإسكان يتفقدان خزان أبو الريش العلوي بسعة 4 آلاف مكعب من محطة جبل شيشة    مدبولي: اختيار 5 مناطق على ساحل البحر الأحمر للطرح ضمن الخطط التنموية    شغل ومكافآت وفلوس كتير.. 4 أبراج فلكية محظوظة في بداية أكتوبر    الفنان والمنتج شادي مقار عن مسلسل برغم القانون: اكتسبت وزن من أجل المصداقية    سكرتير عام مطروح المساعد للأهالي: التصالح هو ميراثك للأجيال القادمة    رئيس الوزراء: نحن على المسار الصحيح في التعليم الأساسي والجامعي    رئيس جامعة القاهرة يبحث مع وفد مجلس الشيوخ الفرنسي سبل التعاون    مدرب السد القطري: مباراة الغرافة ستكون صعبة للغاية    ميكالي يستقر على إقامة معسكر لمنتخب 2005 في التوقف الدولي المقبل (خاص)    وزير الدفاع: التحديات الإقليمية تفرض علينا أن نكون على أهبة الاستعداد    تنظيف وتعقيم مسجد وضريح السيد البدوي استعدادًا للمولد (صور)    بيان مهم من الأرصاد بشأن حالة الطقس ودرجات الحرارة غدا الخميس 26 سبتمبر 2024    أول تعليق من أسرة الطفلة «علياء» بعد مقابلة رئيس الوزراء.. ماذا قالت له؟    رئيس هيئة الدواء: سحب كافة الأدوية منتهية الصلاحية وليس نسبة منها    عاجل - رئيس الوزراء: الحكومة تواصل تحسين التعليم    ماكرون يدعو إيران للعب دور إيجابي في تهدئة شاملة بالشرق الأوسط    أيتن عامر عن أزمتها مع طليقها : «الصمت أبلغ رد» (فيديو)    13 مليون جنيه إجمالي إيرادات فيلم عاشق بدور العرض السينمائي    بمشاركة أكثر من 40 دار نشر.. افتتاح النسخة الأولى من معرض نقابة الصحفيين للكتاب    تفاصيل الحلقة ال 8 من «برغم القانون».. إيمان العاصي تعرف حقيقة زوجها    الصحة اللبنانية: 15 شهيدًا في غارات إسرائيلية على الجنوب    النائب محمد الرشيدي: جرائم الاحتلال الإسرائيلي في لبنان تشعل فتيل الصراع بالمنطقة    إجراء 267 ألف تدخل طبي في مستشفيات التأمين الصحي الشامل    بالصور- تطعيم 63.6% من تلاميذ مدارس الوادي الجديد ضد السحائي    «صحة المنوفية»: إدارة المتوطنة قدمت خدماتها ل20 ألفا و417 مواطنًا في مجالات الفحص والمكافحة    بينها تجاوز السرعة واستخدام الهاتف.. تحرير 31 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    تتخطى مليار دولار.. شركة تابعة للسويدي إليكتريك تشارك في إنشاء محطة توليد كهرباء بالسعودية    "بعد السوبر".. مصدر ليلا كورة: الزمالك يتفق مع الغيني جيفرسون كوستا    وزارة التموين تحصر أرصدة السكر المتبقية من البقالين    عملت وشم فشلت في إزالته هل صلاتي باطلة؟.. رد حاسم من داعية (فيديو)    إمام عاشور يكشف مفاتيح الفوز على الزمالك ودور اللاعبين الكبار في تألقه    حارس ليفربول: 5 أمور تحسنت في مستوى محمد صلاح تحت قيادة آرني سلوت    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 25-9-2024 في محافظة البحيرة    القبض على عنصرين إحراميين يديران ورشة لتصنيع الأسلحة النارية بالقليوبية    خالد جلال يناقش خطة عروض البيت الفني للمسرح ل3 شهور مقبلة    ضبط 200 ألف علبة سجائر بقصد حجبها عن التداول بالغربية    عقب تداول «فيديو».. سقوط لصوص أغطية بالوعات الصرف بالمنصورة    تكريم الإنسانية    ما أهمية نهر الليطاني في الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟    تشكيل ليفربول المتوقع.. 7 تغييرات.. وموقف صلاح أمام وست هام    هل هناك نسخ بالقرآن الكريم؟ أزهري يحسم الأمر    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



