مما لاشك فيه أن فوز حزب العدالة والتنمية التركى برئاسة رئيس الوزراء التركى داود أغلو بالانتخابات البرلمانية بالاغلبية التى تؤهله بتشكيل الحكومة منفردا يضعه فى موضع المسؤولية من قبل الشعب التركى لحل المشكلات الاساسية التى تمغص عليه حياته فى الاعوام الاخيرة . وعلى رأس هذه التحديات ، التدهور الاخير للاقتصاد التركى الناتج عن عدم الاستقرار السياسى والتدهور الامنى الناجم عن إلغاء الهدنة بين حزب العمال الكردستانى والحكومة التركية الذى نتج عنه احداث أضطرابات وأحداث شغب فى المدن التركية وتهديد الداخل التركى بعد أسوء حادث إرهابى يضرب تركيا الحديثة إذاء تفجيرات أنقرة أكتوبر الماضى ، والسعى لوضع حد لهذا الصراع الكردى التركى الذى راح ضحيته فى الشهور الاخير الالآف من الاكراد والمدنين الاتراك ومن الجيش التركى أيضا والعودة الى طاولة المفاوضات مع حزب العمال التى تعثرت فى الاشهر الاخيرة بزعامة أوجلان الذى قيد الاجتجاز فى السجون التركية منذ أواخر التسعينات من القرن الماضى وعلى المستوى الدولى هناك تحديا آخر ، وهو وضع حد للتهديدات الأمنية على تركيا جراء تفاقم الوضاع فى سوريا فى ظل تدخل عسكرى روسى فى المنطقة يثير القلق و مع تزايد أعداد الاجئين المتدفقين على أرضيها وفرض حلول لمشكلة اللاجئين السوريين التى جعلت من تركيا معسكر للاجئين لاحتوائها على ما يقارب 2ونصف مليون سورى ونصف مليون عراقى مما جعل هذا العدد الهائل تأثير على الشباب التركى لمزاحمته فى فرص العمل مما يوؤدى الى ارتفاع فى نسب البطالة فى البلاد. وتعد هذه الاشكالية من الممغصات على سوق العمل التركى وقد سبق واعطت الحكومة التركية تصريح عمل للاجئين السوريين واثار هذا الامر حفيظة النقابات العمالية لمنافسة العمال الاتراك فى فرص العمل لتفضيل أرباب الأعمال للعمالة السورية لانخفاض أجورهم مقارنة بالعمالة التركية مما أربك الحكومة التركية وجعلها تلغى هذا القرار لتاثيره على شعبيتها ، وهى قادمة على انتخابات برلمانية مصيرية فى مستقبل الدولة التركية التى . وياتى ملف الانضمام لاتحاد الاوربى على جدول اهتمامات المواطن التركى لفتح السوق الأوروبى على مصرعيه للمنتجات الزراعية والصناعية التركية، فى وقت غازل الاتحاد الأوروبى أردوغان وتركيا مجددا ولكن هذه المرة عن طريق المستشارة الألمانية ميركل التى زارت تركيا فى الآونة الأخيرة وأطلقت تصريحات ايجابية بخصوص الاستعدالد لقبول عضوية تركيا فى الاتحاد الاوربى بالتوازى مع الحديث عن حزمة مساعدات اقتصادية لتركيا والسماح للمواطنين الاتراك التحرك بحرية بين دول الاتحاد الاوربى بدون تأشيرة دخول والبحث عن خطة إعادة توزيع اللاجئين وتكون تركيا على ما يبدو دور رئيسى والمساهمة فى حل مشكلة اللاجئيين السوريين التى تعد اكبر تتدفق من اللاجئين على أوروبا منذ الحرب العامية الثانية وعلى وجه الخصوص ألمانيا . وتعد الأزمة التى تهدد ميركل وحزبها فى الحفاظ على مقعد المستشارية ويأمل الأتراك فى نجاح اردوغان فى سعيه للضغط على دول الاتحاد الاوربى لتبنى الاقتراح التركى فى مشكلة اللاجئين السوريين الذى طرحه أردوغان بفرض منطقة عازلة فى شمال سوريا على الحدود مع تركيا لإعادة توطين اللاجئين السوريين فيها لتخفيف الضغط اللاجئين على المدن التركية الكبرى.