بقلم : د. م/ سامى الإسكندرانى منذ 26 دقيقة 34 ثانية لى رؤية لإدارة الدولة فى هذه الظروف العصيبة، وأنا أعلم يقيناً أن «رأيى صواب يحتمل الخطأ» ولا أسمح لنفسى لا سمح الله بتوجيه النصح الى القامات الكبيرة التى تضمها الحكومة فأنا أعرف قدر نفسى وأرج أن يرحمنى الله، لكننى أطرح تصوراتى من خلال موقف تخيلى هو أن رئاسة الحكومة بعد الثورة قد أوكلت إلى! كنت مع حكومتى، تحركنا في عدة محاور على التوازى بعكس ما ينادى به البعض من التركيز على مشاكل محددة وسوف أتناول مسألة توفير الموارد اللازمة. فيما يلى أوجز تصوراتى فى نقاط نظراً لضيق المساحة لكن كل نقطة سوف تحتاج فى المستقبل الى مقالة كاملة لمناقشة كافة تفاصيلها. 1 كنت أتفق مع حكومتى على نسيان أننا حكومة مؤقتة وأن نحاول عمل كل ما يلزم للنهوض بمصر فى شتى المجالات، أن تعمل وزارتنا وكأنها «تعيش أبداً» وأن «تزرع الفسيلة التى فى يدنا» فى وسط الأحداث الجسام القائمة. 2 أقدم لقاء أسبوعياً حميمياً على تليفزيون الدولة أفتح فيه قلبى وعقلى للناس. 3 ننشئ قناة اتصال بها عدد كاف من أجهزة الكمبيوتر والفاكس لمن لا يجيد التعامل مع الكمبيوتر يديرها عدد كاف من الشباب المتحمس والمتخصص فى الاحصاء والتبويب وتكنولوجيا المعلومات والعدد الكافى يمكن ان يصل الى المئات حسب مقتضى الحال. تتلقى القناة كل الشكاوى الفردية والفئوية والآراء والاقتراحات والاعتراضات والمظالم يكلف الشباب بتبويب وتلخيص وتجميع ما يرد وعرضه فى ملخص أسبوعى من صورتين، واحدة للحكومة والأخرى للمجلس العسكرى، وتلتزم الحكومة باتخاذ قرارات حاسمة فيما يرد اليها خلال ستين يوماً ويقوم شباب قناة الاتصال أيضاً بمتابعة ذلك،وبناء عليه تعلق ممارسة الحق الدستورى فى التظاهر والاعتصام لمدة عامين لحين الخروج من الأزمة، ويفضل أن يتم هذا طواعية بالاتفاق مع الشعب من خلال اللقاء التليفزيونى، فإذا لم يتم فبالقانون. 4 أزمة المواصلات: أ حل فورى: السماح بسير المركبات الخاصة ذات النمر الفردية والزوجية يوماً بعد يوم بالتبادل، كما تطبق نفس القاعدة على الأتوبيس والميكروباص بحيث يتوقف كل خط يومين فقط اسبوعياً مع دراسة دقيقة بحيث لا يترك طريق بدون تغطية من إحدى الوسائل، بذلك نختزل عدد السيارات التى تجوب الطرقات الى حوالى النصف. ب حل طويل الأجل: ندعو الى اكتتاب شعبى لنشر مترو الانفاق بكثافة فى جميع الاتجاهات مثلاً منطقة القاهرة الكبرى «القاهرة والجيزة والقليوبية» بتعداد سكان يربو على «25» مليوناً نستهدف «1000» جنيه من الفرد فى المتوسط بحصيلة «25» مليار جنيه تضيف اليها الدولة ما تستطيعه ويكون المواطنون شركة مساهمة وتحتسب قيمة التذكرة على أساس عائد قدره «15٪» وتعيين إدارة على أعلى مستوى من سكان المنطقة لضمان الجودة والسيطرة عليها وبذلك يملك مواطنو المنطقة المترو الخاص بهم ويشرفون على تشغيله ويحصلون على عوائد منه، بعد الاطمئنان على أن الخطوط تغطى جميع الاتجاهات وبكل كفاءة يعمم البند «أ» بعاليه. 