نيران الإرهاب الحاقدة علي إرادة الشعب المصري تحرق وتقتل وتصيب، وصرخات الضحايا لا تلين لها قلوب من كرهوا مصر وشعبها ولا عقولهم المتجمدة.. وصارت صناعة الموت شبه ظاهرة في مصر مؤخراً حيث تفنن عناصر الإخوان وأعوانهم في تصنيع القنابل اليدوية سواء بدائيّة الصنع والأكثر خطورة والتي انتشرت في شوارع مصر وبجوار محطات المترو وفي الميادين العامة، وهى ظاهرة تكشف النقاب عن حقيقة أشدّ مرارة تتعلق بشيوع عمليّة تصنيع القنابل المنزليّة. بصورة حرة سهلة لا رقابة عليها ولا ضابط أو رابط الامر الذي أصبح يثير الهلع بين المواطنين، فلم يعد يمرّ يوم من دون وقوع حادثة تفجير جديدة أو ضبط قنبلة وإبطال مفعولها أو ضبط أشخاص وبحوزتهم هذه القنابل المصنّعة يدوياً. وعلى الرغم من حداثة ظاهرة تصنيع المتفجّرات المنزليّة في مصر، إلا أنها أصبحت شوكة حقيقيّة ليس في ظهر رجال الأمن وحدهم بل امتد خطرها ليطول المواطنين في الشوارع والميادين والمواصلات العامة. وأحدث هذه العمليات الإجرامية هي محاولة تفجير القنصلية الايطالية في قلب القاهرة فجر أمس السبت، وقد اثبتت هذه الأحداث أن جماعة الإخوان هو التنظيم السياسى الوحيد الذى يتقن أغلب أعضائه صنع المتفجرات والعبوات الناسفة، وأن الأمر أصبح في متناول الجميع نظراً لانتشار مواقع وصفحات إلكترونيّة عديدة لتعليم الشباب كيفية صناعة القنابل لا سيّما طلاب الجامعات، أدوات بسيطة وتكلفة رخيصة. حول الارهابيون وعناصر الإخوان المواقع الالكترونية إلي مدارس لتعليم صناعة القنابل، وصناعة ارهابيين من منازلهم. فى البداية يجب أن نشير الى أنه منذ سقوط جماعة الإخوان فى مصر وعزل رئيسها محمد مرسى، فى 3 يوليو العام الماضى، انتقلت جماعة «أنصار بيت المقدس» للعمل فى مصر واستخدمت أسلوب السيارات المفخخة فى عدة عمليات إرهابية منها ما حدث فى سيناء وتفجير موكب وزير الداخلية؛ وتفجير مبنى مديرية أمن الدقهلية ومديرية أمن القاهرة وعدد من أقسام الشرطة. العبوات الناسفة، هى نوع آخر يستخدمه الإرهابيون نظراً لرخص تكلفتها وسهولة استخدامها بجانب قدرتها علي تحقيق أكبر قدر من الخسائر الناجمة عن التفجير، وقد يتم وضعها يدويًا بعد إعدادها وتجهيزها للتفجير وضبطها على أوقات معينة، وهذا يعد نوعًا بدائيًا، أما النوع الأحدث والمنتشر جدًا فيتم ربط العبوات الناسفة بدائرة إلكترونية دقيقة وتوصيلها بشريحة هاتف محمول لاستقبال الإشارة عن بعد، وبمجرد الاتصال عليها عن بعد يتم التفجير، لإحداث أكبر خسائر فى المنطقة المحيطة بها. تحريض على العنف وإذا عدنا إلى الوراء سنجد أنه كانت هناك دعاوى من «التحالف الوطني لدعم الشرعيّة» المؤيّد ل «جماعة الإخوان» في مصر، يدعو فيها طلاب الجامعات لتعلّم تصنيع القنابل الصوتيّة منزلياً وذلك بهدف تعطيل قوات الأمن عن اللحاق بهم في المظاهرات. وقد سبق أيضا أن نشر «حزب الأصالة» وهو أحد الأحزاب المؤسسة للتحالف تسجيل فيديو لطريقة صنع إحدى القنابل اليدويّة على موقع «الفيسبوك» للتواصل الاجتماعي، داعياً طلاب الجامعات إلى تعلّم ذلك من أجل مواجهة عناصر الشرطة وترهيبهم بالقنابل الصوتيّة. وتقول إحدى الرسائل المنشورة على «الفيسبوك» إن شراء مكوّنات القنبلة لا يثير الشكّ والريبة، ويسهل التخلّص منها إذا داهم «الأعداء» منزلك. وحتى الكلاب المدرّبة لا تستطيع التعرّف عليها كمكوّنات متفجّرة... وفي خلال يوم أو اثنين يمكن للقنبلة أن تكون جاهزة للقضاء على عشرة أشخاص. وفي نحو شهر، يمكن صناعة قنبلة فتاكة تقضي على العشرات. والرسالة التي تتوجّه إلى الباحثين عن طريقة لصنع قنبلة يدويّة منزلياً، نُشرت على موقع «المنبر الإعلامي الجهادي» وهي تشرح تفصيلياً طريقة صنع قنبلة يدويّة بمئات الشظايا والمسامير، تكون قادرة على قتل كلّ من هو في محيط نصف