روسيا تخنق تركيا اقتصاديًا وتحرمها من 7 مليارات دولار
نشر في الوفد يوم 30 - 11 - 2015

أكد السفير «فتحي الشاذلي» مساعد وزير الخارجية الأسبق وسفير مصر السابق في تركيا أن روسيا تعلم جيداً المحاذير المتعلقة بالتصعيد العسكري ضد تركيا بسبب إسقاط الطائرة الروسية بسلاح الجو التركي، مشيرا إلى أن روسيا ستعاقب تركيا بإجراءات اقتصادية تهدف إلى تجفيف منابع الاستثمار التركي في روسيا لمحاولة خنقها اقتصادياً، بعد أن كانت روسيا تفتح أبواب الاستثمار على مصراعيه أمام الاستثمار التركي، وأوضح الشاذلي أن تجارة الشنطة بين تركيا وروسيا وصلت إلى 7 مليارات دولار لصالح تركيا، وكشف مساعد وزير الخارجي أن عداء أردوغان لثورة 30 يونيو يعود إلى نجاح الثورة في القضاء على هيمنة الجماعة الإرهابية التي هو عضو فيها ونجاحها أيضا في إسقاط حكم الإخوان. وطالب الشاذلي في حوار ل«الوفد»، الإعلام العربي بتغيير اسم «داعش» إلى «دغاعش» وهو يرمز إلى الدولة غير الإسلامية في العراق والشام لأنها جماعة ضد الإنسانية وليس لها علاقة بالإسلام إنما هي جماعة إرهابية تساندها وتدعمها تركيا، بمساعدة خفية من أمريكا التي تغض الطرف عن نشأتها للتغطية علي أخطائها الكارثية في العراق، واستبعد الشاذلي أن يكون ما يحدث حاليا من أحداث علي المسرح السياسي العالمي يكون مقدمة لاندلاع حرب عالمية ثالثة..! وإلي الحوار..
ما هي تداعيات إسقاط الطائرة الروسية علي منطقة الشرق الأوسط؟
هذه الحادثة غير واضحة المعالم لأن الروس قالوا إن الطائرة لم تخترق الأجواء التركية، والأتراك يؤكدون أنها اخترقت الأجواء وصدر لها 10 تحذيرات خلال 5 دقائق، والطيار الذي نجا من الحادث قال لم نتلق أي تحذير، وبهذا لا يوجد طرف ثالث مبرأ من الهوي يستطيع أن يؤكد ماذا حدث بالضبط.. والتداعيات ستكون قاصرة بين روسيا وتركيا، والقيادة الروسية أعلنت وقف الاتصالات العسكرية وقد يصل الأمر إلي تعليق السياحة الروسية إلي تركيا.
إذن هذا الحادث لن يشعل حرباً إقليمية؟
نعم.. وأستبعد ما يعتقده البعض بأن ما حدث هو الفصل الأول لنشوب حرب عالمية ثالثة لأنه لن توجد تداعيات عسكرية متطرفة لهذا الحادث.
إذن ما هي العواقب الوخيمة التي أعلن عنها الجانب الروسي؟
الروس أعلنوا بالفعل عن إجراءات اتخذت في ما يخص العلاقات بين الدولتين بقطع الاتصالات العسكرية والسياحة الروسية إلي تركيا وأميل إلي توقف التصعيد عند هذا المستوي خاصة أن روسيا دولة لها وضع استراتيجي خاص وتمتلك أعداداً كبيرة من الأسلحة التقليدية والمتطورة والذرية ولكنها اكتوت بنيران الحروب التي اضطرت لخوضها وبالتالي لن تصل الأمور لمستوي التصعيد.
وما هي ردود الأفعال التركية؟
من خلال الروح الشعبوية التي يتصف بها «أردوغان» ستخرج الدوائر ذات الصلة بحزب التنمية والعدالة تطبل وتحدث لغطاً كبيراً للمزايدة علي هذه الطائرة وحادثة إسقاطها وأن أي طائرة ستخترق المجال الجوي التركي ستلاقي نفس المصير.
