واصلت أمس روسيا غاراتها الجوية على سوريا لليوم الرابع على التوالى فى الوقت الذى اعتبرها الرئيس الأمريكى باراك أوباما استراتيجية كارثية. وأعلن رئيس الوزراء الروسى دميترى مدفيديف, إن الغارات الجوية الروسية فى سوريا هدفها «حماية الشعب الروسى من خطر الإرهاب». وأشار مدفيديف, فى مقابلة مع التليفزيون الروسي, إلى أن بلاده «تعمل على حماية الشعب الروسى من التهديد الإرهابى لأنه من الأفضل فعل ذلك خارج حدود البلاد»,وقال إن روسيا تملك خبرة صعبة جدا فى محاربة الإرهاب. وشدد ميدفيدف على «تسوية الأزمة السورية من خلال الحوار», وأوضح أنه من المهم قيام روسيا بجمع المعارضة والسلطات السورية على طاولة واحدة للتفاوض من أجل وضع مقترحات حول مستقبل سوريا». وقال حساب على موقع «تويتر» منسوب لجماعة الإخوان فى سوريا إن مصادر خاصة أكدت لهم قيام إحدى مجموعات من الثوار بأسر ثمانية مقاتلين روس، وقتل 4 آخرين خلال مهمة استطلاعية بإحدى الجبهات. وأضاف الحساب: «يبدو أن الروس لم يتعلموا من دروسهم السابقة وها هى أولى بواكير دخولهم فى سوريا والقادم أكبر بإذن الله». وتوقع ناشطون أن سبب عدم ذكر المنطقة التى تمت فيها عملية الأسر المزعومة، يعود إلى إجراءات تأمين الأسرى خشية معرفة مكانهم من قبل النظام السورى والقوات الروسية. ووجه الداعية السعودى عبد الله المحيسنى، المنضم إلى جيش الفتح فى سوريا، رسالة قوية اللهجة للقوات الروسية، متوعدًا إياها بتكرار السيناريو الأفغانى فى أرض الشام. وفى مقطع فيديو تناقله ناشطون على شبكة الإنترنت، أعرب «المحيسنى» عن تفاؤله بأسر جنود روس، وقال:«الاتحاد السوفيتى دخل بلاد الأفغان فخرج متفككا وانتهى الاتحاد السوفيتى وبقيت روسيا كدولة قد قصقصت جناحاها فى أرض الأفغان ودخلت اليوم الشام فستكون الشام مقبرة للغزاة بإذن الله».وأعلنت قيادات فى «جبهة النصرة» عن جوائز تتراوح بين مليون ومليونى ليرة سورية لكل من يأسر جنديّا روسيا فى سوريا. وقال موقع «ديبكا» الاستخباراتى الإسرائيلى إن الصين أبلغت روسيا نيتها المشاركة فى عمليات «موسكو» الجوية على سوريا. وأكد الموقع أن طائرات مقاتلة صينية من طراز «جى 15» ستنضم، خلال أيام، إلى المقاتلات الروسية، ليتسع التحالف الروسى الجديد ليشمل «روسياوالصينوسورياوإيران وحزب الله اللبنانى». وأشار الموقع الاسرائيلى إلى أن المقاتلات الصينية ستقلع من حاملة الطائرات الصينية «ليونينج» التى وصلت السواحل السورية قبل 5 أيام. وأضاف أن مصادر عسكرية أكدت أن رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى دعا الرئيس الروسى لإنشاء قاعدة عسكرية روسية فى العراق لمواجهة «داعش»، وهو ما بدأ بالفعل. وشنت روسيا اولى ضرباتها الجوية فى مناطق بأدلب وحماه وحمص, وسط مواقف دولية معارضة لاستهداف هذه الضربات مواقع ليست ل«داعش», إلا أن روسيا أعلنت أن الضربات تستهدف «تنظيمات إرهابية» غير تنظيم داعش، وتم تحديدها بالاتفاق مع