علقت فرنسا اليوم الاحد مستقبل الاتحاد الاوروبي على مصير اليورو قائلة إن الاتحاد الاقتصادي والسياسي في قلب أوروبا سيكون في خطر اذا سمح لأزمات الديون السيادية في المنطقة بأن تقضي على العملة الموحدة. وأعطى وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه تقييما واضحا لتداعيات انهيار اليورو وأبلغ الصحفيين خلال زيارة الى استراليا أن فرنسا وألمانيا العضوان الرئيسيان في الاتحاد الاوروبي ملتزمتان بالحيلولة دون ذلك. وقال جوبيه في كانبيرا "بالتأكيد لا يمكن أن نسمح بانهيار العملة الموحدة لان انهيارها سينطبق ايضا على أوروبا بالكامل." وأضاف "لا يمكن للعملة الموحدة أن تؤدي دورها مالم تكن هناك قوة اقتصادية وحكومة أوروبية كما في دول منطقة اليورو." وتهاوت أسواق الاسهم يوم الجمعة الماضي بفعل أنباء عن استقالة عضو ألماني بالمجلس التنفيذي للبنك المركزي الاوروبي. ويوم أمس السبت قال حزب حليف لحزب المستشارة الالمانية انجيلا ميركل المحافظ إنه ينبغي تهديد الدول المثقلة بالديون بالطرد من منطقة اليورو. وقال جوبيه إنه على اليونان المثقلة بالديون الوفاء بالتزاماتها بوضع مالياتها العامة على مسار مستدام من أجل الاستفادة من أحدث حزمة انقاذ من منطقة اليورو بقيمة 109 مليارات يورو (150 مليار دولار) والتي جرى الكشف عنها في يوليو تموز. وقال الوزير الفرنسي "فرنسا وألمانيا متفقتان على هذا الهدف. دول منطقة اليورو السبعة عشر تؤيد ذلك أيضا. صحيح أن بعض الدول خارج منطقة اليورو ليس لها نفس الرأي لكننا سنتمكن من المضي في ذلك." وأشار جوبيه أيضا الى أن صعود اليوان الصيني من شأنه أن يساعد على انعاش منطقة اليورو وقال انه سيناقش هذا الامر في بكين التي من المقرر أن يزورها في طريق عودته لفرنسا. وقال "نعتقد أن اليوان مقوم بأقل من قيمته الحقيقية في الوقت الحالي. بالتأكيد سنناقش ذلك مع الصينيين." وأضاف أن مستوى اليوان الذي يؤدي لاختلالات في الاقتصاد العالمي سيكون أيضا موضوعا رئيسيا على جدول أعمال قمة مجموعة العشرين في فرنسا في نوفمبر تشرين الثاني. وسمحت بكين لعملتها اليوان بالصعود 2.6 بالمائة منذ ألغت في 19 يونيو الماضي ربطها بالدولار الذي استمر 23 شهرا وهو ما أدى لتسارع وتيرة الصعود في الاسابيع الاخيرة مع تزايد الضغط. لكن الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي يريدان صعودا أسرع في الوقت الذي تواجه فيه الادارة الامريكية موعدا نهائيا يوم الجمعة لتقرر ان كانت ستتهم الصين رسميا بالتلاعب في العملة. ويربط جوبيه فيما يبدو النموذج الاقتصادي للصين الذي يعتمد على الصادرات بالديون المتراكمة على الدول الاوروبية. وقال "نعتقد اليوم أن هناك مشكلة تظهر. ليست مشكلة خاصة بأوروبا أو أمريكا انما مشكلة عالمية ولذا علينا أن نحاول ونعيد التوازن للوضع الاقتصادي في العالم أجمع." وأضاف "اختارت الصين نموذج تنمية يركز على الصادرات وهو أمر يمكننا جميعا بحق أن نتعلم منه. في الحقيقة كان الامر مفيدا بالنسبة لنا لانه أصبح بامكاننا شراء السلع الاستهلاكية بأسعار جيدة للغاية لكننا لم نفكر في الامر من ناحية تأثيره على قدراتنا التنافسية. "تراكمت علينا ديون كبيرة خاصة للصين ولذا فهذا النظام الموجود حاليا لا يمكنه الاستمرار على المدى البعيد