تصعيد عسكري
هذه المزايدة نتيجة لعضوية تركيا في حلف الأطلنطي؟
ما نعرفه أن اتفاقية «واشنطن» التي أنشأت الحلف بها المادة الخامسة الشهيرة وملخصها أن الكل لواحد، والواحد للكل في التضامن والدفاع الجماعي فالكل مع الفرد عندما تتهدد الأهداف الأمنية لأحد الأعضاء فكل أعضاء الحلف يصطفون خلفه للدفاع عنه ولهذا روسيا تدرك جيدا المحاذير المتعلقة بأي تصعيد عسكري.
لكن تصوير الحادث تليفزيونياً في منطقة جبلية قاحلة الا يؤكد الترصد لإسقاط الطائرة؟
لا أستطيع أن أجزم بهذا، لكن هناك تساؤلات كثيرة لمعرفة إجابتها وهي تاريخ الاختراقات الروسية في المنطقة من عدمه؟ وهذا جعل الأتراك ينصبون كميناً للطائرة أم لا؟ لأن وكالات الأنباء قالت الاختراق استمر «5 دقائق» وهذه مدة كبيرة في عالم الطيران، وما هي طريقة الانذار؟ وكيفية حصول القوات التركية وسرعتها في الحصول علي تصريح من أعلي مستوي لإسقاط الطائرة باعتبار أن التعامل سيكون مع روسيا؟ وهل يوجد طائرات تركية في سمائها طوال الوقت بحيث انها تتوجه خلال ثوان إلي مكان الاختراق؟ لأن الذي قيل أن طائرتين «F16» اعترضتا الطائرة وإسقاطها لو حدث هذا دون وجود كمين للطائرة فهو أداء مبهر من التفوق التركي للوصول إلي الحد الزمني «5» دقائق والحصول علي قرار للاشتباك ثم التنفيذ.
إسقاط الطائرة لم يكن رداً علي الدور الروسي في الحرب ضد داعش؟
أي شيء يتعلق بروسيا أو أمريكا لابد أن ننظر إلي صورة العالم كله لأنه ومنذ الاتحاد السوفيتي، وحتي الآن يوجد عمليات مقايضة مستمرة بينهما ولن نستطيع أن نستبعد الموقف في «أوكرانيا» و«القرم» والتوسع الأرضي لروسيا والذي حدث أثناء إدارة الأزمة الأوكرانية، وكما كان يحدث في السابق مثلما وضع الاتحاد السوفيتي صواريخ في «كوبا» بجوار أمريكا ثم حدثت المواجهة بينهما وتم سحب الصواريخ نظير تنازلات أمريكية معينة في منطقة تركيا والجوار الاقليمي للاتحاد السوفيتي، وهنا لابد أن ننظر إلي الصورة الاستراتيجية علي المستوي الكوني، لأن القوي العظمي نري أن مسرح عملياتها هو العالم كله.
لكن تصريحات «بوتين» خلال قمة العشرين أكدت أن دولاً من المشاركين تدعم الإرهاب؟
هو بالفعل قال هذا وكأنه يقصد تركيا ودعمها للظاهرة الإرهابية التي يطلق عليها داعش، ويعلم جيدا أن تركيا ليست بعيدة عن أصل هذه الظاهرة لأنها في الأصل بقايا ضباط وجنود الجيش العراقي من السُنة الذين شكلوا النواة الصلبة لمقاومة الغزو الأمريكي للعراق ثم بعد احتلال العراق الحقائق الديموغراطية العراقية فرضت نفسها علي الساحة بشكل ليس به حكمة فكما تعلم أن الشيعة هم الكتلة الرئيسية للسكان في العراق، ومن هنا عندما تولي الشيعة السلطة في ظل الاحتلال الأمريكي بالغوا في الانتقام من العهود التي كانوا فيها مقهورين تحت هيمنة الحكم السني، وهذا ما أدي إلي ازدياد السخط السني الذي بدأت نواته في مقاومة الغزو الأمريكي للعراق.
