نشرت صحيفة (واشنطن بوست) بالتزامن مع دخول الذكري العاشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، مقالا تكشف فيه كذب ادعاءات العديد من المسئولين الأمريكيين حول هجمات تنظيم القاعدة في سبتمبر 2001، مؤكدة أن الحادث روج عددا من الخرافات سواء علي لسان القاعدة أو الولاياتالمتحدة، والتي لم يكن لها أساس صحيح. أوضحت الصحيفة أن البيت الأبيض كذب عندما وصف هجمات سبتمبر بغير المتوقعة، وبأنها نوع جديد من الهجمات لا يمكن تصورها، مشيرة إلي عدد من الحوادث المشابهة، فضلا عن تكرار اختطاف الطائرات في وقت سابق لأحداث سبتمبر، تلك العمليات التي كانت مصحوبة دائما بتوقعات استخدام الطائرات في تنفيذ هجمات إرهابية، ففي عام 1972 اختطفت إحدي الطائرات الأمريكية وتلقت الولاياتالمتحدة تهديدا باصطدام الطائرة في منشأ نووي بمنطقة أوك ريدج في ولاية تينيسي الأمريكية . وأضافت الصحيفة أن القاعدة أخطأت عندما تصورت أن هذا الحادث سيكون رادعا لأمريكا، ومقصيا لها من الشرق الأوسط، فإعلان أسامة بن لادن الحرب علي أمريكا، وتصورها علي أنها قوة جوفاء، كان سوء تقدير منه، وإن كانت الهجمة مثلت نجاحا استراتيجيا حقيقيا للقاعدة، إلا أن بن لادن تصور كذبا أن أمريكا ليس لديها الشجاعة الكافية لشن حرب علي الإرهاب وتكبد ملايين الدولارات. وأكدت الصحيفة أن الهجمات لم تكن كلها سوء، فرب ضرة نافعة، الهجمات حفذت الولاياتالمتحدة علي شن حملتها لتدمير أذرع الإرهاب في العالم كله، وفقا لإدعائها، موضحة أنه لم يكن لأمريكا أن تنتظر تكرر مثل هذا السيناريو، أو اعتباره حادثا طارئا، ولذلك فقد عززت قواتها، وأعادت ترتيب الصفوف. وزعمت الصحيفة أن حرب الولاياتالمتحدة علي العراق لم يكن رد فعل لهجمات سبتمبر، مدعية كذب القائلين بذلك ممن كانوا يسعون لكسب التأييد المحلي بالمنطقة ضد أمريكا، مشيرة إلي أن حرب العراق قرار سياسي اتخذته إدارة بوش للتخلص من حكومة معادية لها وتشكل تهديدا محتملا. كما كشفت الصحيفة كذب إدعاءات السلطات الأمريكية بحتمية وقوع هجوم إرهابي نووي في أعقاب أحداث سبتمبر، وهو ما صرح به خطأً مسئول بوكالة الاستخبارات المركزية، بناء علي معلومات حول تهريب القاعدة أسلحة نووية إلي نيويورك، وبالرغم من ذلك أكد مايكل هايدن، مدير وكالة الاستخبارات المركزية في ذلك الوقت أن قدرات القاعدة النووية أكبر الهواجس التي تؤرق الولاياتالمتحدة، ربما أكثر من كوريا الشمالية.