5 الزراعة: الانطلاق بشراهة نحو زراعة كل شبر فى مصر من أراضى الوادى القديم والصحراء والأراضى الجديدة فى توشكى والوادى الجديد والصحراء الغربية وسيناء.. إلخ مع استغلال كل قطرة مياه من النيل والمياه الجوفية وتحلية مياه البحر وتنقية واعادة تدوير مياه الصرف، ونعتمد على توليفة عبقرية من الخبرة المتراكمة للفلاح المصرى على مدى اكثر من عشرة آلاف عام مع أحدث التكنولوجيا الملائمة من رش وتنقيط وزراعة حيوية ينقلها الينا علماؤنا الشبان الأفذاذ، ونستخدم الاساليب كثيفة العمالة. 6 أسعار اللحوم: كسر حدة أسعار اللحوم بالتوسع في الاستيراد من الدول الأفريقية التى تعهدت بايصال اللحوم داخل مصر بسعر فى حدود ال«20 جنيهاً» لكيلو البتلو «السودان وأثيوبيا والصومال» والضرب بيد من حديد على أيدى المنتفعين الذين يمنعون ذلك، مع التوسع فى زراعة الأعلاف عالية القيمة الغذائية والتى تروى بالمياه المالحة وقد بدأت زراعتها بالفعل على الساحل الشمالى ولكن فىأماكن محدودة. 7 الأسماك: تنقية وتوسيع بحيرات مصر العظيمة، البرلس والمنزلة وادكو وناصر وازالة التعديات مهما بلغت ومهما كان نفوذ من قاموا بها وإعادتها جميعاً الى ما كانت عليه وتنميتها بالأساليب العلمية والخبرات المتراكمة واستهداف ان ينخفض سعر الأسماك الى أدنى سعر اقتصادى ممكن. 8 الأسمنت: تبدأ كتائب الخدمات العامة بالقوات المسلحة فوراً فى بناء مصنعين عملاقين للأسمنت باكتتاب شعبى مثلما أشرت اليه فى موضوع مترو الأنفاق وتحتسب الطاقة الانتاجية على أساس كفاية انتاجهما بالاضافة الى انتاج الشركة الوحيدة الباقية فى حوزة القطاع العام «القومية للأسنمت» لمعظم احتياج السوق المصرى،ويمكن بيع الشركة القومية الى شركة مساهمة مصرية تنشأ بالاكتتاب العام مع تحديد حد أقصى لملكية أى فرد أو هيئة أى نستهدف توزيع الملكية علىأكبر عدد من صغار ومتوسطى المساهمين وهذه هى الطريقة السريعة الصحيحة للخصخصة من وجهة نظرى ويتم البيع بهامش ربح «20٪» وسوف يؤدى هذا الى انخفاض مذهل فى سعر الأسمنت. 9 الحديد والصلب: نفس الشىء بالنسبة للحديد والصلب بتشغيل المصانع المتاحة لنفوذ الدولة باستخدام خام الحديد من أسوان والوادى الجديد وليس عن طريق استيراد البليت والخردة من الخارج بمبالغ طائلة. 10 النظافة وازالة القمامة: توظيف حماس ووطنية الشباب الذى قام طواعية بتنظيف الميادين ودهان الأرصفة بتكوين شركات نظافة يكونون هم قوامها مع اللجوء الى الاكتتاب فى شركات مساهمة وادماج الزبالين التقليديين فى هذه المنظومة مع اضافة تكنولوجيا التدوير واعادة الاستخدام واعطاء جميع العاملين مرتبات سخية، وأثق ان التكلفة لن تتعدى جزءاً ضئيلاً مما كان يدفع للشركات الأجنبية ومع نتائج أفضل كثيراً. 11 يحظر فوراً تصدير الخردة بأنواعها والقمامة والمواد الخام. 12 التوسع فوراً فى استخدامات الطاقة الشمسية أساساً بالاضافة الى سائل الطاقة البديلة على مستوى الجمهورية وعمل مزارع ضخمة لتوليد الكهرباء من الشمس والرياح للاستخدام المحلى وللتصدير وهناك احتياج عالمى«أوروبى فى حالتنا» كبير وقبول كبير لذلك يمكن ان يجعل هذا النشاط مصدراً كبيراً للدخل مع تشجيع انتاج عناصر ومكونات تلك التكنولوجيات والمستلزمات على نطاق واسع. هناك أفكار أخرى كثيرة ولكن، حتى لا أثقل على قارئى فإننى اكتفى بهذا القدر، والى لقاء آخر.