الجيش السوري. كما عززت من ثقل تواجدها العسكرى فى سوريا , وأرسلت سفن إنزال حربية وقوات مارينز إلى سوريا وذلك ل «حماية منشآتها» العسكرية فى طرطوس، والقاعدة الجوية الروسية «المؤقتة» باللاذقية, ونشرت أيضا أكثر من 50 طائرة ومروحية وقوات مشاة تابعة للبحريةاعتبر الرئيس الأمريكى باراك أوباما الثالث من الغارات الروسية فى سوريا، ان حملة موسكو التى تستهدف فى الآن نفسه «تنظيم داعش» والمعارضة السورية المعتدلة تمثل «كارثة محققة». وقال أوباما خلال مؤتمر صحفى ان الرئيس الروسى فلادمير بوتين «لا يفرق بين مجموعة داعش والمعارضة «السورية» السنية المعتدلة، ومن وجهة نظرهم الجميع ارهابيون، وهذه كارثة محققة». وأضاف ان الغارات الجوية الروسية «على المعارضة السورية المعتدلة لن تكون مجدية. وقال مصدر دبلوماسى فرنسى إن الرئيسين، الفرنسى فرنسوا أولاند والروسى فلاديمير بوتين، حاولا،، تقريب مواقفهما حول تسوية الأزمة فى سوريا، المرتبطة بمصير الرئيس السورى بشار الأسد. وأجرى مسئولون أمريكيون محادثات مع مسئولين عسكريين روس، أمس الأول، فى محاولة لتفادى التصادم فى المجال الجوى السورى. ويبدأ وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، الأسبوع الجارى زيارته الثالثة لمصر منذ توليه المنصب. وأوضحت مصادر دبلوماسية أن المباحثات ستركز على الوضع فى سوريا واليمن. وتضاربت الأنباء حول استعداد ايران لشن هجوم برى داخل الاراضى السورية فى اطار العمليات العسكرية الدائرة هناك، وأعلن تليفزيون «القدس» الفلسطيني، أن مئات الجنود الإيرانيين وصلوا إلى سوريا فى الأيام العشرة الأخيرة مع أسلحة، لشن هجوم برى كبير، حيث سيدعمهم حلفاؤهم من حزب الله اللبنانى ومقاتلون شيعة من العراق، بينما سيقدم الروس دعما جويا». وقال مصدر إن طليعة القوات البرية الإيرانية بدأت الوصول فى سوريا وهم جنود وضباط للمشاركة بوجه خاص فى هذه المعركة. إنهم ليسوا مستشارين.. نعنى مئات مع معداتهم وأسلحتهم. وسيتبعهم المزيد. واضاف تقرير تليفزيون القدس ان التدخل الإيرانى ليس جديدا فى سوريا لكن إيفاد قوات كبيرة تزامن مع بدء حملة عسكرية روسية لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، فى محاولة من حلفائه لمنع انهيار سلطته». ونفت إيران على لسان مسئول رفيع المستوى، خبر إرسالها قوات برية مقاتلة إلى سوريا للمشاركة فى عملية برية فى الشمال السورى إلى جانب الجيش السورى وحزب الله، وفق ما نقلت وكالة أنباء الطلبة «اسنا» الرسمية. ونقلت الوكالة عن المصدر الذى وصفته برفيع المستوى إن «هذه الأنباء التى نشرت فى وسائل الإعلام الأجنبية أكاذيب لا أساس لها من الصحة». وأكد المصدر أن ايران لم ترسل حتى الآن أى قوات برية مقاتلة واكتفت بإرسال مستشارين عسكريين إلى سوريا لدعم الجيش السورى. ونقلت وكالة أنباء روسية عن وزارة الدفاع قولها إن طائرات «سوخوى-34» دمرت مقر قيادة ومعسكر تدريب تابعين لتنظيم «داعش» فى سوريا.