اكد اللواء اسامة همام وكيل المخابرات السابق ل«الوفد»، أن ما يحدث الأن من اذاعة تسجيلات وتسريبات مفبركة للرموز السياسية والشخصيات العامة، انما يدخل تحت نطاق الحرب غير الشريفة والشرسة، قبيل موسم الانتخابات. وأضاف: من المؤكد ان اشخاصاً يقومون بإدارتها لمصلحتهم، ولتحقيق اهداف خاصة بهم، وشدد على ان اى تسجيلات لمكالمات خاصة أو إذاعة هذه المكالمات أو تسريبها بدون إذن قضائى، يعد أمراً مخالفاً للقانون، ويعرض صاحبه للمساءلة والتجريم، ولفت الى ان التليفونات الحالية يوجد بها ما يمكن ان يسجل المكالمات، ولكن لا يسمح لأى شخص باذاعة هذه المكالمات بدون إذن قضائى مثبت، وليس من حق احد التصنت او تسريب المكالمات الخاصة. وحول الجهات التى يمكن ان تمد اى شخص بهذه التسجيلات، رفض التعليق، والمح إلي أن هناك جهات معينة وسيادية فى الدولة، هى الوحيدة التى لها الحق في رصد أى مكالمات إذا كانت تمس او تضر بمصلحة الوطن، ولكن ليس من حق الاشخاص تسجيل أو اذاعة مكالمات شخصية لآخرين، وأشار الى ان اذاعة التسجيلات على هذا النحو الآن تتم بحرفية وبدقة واضحة، وتدار لمصلحة آخرين. وأعرب اللواء أسامة عن أسفه ان يتم استغلال حرية الصحافة فى مثل هذه الحرب غير الشريفة، مشددا على أن الهدف منها حرب تكسير عظام للتشويه، ولكن فى مجمل القول الإساءة للاشخاص مرفوضة، واقتحام الحريات الشخصية للأفراد أمر يعاقب عليه القانون. والمتابع للتسريبات المزعومة سواء التى يذيعها، أو التى يلوح ويهدد بها الاعلامي عبدالرحيم على، تكشف هذا القدر من الزيف والانقلاب فى المواقف من النقيض إلى النقيض، حسب المرحلة والمصلحة، ومن المثير أنه يروج الآن لتسريبات عن ساسة وإعلاميين بأنهم ينسجون مؤامرة ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو نفسه الذى اذاع عبر فيديو مسجل له فى 15 مايو 2014 تصريحات قال فيها انه لديه تسريبات خطيرة خاصة بالمشير عبدالفتاح السيسي إلا أنه ينتظر الانتهاء من صراع الانتخابات الرئاسية وإعلان النتيجة حتى يذيعها. وأضاف عبدالرحيم علي في مقابلة ببرنامج «آخر النهار» على قناة «النهار» أن لديه تسجيلات ولكن الوقت الحالي ليس وقت حساب، وأنه بعد الانتهاء من بناء الوطن ستتم محاسبة كل من أخطأ، مشيراً إلى أن لديه 5 آلاف مكالمة خطيرة لعدد من الشخصيات العامة والسياسية والإعلامية لم تذع حتى الآن وهذا اعتراف واضح وصريح بجريمته. ولم يسلم كبار الساسة او الاعلاميين ورجالات الاقتصاد والمال وغيرهم صف طويل من الوطنيين والشرفاء من مزاعم تسريبات عبدالرحيم على. وطالت اتهاماته الكثير من الرموز الوطنية، دون أى سند بجانب مسئولين محترمين، منهم رئيس الحكومة الاسبق الدكتور حازم الببلاوى، والذى اتهمه بالتدخل فى تحقيق تجريه النيابة فى «الصندوق الأسود». وقد دفعت التسريبات التى يزعمها ويروج لها ويتربح من ورائها الى اثارة تساؤلات فى الاعلام الغربى والعربى، خاصة، وان هذه التسريبات تؤكد ان عمليات التجسس والتصنت بلغت ذروتها على المواطنين المصريين بعد ثورتين قامتا من اجل الحرية العدالة واحترام حقوق الانسان، ومن هذه التعليقات ما قالته صحيفة السفير اللبنانية عن أن عبدالرحيم على يسعى من خلال هذه التسريبات إلى بناء امبراطورية مخالفة للدستور، وقالت «السفير» ان التسريبات أدت إلى جدل واسع في مصر، منها التسريبات حول نجيب ساويرس والتى أدت من قبل الى وقف عرض البرنامج على شاشة «القاهرة والناس» لأنها اعتبرت بمثابة تصفية حسابات شخصية بين عبدالرحيم على وساويرس. وقالت السفير ان عبدالرحيم علي لم يكن من الأسماء المعروفة في مصر قبل «ثورة يناير». وبعد الثورة، تحوّل عبدالرحيم علي إلى ضيف أساسيّ فى برامج ال «توك شو»، بوصفه «باحثاً في شئون الحركات الإسلاميّة». ثم زعم قدرته على الوصول الى تسريبات لمكالمات سرية لنشطاء مصريين، ولم يجب أبداً عن سؤال هام حول كيفيّة حصوله على التسجيلات المسرّبة، وكيف أتاحت القناة عرضها، بما يتعارض مع الدستور والقانون؟!