القتلة.. والمأجورون بقلم :جمال أبوالفتوح السبت , 20 أغسطس 2011 13:40 لم يلتفت الكثيرون إلي ما دار خارج أسوار أكاديمية الشرطة أثناء الجلسة الثانية لمحاكمة الرئيس المخلوع، فقد دارت موقعة ساخنة بين مليشيات من البلطجية تزعم أنها جماعة مؤيدة لمبارك، وبين أسر الشهداء الذين تجمعوا للهتاف ضد الديكتاتور ، فقد تربص البلطجية بالمتظاهرين، ولقنوهم علقة ساخنة بالطوب والعصي والأسلحة البيضاء مما أدي إلي سقوط عشرات المصابين، وكانت الموقعة أشبه بنموذج مصغر لموقعة «الجمل»، ولم يلق الموضوع الاهتمام الإعلامي الذي يستحقه، بسبب التركيز علي تفاصيل المحاكمة نفسها. ومن السخافة أن تتكرر اعتداءات المأجورين علي أسر الشهداء أو علي الثوار المتظاهرين، فلا أحد يعلم من ينظمهم ومن يمولهم، ومن يتستر عليهم، خاصة أن المسألة في تطور مستمر، فقد ارتدي البلطجية هذه المرة تي شيرتات موحدة، وكان أغلبهم من أصحاب الأجساد الرياضية الممشوقة، يعني تم اختيارهم «علي الفرازة» وقاموا بجريمتهم علي مرأي ومسمع من قوات الأمن التي طوقت الأكاديمية، ولم يتحرك أحد لوقف المهزلة. المشكلة أن بعض وسائل الإعلام تحاول تصوير المسألة علي أنها معركة بين فريقين يمارسان حقها في التظاهر. وهذا ليس صحيحا، فقد يكون هناك بعض المنتفعين من فلول الوطني الذين استفادوا وتربحوا من حكم عائلة مبارك، ولكنهم ليسوا من الغباء إلي درجة المشاركة في هذه المشاحنات وإلصاق تهمة الانتماء إلي عصابات نهب مصر بأنفسهم، لذلك فإنهم يكتفون بالتحريض والتمويل وحشد البلطجية، وهل يعقل ان يعلن شخص متزن عن تأييد رئيس كلف وزير داخليته باستيراد كميات ضخمة من أدوات قمع المتظاهرين من إسرائيل، أي أن الديكتاتور يستورد من العدو التقليدي لمصر والعرب أسلحة قتل شباب ينادي بالحرية والديمقراطية، وهو ما كشفته مؤخراً المحكمة الاقتصادية الإسرائيلية التي تنظر استئناف شركة «كامنيك» الإسرائيلية والتي تطالب «العادلي» بوصفه ممثلاً عن الحكومة المصرية بدفع فاتورة توريد أدوات قمع المظاهرات، وتبين ان الصفقة التي اتفق عليها العادلي تليفونياً بتفويض من مبارك صباح 31 يناير تشمل نصف مليون قنبلة غاز مسيل للدموع ونصف مليون طلقة مطاطية من النوع المحدث صدمات كهربائية و150 ألف هراوة كهربائية و1000 صاعق تعذيب كهربائي حديث و1000 قميص واق.. والسؤال الآن ما هو مصير هذه الصفقة، وهل يمكن ان تستخدم الآن ضد مليونيات الثورة والمظاهرات والاحتجاجات الفئوية.. ربنا يستر.