الإضراب والاعتصام هى متلازمة العمال في القرن الحادى والعشرين ، فمنذ انطلاق تظاهرات عمال غزل المحلة في 2006 ، تم إزالة "البكم" عن أفواه العاملين المغتصب حقوقهم داخل منظومة رجال الأعمال والمستثمرين . ومع اقتراب ذكرى عيد العمال ، تسود في الأجواء العمالية أصداء متناقضة ، فمن ناحية يخطط اتحاد العمال مع مجلس الوزراء لمراسم الاحتفال بعيدهم ، ومن ناحية أخرى تنادى النقابات بقانون العمل ، ويصرخ العمال من جانب ثالث للمطالبة بحقوقهم، تارة بالأرباح وتارة بالمرتبات وآخرون ضائعون تحت عجلة التعيين . عمال مستشفي "بنى مزار" من أول الفئات العمالية المغتصب حقوقها هم عمال مستشفي بنى مزار ، حيث نظم العشرات من عاملي مستشفي بنى مزار أمس، إضرابا عن الطعام والعلاج بعد الإطاحة بهم عقب 3 سنوات خدمة برغم تقاضيهم 300 جنيه فقط كراتب شهري. ففي البداية صدر قرار من وزارة المالية بفصل 70 عاملا مؤقتا ،"عمال موسميين"، بمستشفي بني مزار العام، دخل بعدها المفصولون في إضراب مفتوح عن الطعام والعلاج داخل المستشفي، اعتراضا علي قرار فصلهم، مؤكدين أنهم مستمرون في إضرابهم فإما أن يكون مصيرهم الموت أو العودة لعملهم. ويروى العمال إنهم يعملون منذ عام 2012 بمرتب شهري 300 جنيه فقط، آملين في استصدار قرار بالتثبيت بعد قضائهم 3 سنوات وهي الفترة المعروفة واللازمة للتثبيت، إلا أنهم فوجئوا بقرار صادر من وزارة المالية بوقفهم عن العمل، وبالتالي منعهم مسئول الحضور والانصراف بالمستشفي عن توقيع أسمائهم بكشوف الحضور، لذا قام العمال بالامتناع عن الطعام لحين الحصول علي حقوقهم بالتعيين . عمال "سيمنار" أضرب عدد من العاملين بمصنع سمنار بالمنطقة الصناعية بجنوب بورسعيد، لليوم الثانى، عن العمل تضامنا مع حقوق أحد العاملين " جمال إسماعيل " بعد تعنت إدارة المصنع معه" حيث قد أصيب أثر اعتداء أحد العمال الهنود عليه عن طريق إلقاء ماء ساخن على وجهه ليتم نقله الفور إلى المستشفى . وشمل الإضراب تنظيم وقفة احتجاجية من قبل العاملين بالمصنع أعلنوا فيها عن رفضهم لقرارات إدارة مصنع سنمار الخاصة بعدم احتساب الحادث إصابة عمل، وعدم التصديق على محضر الأمن الصناعى، واعتماد أوراق القوى العاملة التى تتيح للعامل صرف راتبه من التأمينات الاجتماعية . ورفع العاملون خلال الوقفة الاحتجاجية عددا من اللافتات ومنها " كرامة وحقوق العامل المصرى خط أحمر " و " كلنا عم جمال " وغير من اللافتات المطالبة بحقوق زميلهم " جمال اسماعيل " الذى لا يملك مصدر دخل آخر له ولأسرته، وما زال يخضع للعلاج بعد الاعتداء عليه، وقد أعلنوا عن رفضهم العودة للعمل إلا بعد الاستجابة لمطالبهم . عمال طرة للأسمنت وعن أعلى الإضرابات العمالية دوياً في الوقت الحاضر هم عمال الأسمنت ، حيث يستمر اعتصام عمال شركة طرة للأسمنت بمقر الشركة، بينما يعتصم أعضاء النقابة المستقلة للعمال أمام مكتب العضو المنتدب للشركة؛ احتجاجا على قرار الإدارة بخفض أرباح العاملين من25 شهرا إلى 8، بدعوى أن الشركة تكبدت خسائر قدرها 14 مليون جنيه، الأمر الذى نفاه العمال بعد تبرع الإدارة ب10 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر. وعندما لم تفلح إدارة "طرة للأسمنت" ، عن إيقاف الغضب العمالي المشتعل في الشركة، قرر رئيس مجلس الإدارة وقف المصنع وقطع الكهرباء عن العمال الذين عكفوا علي منع استمرار عملية الإنتاج منذ أول أيام اعتصامهم. لذا قررت اللجنة النقابية التقدم بمذكرة رسمية للمهندس إبرهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء؛ للتدخل المباشر وإنقاذ العمال من بطش أصحاب الشركة بعد أن رفضوا التفاوض، وأوقفوا العمل في المصنع. عمال غاز مصر أما عن عمال غاز مصر ، فقد اعتصم المئات من العمال والإداريين وأعضاء النقابات المستقلة بشركة غاز مصر بشبين الكوم بمحافظة المنوفية، داخل مقر خدمة العملاء احتجاجًا على عدم تعديل لائحة الترقيات الأساسية. وقال العمال، إن اللائحة تم تغييرها في 8 مارس 2011 دون علم الجهات المنوطة والمسئولة عن ذلك والممثلة للعمال والتي تؤدى إلى تأخير الجدول الزمني للترقيات 8 سنوات من مدة الخدمة الكلية، إضافة إلى تثبيت عمال اليومية الذين مر عليهم أكثر من عامين، مطالبين الرئيس عبد الفتاح السيسي بسرعة التدخل لحل الأزمة وإعادة الحقوق إلى أصحابها من أجل الوصول للعدالة الاجتماعية الحقيقية التي قامت من أجلها ثورات عديدة وراح ضحيتها العديد من الأشخاص. الاتحاد يخطط للاحتفال وبين كل هذا وذاك فغننا لم نسمع صوتا للاتحاد في إضرابات العمال واعتصاماتهم ، فيما عدا نقابة الأخشاب الوحيدة التى ساندت عمالها برفع دعوى قضائية علي مالك شركة طرة للأسمنت ، ليرتفع التساؤل " أين الاتحاد من قضايا العمال ؟" من ناحيته يخطط اتحاد عمال مصر للاحتفال بعيد العمال ، حيث قال محمد وهب الله، الأمين العام لاتحاد نقابات عمال مصر أن مجلس إدارة الاتحاد سيجتمع مساء اليوم الخميس مع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بحضور وزيرة القوى العاملة والهجرة الدكتورة ناهد العشرى، لمناقشة استعدادات الاحتفال بعيد العمال المقرر له أوائل شهر مايو المقبل. وكان جمال عقبى، أمين صندوق الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، أكد أن الاتحاد خاطب مؤسسة الرئاسة لتحديد موعد ومكان الاحتفال بعيد العمال، والذى يوافق أول شهر مايو المقبل، مضيفًا أنه سيتم عقد اجتماع خلال الأيام المقبلة مع رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، للاتفاق على شكل الاحتفال.