ألا يوجد دور أمريكي في نشأة هذا التنظيم الإرهابي؟
بالنسبة لهذه المنظمة الإرهابية تحديداً كان لديها معسكرات في جنوب شرق تركيا، وأمريكا تسامحت مع تفاقم المقاومة التي أظهرتها السُنة لإخفاء أخطاء الحاكم الأمريكي المحتل الأول في العراق «بول بريمر» فقد كانت له أخطاء جسيمة وقرارات خاطئة 100٪ وبالتالي الإدارة الأمريكية أرادت أن تعلق أخطاء «بول بريمر» علي هذا التنظيم الإرهابي وقيل ان تسمي ب«داعش» كان لها أسماء عديدة وأول قائد لها كان «أبومصعب الزرقاوي» ويوجد ثأر مصري بيننا وبينه لأنه هو الذي خطف السفير المصري في العراق وقتله، فهذه جماعات ليس لهم دين ولا ملة بل هم أعداء الحضارة الإنسانية يكفرون ويقتلون ويهدمون التراث الإنساني، دون أن يفهموا أن «عمرو بن العاص» فتح مصر وكان معه عدد كبير من صحابة الرسول «صلي الله عليه وسلم» وشاهدوا الأهرامات والمعابد والتماثيل الفرعونية، ولم يقتربوا منها بأذي بحجة أنها تراث فرعوني يجب تدميره، ولا نعرف من أي أتي هؤلاء بحججهم الخاطئة لهدم أى تراث يقع تحت أيديهم.
إذا لم يوجد تصعيد روسى لأزمة الطائرة فمن الصعوبة معرفة ما يدور فى عقل «بوتين» كرجل مخابرات؟
لكن بالطبع هناك سيناريوهات واحتمالات مختلفة ومتعددة لكن لا أحد يستطيع أن يسقط الاحتمالات المتوقعة على الإطلاق. وأهم عناصر المواجهات العسكرية هو الخداع الاستراتيجى، وأرى أن تركيا لديها أوراق مهمة جدًا فى أوراق اللعبة خاصة أن لديها حكومة جديدة وبها وجوه جديدة تريد أن تثبت جدارتها بجانب «أردوغان» ورئيس الحكومة اللذين يملكان الكثير من الخبرة ولهذا سيوجد قدر كبير من الاتزان فى التعامل مع هذه الأزمة، أما عن الاحتمالات الروسية فلن يحدث تصعيد أكثر من المستوى الذى وصلت إليه الأمور.
ما هى المشاريع التركية التى يمكن أن توقفها روسيا فى المنطقة؟
أهمها الغاز الطبيعى لأن تركيا تريد تحرير خط غاز من سوريا إليها، وروسيا تصدر الغاز إلى تركيا، ولا أعرف شروط التصدير القانونية وبالتالى يمكن أن يكون عدم ضخ الغاز الروسى عقابًا لتركيا ولكن هل هذا يمكن قانونيًا وفقًا لأبعاد الشروط القانونية للتصدير أم لا، إنما يقينًا ستتأثر العلاقات على المستوى الاستراتيجى بين روسيا وتركيا، وأذكر خلال عملى سفيرًا فى تركيا أن أحد رجال الأعمال الأتراك قال لى إنه دخل إلى السوق الروسية ب«70» مليون دولار وخلال «3» سنوات بلغ حجم أعماله فى المقاولات التى كان ينفذها إلى «15» مليار دولار، إذن روسيا كانت تفتح أبواب الاستثمار على مصراعيها أمام الاستثمارات التركية، وأيضا فى لحظة ما بلغت حجم تجارة الشنطة إلى «7» مليارات دولار لصالح تركيا التى عملت على غزو السوق الروسى ومن هنا عندما تتخذ روسيا موقفا عدائيا ضد تركيا فهذا سيكون له تداعيات كثيرة على الاقتصاد التركى والمصالح المالية للدولة.