قطر. وهذا ليس الموقع الوحيد لتعليم طريقة صنع «القنبلة» أو «العبوات الناسفة»، بل ثمّة مئات من المواقع المشابهة. وهي تبدأ من صنع قنبلة صوتيّة وقنبلة دخانيّة بسيطة، وتصل إلى قنابل أكثر تعقيداً مثل قنبلة الشظايا والمسامير والقنبلة الكيماويّة. وثمّة صفحات تشرح كيفيّة صنع القنبلة الكهرومغناطيسيّة، بل تساعد أي شخص في صنع قنابل هيدروجينيّة صغيرة. سلسلة جرائم هذا وقد كشف بيان لوزارة الداخلية المصرية العام الماضى عن تمكن الأجهزة الأمنية من تفكيك أكبر خلية إرهابية داخل البلاد يقوم بتدريبها عناصر خارجية من جبهة النصرة السورية. وكشف جهاز الأمن الوطني من خلال رصد تحركات تنظيم الإخوان الإرهابي وتواصله مع مختلف الفصائل التكفيرية داخل وخارج البلاد عن صدور تكليفات من أحد قيادات ما يسمى ب «كتائب الفرقان» التابعة لجبهة النصرة بدولة سوريا يدعى «أبوعمار المصري» لأحد كوادر الجبهة من المصريين المتواجدين بدولة سوريا يدعى «هاني شاهين علي شاهين» للعودة إلى مصر وتدريب وتلقين العناصر الإخوانية على كيفية تصنيع وتجهيز العبوات الناسفة. هذا وقد أكدت التحقيقات الأمنية مع 8 من خلية بيت المقدس الارهابية التي تم ضبطها بعد ان استهدفت تفجير مبني المديرية وهم من مدينة بلقاس وقرية المعصرة التابعة لها، اعترفوا انهم سافروا الي غزة عدة مرات وتلقوا دورات علي تصنيع القنابل اليدوية هناك. وفى بداية هذا العام نجحت أجهزة الأمن بالجيزة فى القبض على إخوانى تخصص فى تصنيع القنابل والعبوات الناسفة لتزويد العناصر الإخوانية بها، لاستخدامها فى تفجير المنشآت وتدمير أبراج الكهرباء وشريط السكة الحديد، واغتيال ضباط الشرطة وتم العثور على كميات من المواد المتفجرة التى تستخدم فى تصنيع القنابل داخل المعمل الذى يملكه بمدينة الحوامدية. كما تم الكشف عن اثنين من جماعة الاخوان المتهمين بتصنيع المواد المتفجرة داخل مصنع مواد بلاستيكية بطريق «بلبيس- العاشر من رمضان». كما استهدفت احدى الخلايا الارهابية منزل المستشار فتحي البيومي، عضو اليمين بهيئة المحكمة التي أصدرت حكما ببراءة اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق حيث زرعوا قنبلة أمام منزله وفجروها عن بعد مما أسفر عن تحطم واجهات المنزل بالكامل وتهشم زجاج النوافذ وخلع الباب الحديدي للمنزل فضلا عن تطاير النوافذ الحديدية من مكانها، وذلك انتقاما من الحكم الذي أصدرته المحكمة ببراءة حبيب العادلي. كما تمكنت قوات جهاز الأمن الوطنى بمحافظة السويس منذ عدة أشهر من ضبط 8 عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية بتهمة تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة والقنابل الصوتية وضبط ورشة لتصنيع الأسلحة خاصتهم. وأكد المصدر الأمنى انه تم ضبط المسئول عن صفحة طلاب ضد الانقلاب على الفيس بوك وبحوزته مواد تصنيع متفجرات, وكذلك القيادى بجماعة الإخوان الإرهابية ومؤسس صفحة وموقع «إحنا أخوات الشهيد» والمتهم بتصنيع القنابل وتعليم تصنيع القنابل لأعضاء الجماعة عبر الإنترنت، وأيضا أحد المسئولين عن حرق السيارات وتصنيع القنابل والمسئول عن صفحة «معتقلي الحرية» بمواقع التواصل الاجتماعى، وأدمن صفحة «قصاص السويس» والتى أعلنت مسئوليتها عن تفجير القنابل بالمحافظة ومن بينها تفجير خط السكك الحديدية وقنابل صوتية بعدد من المناطق السكنية. ثم امتد الأمر ليصل الى حد اغتيال النائب العام عن طريق قنبلة زرعت في سيارة تقف في جانب الطريق فجرت عن بعد لدى مرور موكبه، إنها سلسلة جرائم إرهابية طويلة، البطل فيها الحقد علي مصر وكراهية شعبها، الأداة فيها صناعة القنابل لإرهاب الشعب. بدائية الصنع ويقول اللواء فاروق حمدان مساعد وزير الداخلية السابق: بالفعل نحن أمام ظاهرة غريبة، فقد أصبحت العبوات الناسفة كلها