ما بين فضيحة وفوضى وانفلات وألفاظ خارجة، تدهور حال الإعلام المصري، حتى وصل الأمر لنشر صور شخصية لفتاة ضحية تحرش، فحالة الانفلات الإعلامي التي تعاني منها مصر، يتربع على عرشها الإعلامية ريهام سعيد وعدد آخر من الشخصيات منهم الإعلامي توفيق عكاشة الذي يخرج دائمًا عن السياق المهني، إلا أنه لم يتجاوز حدود الأخلاقيات. لم تكن الإعلامية ريهام سعيد تتوقع أن سقطتها هذه المرة قد تهدد مستقبلها الإعلامي بالكامل، فنشر صور خاصة بفتاة تعرضت للتحرش في أحد المراكز التجارية، أمر لم يتقبله المشاهدين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي. فهذه المرة أعلنت شركات الرعاية الإعلانية غضبها من الإعلامية التي تساند المتحرش، في وقت تحتل فيه مصر المركز الثاني على العالم في التحرش، وأعلنت عدد من الشركات سحب رعايتها من البرنامج. اعتادت "ريهام" على الوقوع في مثل هذه السقطات الإعلامية، فتارة تستضيف فتيات يدعين أنهن ملبوسات من الجن، وتارة أخرى تدافع عن سيدة سبت أحد ضباط المطار في واقعة تم تصويرها ونشرها في كافة وسائل الإعلام، في خطوة منها للبحث عن الاختلاف. فبين الفضائح والحلقات الغريبة المثيرة للجدل، اعتمدت "ريهام" في برنامجها "صبايا الخير" المذاع على فضائية "النهار"، على مثل هذه الأمور لرفع نسب المشاهدة في برنامجها واكتساب المزيد من الشهرة. فبعد أن كان برنامجها الذي بدأ على فضائية "المحور" مجرد برنامج اجتماعي خيري هادف، تحول فجأة لوسيلة لنشر الفضائح، واستفزاز الجماهير. ومع مرور الوقت تحولت "ريهام" لشئ أشبه بأيقونة السخرية والاستفزاز على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال جملتها الشهيرة التي تقولها دائمًا للمجرمين "مش ندمان"، كما اتخذها البعض وسيلة للعقاب "لو عملت كذا ريهام سعيد هتستضيفك وتقولك مش ندمان". ولم تتوقف إثارة ريهام للجدل بحلقاتها المفبركة أو الفضائح التي تعرضها، ولكن وصلت سقطاتها المهنية لتستفز والد الطفل السوري الغريق إيلان عندما وجهت له أسئلة غير منطقية عن الوضع في سوريا، واتهمها الجمهور بأنها تحاور رجل لاقت عائلته بالكامل حتفها وتسأله عن اسمه وسبب تركه لسوريا، مطالبين إياها بالإعداد الجيد للحلقة قبل الظهور على الهواء. واستمرت أزمتها مع السوريين، عندما توجهت إلى أحد مخيماتهم في لبنان، من أجل توزيع الملابس عليهم قبل عيد الأضحى، ولكنها تعمدت نشر صور اعتبرها الكثيرون مسيئة للأخوة السوريين خلال توزيع الملابس عليهم. وأخيرًا وليس آخرًا قامت الإعلامية بفضح فتاة حاولت الثأر من متحرش بها، حيث لجأت لها "سمية عبيد" لتروي قصتها الخاصة بمحاولة أحد الأشخاص التحرش اللفظي بها، وعندما هددته بالأمن قام بصفعها في أحد المراكز التجارية بحي مصر الجديدة. ولكن المفاجأة التي نزلت على الفتاة والجميع كالصاعقة هى أن "ريهام" ساندت المتحرش، بل فضحت الفتاة ونشرت صور خاصة جدًا بها. وعندما حاولت الإعلامية "إيمان الحصري" الحديث معها والتعرف على سبب نشر مثل هذه الصور، فما كان من "ريهام" إلا أن قالت "أنا معرفكيش وداخله علشان دكتور حسن راتب مالك قنوات المحور"، بطريقة مستفزة وغير مبررة، ما دفع "إيمان" لغلق الهاتف في وجهها. ولا تعد هذه المرة الأولى التي تدعي "ريهام" أنها لا تعرف شخصية معروفة، فكررت نفس الأمر من قبل مع المطرب المغربي الشهير "سعد المجرد"، عندما قالت إنها لا تعلم اسمه ولا تعرفه حتى، لتؤكد على غرورها. حالة من الغضب العارم ضد ريهام وصلت لتدشين هاشتاج بعنوان "موتي يا ريهام" احتل المركز الأول على موقع التدوين العالمي "تويتر" على مستوى العالم، وسط مطالبات بوقف البرنامج وعدم ظهور "ريهام" مرة أخرى على الشاشات. وعلى الرغم من إعلان قنوات النهار عن عقد اجتماع عاجل لمجلس الإدارة لبحث ما حدث، واستضافة الإعلامية في برنامج "آخر النهار"، إلا أن الأمر لن ينتهي عند هذا الحد، فحتى لو أقدمت القنوات على وقف البرنامج، لن تتوقف الإعلامية عن أسلوبها المستفز، وستعرض عليها قنوات أخرى الانضمام لها كما حدث مع غيرها من الإعلاميين.