تركيا على صفيح ساخن....يبدو أن تلك الكلمات هي الأكثر تعبيرا عن الوضع الذي تشهده تركيا الآن، والتواترات المتصاعدة بين العديد من الأطراف، والتي باتت تهدد تركيا بدخولها في حرب أهلية سواء نتيجة اشتعال الموقف بين حزب العمال الكردستانى والنظام من جهة، وبين الأكراد والنظام من جهة أخرى. الصراع بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني فيما يخص حزب العمال الكردستاني، تزايدت هجمات النظام التركي على معسكراته في المناطق الحدودية بإقليم كردستان العراق، في الوقت الذي تدعي فيه الحكومة التركية أن تلك الهجمات مجرد رد فعل على سلسلة من الاغتيالات لضباط شرطة وجنود أتراك. وهو ما قوبل برد فعل عنيف من حزب العمال الكردستاني، حيث قام بتفجير سيارة مفخخة أول أمس الأحد استهدفت مركزاً للدرك وأسفر عن مقتل جنديين أتراك. الخلاف حول بناء منطقة عازلة تصاعدت الأزمة مؤخرا بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني نتيجة نوايا تركيا بناء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية. وحذر محللون من أن تلك المنطقة العازلة قد تؤدي إلى وقوع حرب أهلية بين حزب العمال الكردستاني والموالون لاردوغان نظراً لان افراد حزب العمال الكردستاني يعتبرون ان الهدف منها هو استهداف الأكراد فى سوريا. وسبق أن اتهم زعيم حزب الشعب الديمقراطي التركي، صلاح الدين ديميرطاش، الحكومة التركية باستهداف الأكراد في سوريا من خلال المنطقة العازلة التي تخطط لإنشائها على الحدود السورية مع تركيا، معتبراً أن العملية العسكرية التركية ضد مسلحي داعش في سوريا غطاء لاستهداف حزب العمال الكردستاني الانفصالي. تاريخ الصراع التركي الكردي نشأ الصراع منذ فترة سقوط الحكم العثماني وبداية الدولة التركية الحديثة، وقد شهدت العلاقات التركية الكردية صراعات دامية وسياسات قمعية والتى راح ضحيتها العديد من الأكراد والأتراك. وأخذت السياسة التركية الكردية شكلاً أكثر خطورة خلال حكم "مصطفى كمال أتاتورك" وبدأت الانتفاضات والثورات الكردية وكان من أهمها انتفاضة عام 1925 والتي عرفت بانتفاضة الشيخ سعيد النورسي، وانتفاضة آغري 1928 – 1930، وثورة ديرسيم 1938. خرق الهدنة...وتصعيد التوترات بين الأكراد وتركيا استمرت الصراعات بين الأكراد والأتراك خصوصاً بعد أحداث كوباني العام الماضي وعدم سماح القيادة التركية لطائرات التحالف لضرب داعش فى كوباني. وعلى الرغم من أن السياسة الكردية التركية اخذت مساراً تحوليا بعد اللهجة الحادة التى تحدث بها الزعيم الكردي دميرطاش الشبيهة للهجة اردوغان وأدان من خلالها عنف حزب العمال الكردستاني، لكن مازال الصراع مستمرا بين الطرفين بعد هجوم يوم الاحد. وسبق أن أعلن "اتحاد الجماعات الكردية" وهو جماعة سياسية ينطوي تحت لوائها مقاتلون أكراد تابعون لحزب العمال الكردستاني، بأنه لم يعد يلتزم بالهدنة التي تم التوصل إليها عام 2013، وهدد بشن هجمات ليس فقط ضدّ الجيش التركي، بل ضدّ السدود التي تنشئها تركيا في المنطقة الجنوبية الشرقية حيث الغالبية الكردية. تغير نظرة الأكراد لسياسة حزب العمال الكردستاني ومن الأمور المثيرة للجدل، التحول فى نظرة الأكراد تجاه سياسة حزب العمال الكردستاني، وهو ما اعتبره البعض أنه يمكن أن يكون نقطة تقارب كردي مع سياسة أردوغان، وما يؤكد ذلك هو ما قاله الزعيم الكردي "صلاح الدين دميرطاش"، عندما تحدث بنبرة حادة تشبه نبرة أردوغان "نحن لا نصوب أعمال العنف التي يرتكبها العمال الكردستاني ووضعنا مسافة واضحة بيننا وبين هذه الأعمال".