تتمّ بطريقة بدائيّة ومن السهل تصنيعها، ويمكن لأي شخص أن يقوم بذلك بخطوات بسيطة. أضاف أن «المواقع متنوّعة وهي تبدأ بتعليم المرء كيفيّة ملء زجاحات المولوتوف، وتنتقل إلى صنع قنابل المسامير وقطع الحديد والباردود الأسود، وكلها قادرة على التسبّب في إصابات بالغة. بل زاد الأمر سوءاً مع انتشار ظاهرة أخرى، فقد راحت الجماعات الإرهابيّة تعدّل القنابل الصوتيّة لاستخدامها كذخيرة حيّة». وتابع حمدان أن «صعوبة ضبط القنابل في مراحل التصنيع ترجع إلى أن من يصنّعها، يفعل ذلك في مناطق بعيدة عن الأنظار وبين المساكن». وعن العقوبة التي قد يتمّ إنزالها على القائمين على تلك الصفحات «التعليميّة»، فأوضح أنها عقوبة جنائيّة. وأوضح أن «ثمّة جهاز متخصص لضبط الجريمة الإلكترونيّة في وزارة الداخليّة، مهمّته ملاحقة مثل هذه الصفحات. والمحاسبة تكون محاسبة جنائيّة تُضاف إليها عقوبة أخرى إذا كانت هذه الصفحات داعمة لجماعة الإخوان. مواقع صناعة المتفجرات وأشار اللواء محمد صادق مساعد وزير الداخلية الأسبق وخبير مكافحة الارهاب، إلى أن انتشار أساليب تركيب المواد المتفجرة بدائية الصنع، على شبكات التواصل الإجتماعى «الفيس بوك»، ومواقع الإنترنت، من أسباب زيادة معدل عمليات التفجير في مصر، والتي تسمح بصنع القنبلة داخل المنزل، دون رقابة. واضاف: «وتصنع القنابل عن طريق بعض الخامات غير المحظوره في الأسواق، والمحال التجارية، من مواد كيماوية وأسمدة مازوتية، والتي تخلط بنسب معينة»، لافتًا إلى أن الحل، يكمن في وضع يد الدولة على صفحات «الفيس بوك» الخاصة بالجماعات الإرهابية، بجانب غلق المواقع التي تنشر كيفية تركيب القنابل. والخطير هو ما كشف عنه أحد خبراء الفرقعات من أن أعمال المناجم والمحاجر تعد المتهم الأول فى هذا النوع من التجارة المحرمة، حيث إن الشركات العاملة فى هذا المجال تتسلم كميات معينة من مادة T.N.T شديدة الانفجار والبارود، شديدة الانفجار لاستخدامها فى أعمال تفتيت الحجارة فى الجبال، ولكن لا توجد وسيلة لتحديد الكميات التى يتم استخدامها فى العمل داخل المناجم والمحاجر، حيث إن بعض العاملين فى هذا المجال يقومون بتوفير كميات من المواد المتفجرة التى يحصلون عليها ويقومون ببيعها فى السوق السوداء بأسعار مرتفعة جدًا، وتحقق لهم أرباحًا خيالية، أكثر بكثير مما تحققه لهم أعمالهم العادية فى سنوات بأكملها. كما أن هناك أيضا كميات من هذه المواد يتم الحصول عليها عن طريق السرقة، وكل هذه المواد يتم توجيهها للأعمال الإرهابية. وعلى الصعيد الاستراتيجى، أوضح اللواء طلعت مسلم أن صناعة المتفجرات ليست سهلة ولكنها ممكنة، والمسألة تتوقف على نوع المتفجرات، فهناك متفجرات سهلة وبسيطة مثل البارود الأسود، وهناك مواد معقدة مثل T.N.T وألتراى نتيروسيليلوز، وقد تمكن الإرهابيون من استخدام مواد أخرى مع المتفجرات لتزيد من قوتها التدميرية مثل المسامير والبلى، وكل هذه المواد وبعض المواد الكيميائية التى تستخدم فى صناعة المتفجرات لا يمكن منعها لأنها تدخل فى كثير من الصناعات الأخرى، مؤكدًا أنه على الرغم من وجود رقابة على تجارة المواد القابلة للانفجار فى الشركات والمصانع الكبرى، إلا أن الورش الصغيرة لا رقابة عليها، لذلك قد تكون هذه باب خلفي لتجارة هذا النوع من المتفجرات، وأن من قاموا بتجهيز السيارات المفخخة فى الفترة الأخيرة أشخاص على أعلى مستوى من التدريب على تركيبها وتجهيزها، وهناك آخرون هم المسئولون عن التنفيذ غير الذين جهزوا، وسبق أن تم القبض علي بعض العناصر واتضح أنهم تلقوا تدريبات فى الخارج لدرجة أنهم وصلوا لدرجة خبراء مفرقعات ومعظمهم خريجو كليات علوم وهندسة وطب وغيرها من الكليات العلمية المتخصصة، وأغلبهم عائد من الخارج خاصة ممن شاركوا فى حروب أفغانستانوسوريا وليبيا.