أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أن بلاده تنتهج سياسة واضحة وشفافة تجاه دول المنطقة، معتبرا زيارة الوزير جواد ظريف لهذه البلدان خطوة لتنمية العلاقات في ضوء المناخ الجديد. وأضاف مساعد الوزير للشئون العربية والإفريقية، في تصرح صحفي السبت، أن "إيران لا تعقد صفقات مع أي جهة خارجية حول قضايا المنطقة"، موضحًا أن "بعض الحساسيات لدي بعض دول منطقة الخليج وخاصة السعودية منذ بدء المفاوضات النووية تحولت إلي معارضة علنية لعملية التفاوض الإيجابية". وأشار إلى أن وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل، زار فيينا خلال مفاوضات العام الماضي، إذ التقي نظيره الأمريكي جون کيري وأعرب له عن قلقه من سرعة المفاوضات بين إيران والسداسية، ما أدى إلي إبطاء سرعة المفاوضات في تلك المرحلة. و أكدت إيران أنها تتفاوض حول الملف النووي السلمي فقط، لا حول ملفات إقليمية. ولفت الدبلوماسي الإيراني إلى موقف الدول الحليفة من الاتفاق النووي قائلًا: إن "دول محور المقاومة شعرت ببعض القلق، لكنها تثق بإيران وتزداد ثقتها عندما تشاهد أن سلوكها يتطابق مع کلامها وأنها لاتتبع سياسة ازدواجية". وشدد على أن بلاده دافعت وستدافع عن لبنان وفلسطين وعن حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، منوهًا بأنه "حتي خلال الأوضاع الصعبة في سوريا وعندما کان البعض يطالب برفع الدعم عن حماس بسبب بعض مواقفها الخاطئة تجاه سوريا، فإن الجمهورية الإسلامية واصلت دعمها لحماس". وبيّن عبد اللهيان أن إيران لم تترك حليفتها سوريا، وبغض النظر عما إذا کانت المفاوضات النووية ستصل في النهاية إلي نتيجة أم لا، مؤكدا تمسك إيران بأولوياتها تجاه دول المنطقة والجوار ومحور المقاومة. وأعلن عبداللهيان أن إيران أعلنت بکل فخر أنها منعت الإرهابيين من إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، قائلًا: "يسود اليوم هاجس کبير في أوروبا والمنطقة عن أنه في حال سقوط الرئيس بشار الأسد فإن الإرهابيين سيکونون البديل وسيحكمون البلاد وهذا الواقع في سوريا بات واضحًا للجميع". وذكر أن إيران تشعر بالفخر لدعمها الحکومة السورية في مواجهة ومکافحة الإرهاب، مؤكدا: "لدينا علاقات مع المجموعات السورية المعارضة التي تؤمن بالعمل السياسي وتدعم العملية السياسية في سوريا، إلي جانب دعمنا للحکومة السورية في مواجهة الإرهاب، أمن السعودية من أمن المنطقة واستمرار العدوان على اليمن خطأ استراتيجي". وتابع: "أما بالنسبة للسعودية أکدنا مرارًا أن أمن المنطقة بما فيها السعودية هو من أمن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكن سياسة بعض المتشددين داخل السعودية اليوم تجر المنطقة إلي الصراع وزعزعة الأمن والاستقرار، والدليل سلوك السعودية في البحرين واليمن ودورها السلبي تجاه قضايا المنطقة مثل العراقوسورياولبنان، ولذلك أؤکد لكم أننا نرحب بالحوار مع السعودية ونأمل بأن تتخلي في أسرع وقت عن سياسة الحروب فهى سياسة خاطئة تمامًا، وهو خطأ استراتيجي کبير في منطقة حساسة ومتأزمة کمنطقتنا". وشدد عبد اللهيان على عدم وجود أي مستشار عسکري أو خبير سياسي إيراني في اليمن، بينما كانت إيران أول دولة استجابت لطلب الحكومة العراقية بإرسال مستشارين عسکريين لمساعدة هذا البلد في مكافحة الإرهاب، وکذلك في سوريا وحسب طلب الحكومة القانونية والشرعية، "لدينا مستشارون عسکريون يساعدون سوريا في مجال التصدي للإرهاب". ويبدأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف غدًا الأحد جولة إلى الكويت ثم قطروالعراق، إذ سيحتل الاتفاق الذي أبرمته إيران في ال14 من يوليو في فيينا مع القوى الست الكبرى صدارة مباحثاته في هذه الدول.