عرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ما تردد مؤخرا فى بعض وسائل الإعلام حول اتخاذ إدارة الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" قرارا بسحب القوات الأمريكية من العراق نهاية هذا العام، مع بقاء قوات عسكرية نحو 3000 فرد فقط. وتمنت الصحيفة أن يكون نفى مسئولى الإدارة الأمريكية بعد ذلك اتخاذ أى قرار بشأن تحديد مستويات وإعداد القوة التى ستحتفظ بها الولاياتالمتحدة فى العراق، صحيحا. وأوضحت الصحيفة أن انخفاض أعداد القوات الأمريكية فى العراق يعتبر تجاهلا لتوصيات القادة العسكريين، وتهديداً للاستقرارا فى العراق، كما يعرض جميع المكاسب التى حققتها الولاياتالمتحدة بشق الأنفس مع اهدار فى الدم والمال، للخطر، دون سبب مقنع يدعى إلى ذلك. وأضافت الصحيفة أن سحب القوات الأمريكية سيشكل خطرا حرجا فى شمال العراق، حيث التوترات المتزايدة بين العرب والأكراد، والتى تضاعفت فى فبراير الماضى وتحولت إلى العنف، إلا أن الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق قد أخمد اندلاع الصراع الذى كان من الممكن أن يشعل حربا أهلية. وأكدت الصحيفة أن ضمان الأمن والاستقرار فى العراق يتطلب استمرار الوجود العسكرى الأمريكى فى العراق برغم نهاية هذا العام، وإن كان الوجود العسكرى سيتقلص إلى حد كبير. وأبدت الصحيفة رأيها بشأن عدد القوات التى ستحتفظ بها أمريكا فى العراق، حيث قالت إن عدد القوات يجب ألا يقل عن 10 آلاف قوة، وبما لا يقل عن 25 ألف جندى. وأشارت الصحيفة إلى عدم وجود قوة عراقية تسعى إلى الحد من الوجود الأمريكى فى المستقبل. وتبدو جميع الكتل السياسية الرئيسية فى العراق، باستثناء التيار الصدرى، موافقا على بدء مفاوضات من أجل بقاء البعثة العسكرية الأمريكية فى العراق بعد هذا العام. وكان "مسعود بارزانى" رئيس حكومة اقليم كردستان، قد حذر فى وقت سابق من هذا الشهر من تقليل أعداد القوات الأمريكية فى العراق، قائلا "لا تزا قوات الأمن العراقية ليست مستعدة لتأمين الحماية للعراق، وإذا فشلنا فى التوصل إلى اتفاق من أجل ضمان استقرار العراق، سيقع كل اللوم بعد ذلك على عاتق الجانب العراقى".