نعيش فى أجواء شهر مايو، والذى يزخر دائما باحتفالات عيد العمال، وأصحاب المهن والحرف الخطرة ، والتى من الممكن أن تودي بحياتهم ، فى لحظة. تعايشت الوفد مع الحاج رمضان على سليم 67 سنة، من بندر مطاى، شمال محافظة المنيا، والملقب بصائد الأفاعى، والتى يخشاها كل إنسان على وجه البسيطة، فمن منا يتمالك نفسه وأعصابه، حينما تقع عيناه، على أفعى أو كبرى ، أو ثعبان كبير الحجم ، لحظتها تخور القوى ، ويكون الفرار ، هو الملاذ الآمن والنجاه ، من لدغاتهم ، فما بالكم بمن تقترب يداه منهم ، ليمسكهم ببعض الكلمات والإشارات المعينة ، ويضعهم فى جرابه . هو من أطلق عليه القرويون ، لقب (الحاوى )، لكونه يقوم بعمل خارق ، ويتعامل مع أخطر زاحف على وجه الأرض ، وكأنه وليفه وصديقه، بينهم عشرة عمر ومحبة، لن يتمكن أحد من الوقيعة بينهم، يشم رائحة الثعابين من على بعد كيلومترات ، ويضع ترياقه، وكأنه يناديه ، فيجيىء الثعبان راكدا ، لحضنه وكأنه لم يراه منذ سنوات طويلة، تدور بينه وبين الثعبان إشارات وكلمات ، لايفهمها سواهم، لتنتهى بوضع الثعبان ، فى الجوراب ، وعلى رأى المثل البلدى (ياما فى الجوراب ياحاوى). ويروى الحاج رمضان لبوابة الوفد، أنه ورث هذه المهنة أبا عن جد ، فمنذ أن وعت عيناه على الدنيا ، وهو يقوم باصطياد الأفاعى مع والده ، وانه يقوم حاليا بتوريثها لأحفاده، حازم 14 سنة ، أدهم 13 سنة ، حسن 8 سنوات ، ونجله أحمد 22 سنة ، ومشيرا إلى أن محافظة المنيا ، بها أكثر نسبة ثعابين أفاعى وكوبرا على مستوى مصر ، وتتركز بشكل كبير فى قرى غروب مركز سمالوط . ونصح الحاج رمضان ، المزراعين فى حال تعرضهم للدغة ثعبان ، ولم يتم نزول دم من مكان اللدغة، أن يقوم وبسرعة ، فى تشريط نفسه بأى شيء حاد بمكان اللدغة، حتى لايسرى سم الثبان فى الدم ويصل للقلب، أما إذا كانت لدغة الثعبان، قد أسفرت عن نزول دم، لايجب قيام الأطباء بإعطائه مصل الثعبان، قبل عمل اختبار الحساسية ، حتى لا يتوفى فى الحال . وعن نصائحه للمزراعين فى الحقول والمزارع، لمعرفة وجود ثعبان من عدمه، أوضح أن عدم وجود فئران بالزرع والمنازل، تكون دليلا من دلائل وجود ثعبان، وإنه إذا لاحظت ربة المنزل، بخات ثعابنية، على شكل دود أبيض برأس سوداء صغيرة ، أو موت طائر ، فهذا دليل قوى على وجود ثعابين بالمنزل ، فالثعابين الغريبة ، هى من تترك أثر ، أى قيامها بلدغ طائر أو وضع بخات ثعبانية ، ولذلك يجب على ربة المنزل بتنظيفة بشكل مستمر ، حتى لايستقر الثعبان فى مكان معين . وعن معرفة الحاج رمضان بمكان الثعبان ، أوضح أنه يقوم بشراء الترياق ، بمبلغ 3200 لكمية 20 جراما ، وهى عبارة عن طحينة ضد اللدغ أو السم ، يضعها تحت اللسان ، فهى التى تعطى رائحة معينة للثعبان، و يشعر بأنه وليفه ، سواء ذكر أو أنثى . وعن أصعب المواقف التى تعرض لها ، كانت فى قرية الطيبة بسمالوط ، حينما نزل إلى غرفة بجوار وابور الطحين ، وواجه 3 أفاعى كبيرة الحجم فى وقت واحد ، وكان لايتمكن من الصعود ، وأضطر لمواجهتهم حتى تمكن من اصطيادهم ووضعهم فى الجوراب ، ولكنه شعر خلال المواجهة أنه لن ينجو من لدغاتهم، لكونهم كانوا من أشد وأخطر أنواع الأفاعى، وكانوا 3 أفاعى دفعة واحدة ، ولكنه سيطر على أعصابه وتمكن من اصطيادهم. ثم تمكنه من اصطياد ثعبان الكوبرا من أحد الحقول بقرية جواده، والذى اضطر وقتها إلى قطع 10 جريدات من نخلة على رأس الحقل، ثم دخل فى مواجهة مع الكوبرا، والتى وقفت على دركتها ، وأرعبت الأهالى ، ثم قام بإلقاء الجريد الأخضر لها ، والتى كانت بمثابة تفريغ للسم من داخلها ، حتى استسلمت فى النهاية ، ووضعها فى الجوراب ، بعد 3 ساعات مصارعة مستمرة بينه وبينها . كما أنه تمكن من اصيطاد أخطر أنواع الثعابين ، بعد الكوبرا المصرية ، وهى (الطريشة )، والتى قام باصطيادها من مزرعة بالمملكة العربية السعودية ، لصاحبها ويدعى صالح عبد الكريم المالكى ، والذى كان يعمل ، إماما لملك السعودية ، وكان ذلك فى عام 1981 ، والتى كانت تقوم بلدغ ( الجمال) ، وكذلك اصيطاده لل(الطريشة ) من مدن درنة وبنى غازى والبيضا بالجماهرية الليبية . وعن المأكولات الشهية للثعبان فى الحقول ، هى الفئران ، وفى المنازل تكون السحالى أو الأبراص ، أو الحمام ، وعن الحيوان الذى يمكن أن يقوم بقتل الثعبان ، أوضح أن (النمس)، هو الوحيد القادر على قتل الثعبان وأكله مهما كان حجمة أو خطورته، وأنه طوال حياته إصطاد مايزيد عن مليون ثعبان مابين (أفعى – كوبرا – طريشة – حيه – ثعبان طائر ). وفى النهاية طالب الحاج رمضان ، بضرورة قيام مديرية الصحة بالمنيا ، بتوفير مصل الثعبان بمستشفيات والوحدات الصحية بالمحافظة ، لوجود أكثر نسبة ثعابين على مستوى مصر بالمنيا.