أوافق وبشدة على المطالب المشروعة التي طالب بها الشيخ عيسى الخرافين شيخ قبيلة الرميلات بشمال سيناء، فمن حق أهالينا في شمال سيناء أن يشعروا بآدميتهم، وان يمارسوا حياتهم بشكل طبيعي، الشيخ الخرافين وضح أسباب الإرهاب فى جملة شديدة البلاغة، قال في حواره مع الزميل محمد البحراوي بالمصري اليوم: «الإرهاب بابه الجهل والفقر»، والحكومة المصرية لم تعمل منذ تحرير سيناء على محو الجهل ولا على محاربة الفقر، وتركت سيناء للخراب والضياع، مدن وقرى بلا مرافق ولا خدمات تعليمية أو صحية، وبدون صناعة ولا مشروعات تستوعب العمالة من الخريجين والمتسربين من التعليم، حتى عندما تتاح وظائف تمنح لشباب الوجهين البحري والقبلي. ما المطلوب من الشاب السيناوى أن يقدمه لوطن أهمله وتجاهله وأنكر حقه فى العيش حياة لن نقول كريمة، بل حياة تماثل إخوته الشباب فى الوجه البحري، المشكلة في سيناء ليست في العنف والتطرف بل في مبررات العنف والتطرف. الشيخ الخرافين أرجع تطرف الشباب إلى الفقر والجهل، قال بالحرف: بعض الشباب ينحرفون بسبب الفقر والجهل، والانحراف الذي يقصده الخرافين هنا هو الجنائي والفكري، لجوء بعض الشباب بسبب الفقر إلى التجارة في المخدرات أو التهريب، وأخلاق البعض الآخر من الشباب وتربيتهم تجعلهم يرفضون الانحراف الجنائي، ويحرمون تجارة المخدرات والعمل في التهريب، ويصدمون بعجزهم بسبب الفقر، فيلجئون إلى الله، وفى الطريق إلى الله يتقابلون مع من يكفر من بيدهم الأمر، الحكومة والحاكم ومن يمثلهم: الجيش والشرطة، فهم الذين أهملوا مدنهم وقراهم، وهم الذين حرموهم من الخدمات والمرافق ومن إقامة المشروعات التي تفتح أمامهم أبواب الرزق، هم الذين منعوا عنهم الحياة الكريمة وتركوهم للمعصية. بعض الشباب يصدق ما طرح عليه من أفكار، خاصة وأنه من حيث المنطق مقنع، فيسلم أذنه وحواسه وعقله لمن يمتلك الفكر الشرعي، وينساق خلفه ويأتمر بأمره. هل سنكتفي بمحاربة الفكر الديني المنحرف فى شمال سيناء بالأباتشى والقوات الخاصة والصواريخ والسلاح الآلي؟. الشيخ الخرافين طالب بمساعدة الشباب بمبلغ شهري قدره ألف خمسمائة جنيه، وقيل له: ربما يصعب على الحكومة توفير المبلغ، فاقترح إيداع مبلغ 3 مليارات من المبالغ المخصصة من الرئيس «السيسى» لتنمية سيناء، كوديعة فى البنك يصرف من أرباحها مبلغ إعانة البطالة للشباب. أغلب الظن أن هذا الاقتراح يمكن العمل به لفترة مؤقتة، لكن الأساس تنمية سيناء، وعلى وجه التحديد محافظة شمال سيناء، فالحكومة مطالبة بأن تقيم المشروعات المستديمة التي تستوعب عمالة كثيفة لكي تقضى على طابور البطالة، فالعمل هو الحل الوحيد للتنمية وكسب الرزق والحياة الكريمة والتفكير فى مستقبل حالم أكثر رفاهية، بالعمل يستطيع الشباب أن يفكروا فى كيفية بناء المستقبل والاجتهاد من أجله، وهو ما يشغلهم ويجنبهم الاستماع إلى الفكر المنحرف. أولادنا الشباب من أبناء سيناء لهم حل الحق فى أن يحيوا حياة كريمة، والحكومة مطالبة بأن تسرع في مساعدتهم على أن يعيشوا هذه الحياة.