بعيداً عن توقعات كل النقاد والفنانين اختير فيلم (انتباه LA TÊTE HAUTE) إخراج الفرنسية إيمانويل باركو، ليكون فيلم افتتاح الدورة الثامنة والستين لمهرجان «كان» الذي يفتتح يوم الأربعاء 13 مايو القادم. الفيلم حول قصة مالوني ومسيرة تعلمه من سن السادسة إلى الثامنة عشرة، حيث حاولت قاضية أحداث وموظفة شئون اجتماعية إنقاذه.. تم تصويره في منطقة نور بادي كالي، برون ألب وبباريس وضواحيها.. وشارك في الفيلم كل من كاترين دونيف وبونوا ماجيميل وسارة فوريستييه ورود بارادو الذي يمثل دور البطولة. يقول تيري فريمو، المندوب العام لهذا الحدث: «يعد اختيار هذا الفيلم مفاجأة للجميع نظراً للقواعد التي تطبق عادة في حفل افتتاح المهرجان».. ويضيف: «إنه انعكاس واضح لرغبتنا في أن نرى انطلاقة للمهرجان بشكل مختلف بحيث تكون قوية ومؤثرة، وفيلم إيمانويل بيركوت يسرد أشياء مهمة عن مجتمعنا المعاصر في إطار سينمائي حديث.. ويركز على مشاكل اجتماعية عالمية مما يجعله مثالياً لجمهور كان العالمي». سيتم عرض LA TÊTE HAUTE لأول مرة في مسرح GRAND THEÂTRE LUMIÈRE بقصر المهرجانات، وسيتم عرضه في دور السينما الفرنسية في نفس اليوم، الأربعاء 13 مايو.. كما تم بيع الفيلم لعدة دول، كما شاركت إيمانويل بيركو في كتابة سيناريو فيلم POLIS لمايوين الذي منحها الدور الأول في فيلمها الأخير MON ROI.. ولقد قام كل من إيمانويل بيركو ومارسيا رومانو بكتابة LA TÊTE HAUTE بمشاركة جيوم شيفمان كمدير تصوير، وإيمانويل بيركو مخرجة وكاتبة سيناريو وممثلة.. درست الرقص ب COURS FLORENT قبل أن تلتحق بمعهد فينيس السينمائي.. تم اكتشاف موهبتها سنة 1997 بمهرجان «كان»، حيث حصل فيلمها القصير LES VACANCES على جائزة لجنة التحكيم، وتم تأكيد ذلك بجائزة ثانية من السينيفونداسيو عن فيلم التخرج LA PUCE. كما شارك فيلم الطويل الأول سنة 2011 CLEMENT الذي لعبت فيه دور البطولة في منافسة UN CERTAIN REGARD الرسمية.. ومنذ ذلك الحين، أخرجت عدة أفلام بما فيها ON MY WAY سنة 2014 مع كاترين دونيف الذى رشحت عنه لجائزة «سيزار» الفرنسية عن هذا الدور.. ودارت قصة الفيلم حول البطلة بيتي التي تأخذ سيارتها وتنطلق بها بعيداً من أسرتها ومنزلها، وحتى حبيبها لتبحث عن الحرية التي فقدتها طوال 60 عاماً، ولكي تلتقي بابنتها وحفيدها التي قررت أن تعيش معهما حياة جديدة مختلفة عن حياتها المأساوية التي عاشتها قبل ذلك.. وكاترين دونيف بطلة فيلم الافتتاح ممثلة فرنسية ولدت في عام 1943 وحصلت على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في عام 1980 وتعد واحدة من وجوه الجمال والسينما الفرنسية في الخارج، يحفظ سجلها مسيرة فنية تمتد على نصف قرن وصاحبة لقب أجمل سيدة في العالم. وقال المخرج أندريه تيشينيه: إنه مستعد لتصوير وجهها طوال ساعات.. فكاترين دونيف التي سطع نجمها