سياسة نفعية
وبالطبع هذا سينعكس على شعبية «أردوغان» وحزبه اللذين يعتمدان فى شعبيتهما على الانتعاش الاقتصادى فى تركيا؟
بالطبع.. لأن حزب التنمية والعدالة فاز بأغلبية مريحة مكنته من تشكيل حكومة منفردة وأهم أسباب هذه النتائج للحزب مرة أخرى هو الانجاز الاقتصادى، ولذلك سيظل هو الهاجس لدى النخبة التركية خاصة أن السياسة الخارجية لتركيا هى سياسة نفعية فى المقام الأول وأنا هنا لا أعيبها لأنها تجرى وراء النفع لصالح الدولة التركية والشعب والقطاع الخاص، ومن هنا الإجراءات العقابية التى ستتخذها روسيا ضدها سيجعل روسيا تنتقى الخطط والمناطق التى تلحق من خلالها الأذى الاقتصادى لتركيا وما الذى ينعش الاقتصاد التركى من روسيا وتحاول تجفيف منابعه، لأن الوضع التركى الداخلى مريح ل«أردوغان» ومن هنا روسيا ستحاول خنقها اقتصاديًا.
وماذا عن تعقد المشهد الاقليمى؟
تراجع سيطرة الدولة السورية على أراضيها واللفظ الاقليمى للقيادة السورية الحالية بالاضافة إلى موقف أمريكا وحلفائها الخليج فى المنطقة من سوريا، ومع تضخم الظاهرة الإرهابية التى تمثلها «داعش» وأرجو أن تتبنى «الوفد» إطلاق لفظ «دغاعش» بدلاً من «داعش» وهو اختصار ل«الدولة» غير الإسلامية فى العراق والشام» وهذه مبادرة أطلقها على صفحات جريدة «الوفد» وأرجو أن يتم الترويج لها فى وسائل الإعلام المصرية والعربية لأن ما تفعله «دغاعش» التى ترفع الأعلام السوداء ليس له علاقة بالإسلام، وكل هذه العوامل جعلت سوريا مسرحا اقليميا للصراع، وأصبحت كل الأطراف التى تتصارع اقليميًا، تتقابل على الأراضى السورية مثل أمريكا وحلفائها من دول الخليج ودول اقليمية رئيسية مثل إيران وتحالف بعض الدول معها.
وماذا عن خريطة التحالفات الاقليمية؟
إطالة أمد الصراع أدى إلى نوع من تغيير بعض المواقف لأطراف العملية المعنية مثل أمريكا وخاصة حلفائها الخليجيين الذين كانوا يصممون على أن «بشار الأسد» ليس جزءً من الحل بل هو المشكلة ذاتها، ولكن اليوم حدث تغيير فى هذا الموقف أو على الجانب الروسى الذى كان يصر على بقاء «بشار» ولكن اليوم ظهرت نغمة جديدة ببقاء «بشار» لفترة انتقالية ثم يتم النظر فى مستقبل سوريا إذن إطالة فترة الصراع أدت إلى وجود قدر من الاجهاد لجميع الأطراف على المستوى الاقليمى والدولى ربما جعل فى سوريا عبئًا على الجميع.
لكن هذه التحالفات تتوافق حول القضايا وتختلف حول قضايا اقليمية أخرى؟
هذه الاختلافات والتوافقات تحددها المصالح والأولويات لكل دولة عن الأخرى مثلاً السعودية لديها أولويات فى اليمن وسوريا ولكن اليمين بالنسبة لها الجوار الاقليمى المباشر ولهذا فيعتبر أولوية ومصالح وطنية بالدرجة التى تسبق سوريا وبهذا فإن رؤية النخبة السياسية لكل دولة هى التى تحدد هذه المصالح والأولويات التى تتفق وتختلف حولها.
القوات الروسية هزمت فى أفغانستان بتحالف دولى سابق، هل يمكن أن يتكرر نفس السيناريو فى سوريا؟
الوضع هنا يختلف لأن الحرب فى أفغانستان كانت احتلالاً سوفيتيًا ودام سنوات عديدة، بل كان مستقرًا ونشأت علاقات بناء عليه من خلال تغلغل الاتحاد السوفيتى فى أفغانستان أدى إلى انخراط بعض ضباط الجيش فى تجارة المخدرات وبالتالى الوضع فى سوريا غير قابل للمقارنة؟
تحسين السياحة
كيف نستفيد من تقرير المخابرات الروسية الذى أكد أن اسقاط الطائرة الروسية فى سيناء يهدف إلى إساءة العلاقات مع مصر؟
هذا سيعزز من موقف مصر فى معارضتها للطريقة التى عوملت بها من الغرب تحديدًا وهو تطور جيد لتحسين السياحة بالنسبة لشرم الشيخ فى مصر خاصة أن القاسم المشترك فى اسقاط الطائرتين هو السياحة الروسية.
