بعد 70 عاما على ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية.. توقف اطلاق الرصاص .. جفت دماء الضحايا.. وخفض صوت نحيب الارامل.. ولكن لم تجف دموع سبايا تلك الحرب التى بيع أجسادهن فى سوق نخاسة الحروب من أجل امتاع الجنود .. تلك الضحايا ممن يطلقون عليهن نساء المتعة فى الحرب العالمية الثانية مازلن يلتقين؛ محاولات الحصول على حقوقهن؛ وخاصة بعد توثيق وقوع تلك الجرائم البشعة على نطاق واسع ومنتظم من قبل الجنود والمدنيين للنساء. خلال الحرب العالمية الثانية، وفي أعقابها مباشرة.. ووقعت حرب الاغتصاب في مجموعة من الحالات، بدء من الاستعباد الجنسي المؤسسي لعمليات الاغتصاب المرتبطة بمعارك حرب محددة. التقارير تفيد بأن هناك 971 إدانة بتهمة الاغتصاب في الجيش الأمريكي خلال الفترة من يناير 1942إلى يونيو 1947، والذي يتضمن جزء من الاحتلال.. ومعسكر الاغتصاب هي مراكز احتجاز قصري تم تصميمها أو تحولها إلى مكان يتم فيه اغتصاب بشكل منتظم لإهانة وإذلال المحتجزين تقوم بها قوات نظامية أو مليشيات بعد فصل الأسر وعزل النساء والأطفال عن بعضهم . خلال الحرب العالمية الثانية تم خطف مئات الآلاف من النساء من قبل الجيش الياباني وتستخدم كرقيق جنس اثناء الحرب العالمية الثانية.. ويعد دعوة نساء المتعة لمقاضاة المغتصبين في محاكم جرائم الحرب هو تطور حديث عموما؛ فنادرا ما يحاكم الاغتصاب كجريمة حرب . وبعد الحرب العالمية الثانية؛ وفي محكمة نورنبيرج فشلوا في توجيه الاتهام الى مجرمي الحرب النازيين بقيامهمبالاغتصاب، على الرغم من شهود عيان شهدوا على وقع اغتصاب حرب.. وفي محكمة جرائم الحرب في طوكيو لم يتم إدانة ضباط اليابان بالفشل في منع الاغتصاب في مذبحة نانجينج والتي عرفت باسم "اغتصاب نانكينج" . في يوليو 2002 صادقت 60 دولة على تشريع روما، الذي قاد إلى تأسيس المحكمة الجنائية الدولية التي يوجد مقرها بمدينة لاهاي في هولندا، كانت تلك الوثيقة هي الأولى من نوعها التي تعترف بأن الاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى وقت النزاعات المسلحة، تمثل جريمة حرب، جريمة ضد الإنسانية وإبادة جماعية نساء المتعة للعسكرين، جوقن-إيانفو هي صيغة تلطيفية للنساء اللواتي عملن لصالح الجيش الياباني في الحرب العالمية الثانية في اليابان، كوريا، الصين، الفلبين وغيرها من البلدان الواقعة تحت الاحتلال الياباني. ويقدر المؤرخون اعداد نساء المتعة 200000 من الشابات، حيث تم توظيفهم لخدمة رغبات الجيش الياباني. ويقول البرفسورهيروفومي هاياشي في جامعة كانتو قاكواين ان معظم نساء المتعة من اليابان، كوريا، الصين واخريات من الفلبين، تايوان، تايلند، فتنام، سنغافورة واندونيسيا مع وجود نظام مرتب للبغاء في اليابان، كان من المنطق ان يبنى نظام لتنظيم عملية البغاء وخدمة قوى الجيش الياباني. السلطات اليابانية كانت تأمل بتقديم خدمات بغاء سهلة وذلك لرفع معنويات وقدرات الجنود اليابانيين في عام 1993، قدمت الحكومة اليابانية اعتذار عما يسمى بنساء المتعة وقت الحرب العالمية الثانية، لكن، في الثاني من مارس عام 2007، رفض رئيس الوزراء اليابانية شينزو آبي ان تكون قوى العسكرية اليابانية قد أجبرت النساء على البغاء لهم في الحرب العالمية الثانية قائلا " في الحقيقة، لا يوجد اي دليل يثبت الاجبار على البغاء"، لكنه تراجع عن موقفه لاحقاً. كانت سوزان براونميلر أول مؤرخة قامت بتقديم دراسة عامة عن الاغتصاب في حرب مع الوثائق ونظرية في كتاب لها صدر عام1975 بعنوان "ضد إرادتنا"، الرجال النساء والاغتصاب حيث قضت أربع سنوات في التحقيق في هذه القضية ودرست