في السينما الفرنسية تبلغ من العمر 72 عاماً.. وخلال مسيرة فنية تمتد على نصف قرن، أدت الممثلة التي اشتهرت بفضل فيلم «لي بارابلوي دو شيربور» لجاك دومي (1964) أدواراً في أفلام لكبار المخرجين، أبرزهم رومان بولانسكي ولوي بونيل وأندريه تيشينيه ولارس فون ترير.. وقد دخلت كاترين دونيف المولودة في عائلة من الممثلين مجال التمثيل صدفة، وهي لم تكن في بدء الأمر سوى الأخت الصغرى للممثلة فرانسواز دورلياك التي لقيت حتفها في حادث سيارة. واعتمدت «كاترين» علي شهرة والدتها دونيف وصبغت شعرها أشقر وراحت تمثل أدواراً صغيرة خلال الإجازة الصيفية، لكن كاترين دونيف كانت تتصدر أخبار المشاهير خصوصاً لأنها كانت الشريكة الثالثة للمخرج السينمائي روجيه فاديم بعد بريجيت باردو وأنيت سترويبرح، وهي عاشت معه دون أن يتزوجا وأنجبت منه طفلها كريستيان.. وغير المصور البريطاني دايفيد بايلي الذي تزوجته لفترة وجيزة، لم تتزوج دونيف التي أصبحت اليوم أكثر تكتماً بشأن حياتها الخاصة وبالأخص عشاقها، الذين يبقى أشهرهم الممثل الإيطالي مارتشيلو ماستروياني والد ابنتها كيارا.. وقد غير لقاؤها بجاك دومي الذي عرض عليها التمثيل في «لي بارابلوي دو شيربور» مسار نشاطاتها الفنية، فاتحاً لها أبواب الشهرة في العشرين من العمر.. وبعد «لي بارابلوي دو شيربور»، راحت كاترين دونيف تمثل في أفلام ناجحة لكبار المخرجين، من أمثال بولانسكي وتروفو، وأيضاً في أعمال لمخرجين فرنسيين شباب، مثل أرنو ديبلوشان وإمانويل بيركو.. وترفض الممثلة الفرنسية تأدية أدوار مسرحية، ولقد شاركت بصورة إجمالية في 120 عملاً سينمائياً وظلت محافظة على نجوميتها.. وهذه الشهرة المستمرة التي لا تزال كاترين دونيف تتمتع بها تنسبها الأكاديمية جينيت فنساندو إلى «تكوينها الجامع» بين النجمات المثيرات مثل بريجيت باردو والبطلات المتحررات.. ولفتت جوينايل لو جرا الأستاذة المحاضرة في العلوم السينمائية في كتابها (دونيف الأسطورة) إلى أن الممثلة الفرنسية «باتت رمزاً من رموز الهوية الاجتماعية الثقافية الفرنسية».. وقد اختارت مجلة «لوك» الأمريكية كاترين دونيف كأجمل امرأة في العالم وتلجأ دار الأزياء العريقة «إيف سان لوران» إلى الممثلة الفرنسية لترويج منتجاتها وهي تعد رمزاً للأناقة الفرنسية في الخارج.. لكن كاترين دونيف ليست هذه البرجوازية الأنيقة، بحسب ما كشفت المخرجة نادين ترانتينيان التي تعاونت معها في فيلم «سا ناريف كوزوتر».. وأكدت المخرجة لوكالة فرانس برس «أنها ليست تلك المرأة الباردة التي تتكلم عنها وسائل الإعلام.. فهي دائماً مستعدة لاتخاذ مبادرات جديدة والمخاطرة».. وقد عرفت دونيف بالتزامها بالقضايا النسائية، فهى الموقعة في عام 1971 على عريضة للمطالبة بتشريع الإجهاض.. وكان أول أفلامها في عام 1957، وآخر أعمالها في 2014 بعنوان: «ثلاثة قلوب» TROIS COEURS.