ما هو دور «أردوغان» فى تفتيت الأنظمة العربية؟
ربما نستريح للتفسيرات التأمرية نتيجة للخيبة الشاملة التى تعانى منها الأمة العربية فى مختلف دول الوطن العربى، دون الاعتراف بوجود نظم فاشلة متناثرة هنا وهناك ومصر حولها ابتلاءات كثيرة فى ليبيا وسوريا، واليمن وهذه نظم مجهدة وفاشلة ولهذا لا أريد أن اكتفى بالتفسير التآمرى فقط، وعلى مصر أن لا تكتفى بوجود المؤامرة الأمريكية لتقطيع أوصال مصر وتمزيق أرضها وتهديد وحدتها الاقليمية، وعلينا أن نفهم الانحطاط الذى حل بالعالم العربى والذى جعل المؤامرات شماعة نعلق عليها الفشل والعجز العربى.
لكن ألا يوجد عداء تركى لمصر؟
لا أحبذ تصنيف الخلافات بهذا الشكل لأن العداء من «رجب طيب أردوغان» وموقفه المعادي ضد التطورات التي حدثت بعد 30 يونية في مصر لأنها أسقطت هيمنة الجماعات الإرهابية علي مصر، و«أردوغان» عضو في هذه الجماعة، وأعرف «عبدالله جول» الرئيس التركي السابق عندما كنت سفيراً لمصر في تركيا وكان لي علاقات قوية مع الساسة الأتراك وأعرف أنهم ينظرون إلي مصر باحترام عميق ويعرفون مكانتها وتوصيف عداء «أردوغان» لمصر الدولة بعد 30 يونية ليس قطعياً ويجب أن ننظر إليه كتحد دبلوماسي لتطبيع العلاقة الدبلوماسية بين مصر وتركيا وأيضاً مع قطر بناء علي تاريخ سابق علي هذا وبناء علي دواع موضوعية تؤيد الاتجاه إلي تطبيع العلاقة بما يؤدي إلي ايجاد نفع متبادل.
لكن تركيا وقطر يؤويان المتطرفين الهاربين من مصر؟
من مصلحة مصر أن تحاصر الإرهاب بحيث لا يستطيع أن يتخذ ملاذات آمنة لا في تركيا ولا في قطر، وأنا كرجل دبلوماسي آراه ليس مستحيلاً علي الدبلوماسية المصرية القادرة علي تحقيق هذا الهدف لحرمان الإرهاب من هذه الملاذات في الوقت الحاضر، وهذه حيثيات، لأن في مصر يوجد شركات تركية عديدة وهنا نتحدث عن النفعية التي تتمتع بها السياسة التركية والشركات التركية يصل عددها إلي 200 شركة باستثمارات تزيد علي «2» مليار دولار يعمل بها أكثر من 54 ألف مواطن مصري، وهذه الشركات لم تأت حباً في جمال عيون المصريين، بل لانها وجدت أن اعتبارات الموضوعية والجدوي أن تستثمر في مصر والتجارة بين مصر وتركيا تجارة حرة ومجال النمو أمامها مفتوح .. لان من مصلحة تركيا اتخاذ مصر ركيزة للتوغل في افريقيا التي تتفق مصر معها في اتفاقيات التجارة الحرة سواء في «الكوميسا» وهذا أمر مغر جداً ومن هنا يوجد وله وولع تركي تجاه التراث المصري والاحترام والحب الذي اعلم أن الشعب والنخبة يكنه لمصر وهذه عناصر لابد أن تساعدنا علي تصحيح العلاقة بيننا وبين تركيا الرسمية.
