اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم بدعوة الحكومة البريطانية للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة لندن. الجارديان قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أكد دعوته للسيسي لزيارة بريطانيا؛ للتباحث معه في لندن، رغم مظاهر القلق من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، على حد زعم الصحيفة. ونقلت الصحيفة ما قاله متحدث باسم الحكومة البريطانية "إدوين سموأل" : "إن داونينغ ستريت "مقر الحكومة" يتطلع إلى فرصة لقاء السيسي في بريطانيا، رغم قرار محكمة مصرية بتثبيت حكم الإعدام يوم الأربعاء على الرئيس المعزول مرسي وعدد من قادة جماعة الإخوان الإرهابية. وأضافت " سموأل" : "كنا نتطلع إلى إمكانية زيارة السيسي وعقد محادثات مع رئيس الوزراء هذا العام". وأشارت الصحيفة إلي ما قالته "سيبة حاجي الشعراوي" نائب مدير مكتب منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا :"إن دعوة "كاميرون" مثيرة للدهشة وتعبر عن قصر نظر في ضوء السجل "الرهيب" لحقوق الإنسان وانتهاكاتها في مصر، على حد زعمها. وطالبت "الشعراوي" ديفيد كاميرون بطرح موضوعات حقوق الإنسان في أي محادثات ثنائية مع الرئيس السيسي، و"نريده أن يتصدى لها بشكل عام"، حسبما قالت. ولفتت الصحيفة إلي أنه عندما سئل المتحدث باسم الحكومة عن سجل السيسي في مجال حقوق الإنسان، أجاب: "أعتقد أن رئيس الوزراء قد تحدث من قبل عن أهمية الحديث مع الدول التي توجد فيها قضايا مهمة لمصالح بريطانيا القومية، وكيف من الممكن العمل بطريقة مشتركة، وطالما تحدثنا مع هذه الدول فإننا نطرح هذه القضايا المثيرة للقلق، ولن يتم إبعاد أي قضية عن طاولة المفاوضات". ونقلت الصحيفة ما قاله وزير الشئون الخارجية البريطاني للشرق الأوسط وشمال إفريقيا توبياس الوود : "إن بريطانيا عبرت لسفير القاهرة في لندن عن قلقها تجاه ما يجري في مصر. وقالت: "لقد أبدينا قلقنا من وضع حقوق الإنسان وبشكل منتظم مع ممثلي الحكومة المصرية". إندبندنت وقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية إن رئيس وزراء بريطانيا "ديفيد كاميرون" واجه غضبًا وتهديدات بالاحتجاجات بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للمحادثات في لندن علي الرغم من الإدانة الدولية لمصر في سجل حقوق الانسان. وأشارت الصحيفة إلي تأكيد الحكومة المصرية علي دعوة السيسي، مشيرةً إلي أنه ولم تحدد القضايا التي يتم مناقشتها على طاولة المحادثات. ولفتت الصحيفة إلي أن كاميرون صرح من قبل عن استعداده للانخراط في محادثات مع بلدان أخرى بهدف الحفاظ على المصلحة الوطنية البريطانية، ولمناقشة المسائل المثيرة للقلق، وليس القضايا المطروحة علي الطاولة أثناء المناقشات. وأوضحت الصحيفة أن العديد من المنظمات الدولية من بينها منظمة العفو الدولية أعلنت أنها ستتخذ إجراءات للتغلب على هذه الزيارة، وأعربت عن رغبتها أن كاميرون شخصيا يثير قضايا حقوق الإنسان في محادثاته وجها لوجه مع السيسي، ومناقشة هذه القضايا في الأماكن العامة. تليجراف قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية إن دعوة رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة لندن جاءت عقب الحكم علي الرئيس المعزول محمد مرسي بالإعدام في قضية اقتحام السجون. ونبهت الصحيفة إلي أن الحكومة البريطانية دافعت عن قرارها بتوجيه دعوة للسيسي لزيارة لندن، في ظل الانتقادات التي تعرضت لها من الجمعيات المدافعة عن حقوق الإنسان. واعتبرت الصحيفة دعوة السيسي لزيارة لندن، انعكاسا لنظرة الغرب لمصر على أنها شريك رئيسي في مجال مكافحة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط وخاصة مع تزايد نفوذ "داعش" في المنطقة. وأكدت الصحيفة رغم أن بريطانيا أدانت "الممارسات العنيفة" ضد جماعة الإخوان عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي في 3 يوليو 2013 الإ أنها تحاول جاهدة الآن عودة العلاقات مرة أخري مع مصر في ظل حكم السيسي. ورأت الصحيفة أن مصر سترى دعوة بريطانيا للسيسي علي أنها :" إشارة لغض الطرف عن تجاوزات الأجهزة الأمنية في البلاد". التايمز ومن جانبها، نشرت صحيفة "التايمز" البريطانية مقالا تحت عنوان "حليف مستبد" منتقدة رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون لأنه وجه دعوة إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة لندن. وطالبت الصحيفة كاميرون بضرورة مناقشة السيسي في الامور المتعلقة بحقوق الانسان في مصر. وترى الصحيفة أنه لا يوجد شك في أن قطاعًا كبيرًا من المجتمع المصري يرى أن السيسي حمى مصر من حرب أهلية ومن القمع من الجهات الدينية، وأن هذا هو السياق الذي سيقابل من خلاله كاميرون السيسي. وتقول الصحيفة إن مصر حليف لبريطانيا في عدد من النواحي الحيوية. فمصر، بحسب الصحيفة، تقاتل الجهاديين، ولم تعد شبه جزيرة سيناء منطقة آمنة تسعى فيها الجماعات المتشددة لإقامة "الخلافة" وللإطاحة بالحضارة الغربية. كما أن حماس لم تعد مدعومة من مصر كما كانت مدعومة من قبلها إبان حكم مرسي. إضافة إلى ذلك، مصر قوة إقليمية تعارض التوسع النووي لإيران.