الاغتصاب على مر التاريخ، من أقدم قواعد القانون الإنساني حتى في العصر الحديث سوزان تقول أن الاغتصاب كان اقرب إلى معرفة رجال وليس النساء، وبأن الرجال يلجؤن إليه ويستفيدون من ثقافة الاغتصاب، ويستخدمونها لصالحهم كوسيلة لتكريس الهيمنة الذكورية بإبقاء النساء في حالة من الخوف. وأغتصاب الحرب (War rape) هي جرائم الاغتصاب التي يقوم برتكابها قوات نظامية أو مليشيات أو المدنيين في اوقات الصراعات المسلحة أو الحروب الأهلية أو خلال الاحتلال العسكري ويميز هذا النمط من الاعتداءات الجنسية عن الاغتصابات التي ترتكب بين صفوف الجنود في الخدمة العسكرية و كما يشمل أيضا الوضع الذي تجبر النساء على ممارسة الدعارة أو الاستعباد الجنسي من قبل قوة احتلال، كما في حالة تجنيد نساء المتعة من قبل الجيش الياباني أثناء الحرب العالمية الثانية خلال الحروب والنزاعات المسلحة غالبا ما ترتبط فكرة الحرب بفكرة اغتصاب اجساد نساء الآخر التي تتحول إلى هدف حربي في تلك الصراعات , وكثيرا ما يستخدم الاغتصاب كوسيلة من وسائل الحرب النفسية من أجل إذلال العدو وتقويض معنوياتهم , اغتصاب الحرب هو منهجي في كثير من الأحيان و شامل مشحون بمشاعر من الكراهية و احتقار و الإنتقام من الاخر هدفه جسد الإنسان نفسه. في الواقع قد يلجأ بعض القادة العسكريين في تشجع جنودهم للاغتصاب المدنيين , وقد حدثت اغتصابات الحرب في مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك الاستعباد الجنسي المؤسسي والاغتصاب, ولقد امتدت فكرة اغتصاب اجساد النساء لتطال اجساد الرجال انفسهم، باهانتهم في مواقع حساسة من اجسادهم، كنوع متطور من الاذلال و المهانة كواقعة حدوث تعذيب المساجين في سجن أبو غريب وتحول الجسد المهان إلى لحظة تذكارية أو بمعنى أخرى سياحة حربية . عندما تم الاعتراف أنه ممارس بطريقة منهجية واسعة النطاق، أعتبر الاغتصاب والاستعباد الجنسي بموجب اتفاقية جنيف جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب وأيضا الاغتصاب معترف به الآن بوصفه عنصرا من عناصر جريمة الإبادة الجماعية عندما ترتكب بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة مستهدفة، ومع ذلك، لا يزال واسع الانتشار الاغتصاب في مناطق النزاع. ونشرت صحيفة الشعب الصينية مقال هام للكاتب سو تشي ليانج عن خريف عام 1937، حيث انضم المحارب القديم والطبيب العسكري الياباني اسو تيتسو إلى الجيش الياباني المبعوث فى شانغهاي للمساعدة على بناء مركز نساء المتعة فى يانغجياتشا وجيانغوان، وقد التقط اسو تيتسو صورا لمراكز نساء المتعة أيضا. وفى أوائل التسعينات من القرن الماضي، قام اسو تيتسو بطباعة ونشر هذه الصور مرارا فى اليابان على نفقته الخاصة للكشف عن هذه الحقيقة أمام وسائل الإعلام، كما جمع اليوميات والرسائل والصور وغيرها من المراجع خلال الحرب لتحرير ملف اسمه "من شانغهاي إلى شانغهاي". وتحتوى هذه الصور على الوثائق العسكرية حول انشاء وإشراف الجيش الياباني على مراكز نساء المتعة بشانغهاي خلال الحرب وتجنيد "نساء المتعة" وغيرها من سلسلة من الحقائق التاريخية الهامة، وبعض الصور منها سبق لها ان اُستخدمت على نطاق واسع كدليل تاريخي هام فى المحاكم المدنية فى طوكيو فى عام 2000 لمحاكمة نظام "نساء المتعة"،وجلسات الأممالمتحدة حول قضية "نساء المتعة" التى ارتكبها الجيش الياباني. ورفع "نساء المتعة" الدعاوي فى المحاكم اليابانية.وفي عام 2014، وتقدمت الصين بطلب إلى اليونسكو للإدراج الوثائق اليابانية التى تركها الجيش الياباني فى سجل ذاكرة العالم ،وكانت الصور التى التقطها اسو تيتسو ضمن هذه الوثائق.