وكيف يتم هذا وسط الاجواء المشحونة؟
بالوصول إلي المجال غير الرسمي ونكتشف خطوط اتصال مع من يمكن ان يراجعوا القيادة السياسية في تركيا ويبصروها، ويذكروها بجدوي العلاقة الجيدة مع مصر.
لكن أردوغان يرفض اختيارات الشعب المصري وارادته الحرة في 30 يونية؟
هذه نقطة ليست مجالاً للمجادلة الآن لأن الواقع تجاوزها وأردوغان توقف منذ فترة عن مهاجمة مصر، و«عبدالله جول» الرئيس السابق في جولاته الانتخابية أثناء تحضيره للمعركة الانتخابية تحدث عن وجود اخطاء تركية خاصة في ما يتعلق بالنسبة لمصر، ولهذا يجب أن تكون هناك وسيلة واعتبر ذلك تحدياً أمام الدبلوماسية المصرية لحرمان الجماعات الارهابية باللجوء إلي تركيا أو قطر، أو ليبيا، أو السودان.
خطط وأجندات
هل «أردوغان» أداة لتنفيذ مخططات الغرب؟
هذا تبسيط للواقع لان «أردوغان» يتلمس في ألا يقع في تناقض مع أمريكا ومع حلفائه في حلف الاطلنطي، ولكنه أيضاً لديه خططه وأجنداته الذاتية.
ومن ضمنها مشروع الدولة العثمانية؟
في هذه الفترة لا أعتقد، بل أري أن هذه اللغة في الفترة الحالية أصبحت لا تتماشي مع توصيف ما يحدث من خلال الإدارة التركية.
من خلال إدارتك للأمانة التنفيذية لإزالة الألغام وتنمية الساحل الشمالي الغربي ما هي الانجازات التي تمت؟
تم إطلاق هذا المشروع عملياً في أغسطس 2007 بموجب اتفاق تم توقيعه في نوفمبر 2006 بين الحكومة المصرية وبرنامج الأمم المتحدة الانمائي، وتم تطهير «94446» فداناً في منطقة العلمين، وطبع «74000» نسخة منهج للتوعية بمخاطر الالغام وتوزيعها علي طلبة المدارس بكل المراكز التابعة لمحافظة مطروح..وتم تركيب «252» طرفاً صناعياً منها «140» حالة تم التركيب لهم للمرة الثانية، بالاضافة إلي «16» حالة بتر نتيجة أمراض مزمنة وحوادث، وتم تزويد «17» ناجياً من حوادث الألغام بكرسي متحرك وتم إصدار «4» وثائق استراتيجية: الدعوة وكسب التأييد وتعبئة الموارد، مساعدة الضحايا، التوعية بمخاطر الألغام، يوجد 4 جمعيات أهلية استفادت ببرامج بناء القدرات المؤسسية بهدف تمكينها من مساعدة الضحايا لإقامة مشروعات مدرة للدخل، وتم اختبار دولي تجريبي لمكتشفات الألغام لتحديد نسب المكتشفات للعمل في البيئة المصرية وتنافس فيها «5» من أكبر الشركات المصنعة لأجهزة الكشف عن الألغام.
وماذا عن التعاون بينكم وبين القوات المسلحة في هذا الشأن؟
التعاون مثمر وبناء وقد تم تخصيص 400 متخصص في سلاح المهندسين للعمل في الساحل الشمالي الغربي بالتعاون مع الامانة التنفيذية لإزالة الالغام وتنمية الساح الشمالي الغربي اعتباراً من مايو 2014 حيث كان العدد 250 والتي تم تجهيزها ب 250 جهازاً كاشفاً للألغام ماركة «شيا» و250 سترة واقية و5 سيارات إسعاف مجهزة و250 حذاء مضاداً للانفجارات و3 كارافان مكيفة و3 أجهزة لاب توب و8 أجهزة GPS و130 مكتشف قنابل ماركة فورستر و2 مولد كهربائي طاقة 250 كيلو فولت، وعربة مدرعة ماركة «كاسبر» مزودة بجهاز كاشف عن الالغام «ماين لاب» و2 آلية للتطهير الميكانيكي «ارم تراك» آلية واحدة للتطهير ماركة «ارم تراك T75».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.