بقلم : د. عزت صقر الأحد , 04 سيبتمبر 2011 11:21 مقال نشر في 11 يوليو 1993 يبين من هو الذي طرده الشعب فى 25 يناير لا يا مبارك كل مصري شريف يرفض تصريح الرئيس الذي يبرر فيه عدم شغل منصب نائب الرئيس.. فسيادته يري عدم وجود من يصلح لهذا المنصب في كل مصر.. وقد صرح بذلك عدة مرات حتى في بعض البلاد الأجنبية.. مما يسىء إلي سمعة مصر صاحبة الريادة الحضارية علي مدي التاريخ وصاحبة الزعامة السياسية بالمنطقة في العصر الحديث.. مصر التي أنجبت أهرامات الوفد الثلاثة.. سعد والنحاس وسراج الدين ومن قبلهم مصطفي كامل وعرابي ومحمد عبده وغيرهم. مصر الولادة، ولكنها في عهد الرئيس مبارك خلت من الرجال، وعدمت من يصلح لشغل هذا المنصب - حسب تعبير سيادته - وإن كان ذلك إهانة صارخة لكل مصري، فهي بالنسبة لمعاونيه والمبجلين أعضاء حزبه الوهمي لطمة على قفاهم. ومع ذلك فهم سعداء، فرحون، يصفقون، يبايعون ويحرقون البخور في مواكب التأييد والنفاق حفاظا علي مواقعهم، حقاً.. كم أذل الحرص أعناق بعض الرجال. نعود لتصريح الرئيس ونناقشه مناقشة عقلانية علمية بعيداً عن كل اعتبارات وطنية وغيره علي سمعة مصر وعلي رجالاتها ورغم قناعتنا بعدم أهمية هذا الموضوع في حد ذاته لأن المشكلة الحقيقية هي أن النظام السياسي كله واجب التغيير. ولكنها لمجرد مناقشة فرعية لجزئية من أراء السيد رئيس الجمهورية، نبدأ أولاً بسؤال سيادته عن ماهية شخصية النائب والمواصفات التي يراها لازمة لشخصية المرشح لهذا المنصب؟.. وهل هي صفات ومواصفات وكفاءات سابقة علي تبوء المركز أو هى كفاءات مكتسبة بالممارسات ولاحقة للمنصب؟ عين سيادته قبل اثنتي عشرة سنة نائباً للرئيس أنور السادات.. فهل كان كفأ لهذا الموقع مسبقاً أو سبق إعداده لهذا المنصب؟.. أم أنه نجح بالممارسة والعمل مع رئيس الجمهورية مما أكسبه الخبرة اللازم توافرها في شغل هذا المنصب؟.. وما علاه من منصب الرئيس نفسه؟ ثم ماذا يعني عدم وجود شخصية ثانية في مصر بعد الرئيس؟.. ومن المسئول عن ذلك؟.. أليس هو الرئيس نفسه برفضه أي إصلاح سياسي وتعطيل كل ممارسة ديمقراطية حقيقية؟ وفي النهاية يتوارد تساؤل خطير هو أن كان الرئيس يري عدم وجود من يصلح أن يكون الآن في حياته نائباً له فكيف يرى حال مصر في منصب الرئيس ذاته بعد عمر طويل.. أليست هذه مغامرة ومقامرة بمستقبل مصر وأمر لا يعنيك؟ [email protected]
