غيب الموت أستاذنا سعيد عبد الخالق ، رحل الفقيد في صمت وهكذا كل من نحبه و نحتاجه فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ بلادنا يرحل ، كان الفقيد أستاذاً فى صحافة الرأي و الخبر و التحقيق و من حظي بالعمل معه تعلم الكثير من فنون الصنعة الصحفية بمهنية و إحترافية عالية تميز بها " الريس " كما كنا جميعاً نناديه و منذ بدأ ب "الجمهورية" ثم "الأحرار" ثم أحد مؤسسى "الوفد" مع الفرسان "شردى" و "بدوى" و "الطرابيلى" ثم " الميدان" وأخيراً حط به الرحال ليستقر فى بيته فى "الوفد" حيث كان له الفضل فى إنشاء "العصفورة" التى كان صاحب حق الملكية الفكرية لها و التى كانت تؤرق مضاجع الفاسدين الكبار فى مصر ، و الفقيد تشهد له جدران الوفد على مدى إخلاصه و تفانيه فى عمله حتى سقط مريضاً، و كأن القدر كان متربصاً به ليأخذه منا في صمت ولا نعرف من سيأخذ غداً، هكذا هي إرادة الله و لعل ما يحزننا لفقدان الراحل العظيم أن يرحل أبو كريم دون أن يرى شمس الحرية تشرق على مصرنا و هو اليوم الذى حلم به كثيراً و سعى إليه من خلال كتاباته و حربه على الفاسدين الذين لا يريدون أن يتخلوا عن مقاعد السلطة فى بلادنا .. لقد كان سعيد عبد الخالق كما عرفناه ، صحفياً من الطراز المناضل الصلب الواعى الرصين و لا غرابة فى أن يضمه فؤاد باشا سراج الدين للثلاثة الذين إختارهم مصطفى أمين و رشحهم لتأسيس صحيفة الوفد عام 1984 . لقد استراح الأستاذ وألقى قلمه لتلاميذه و رفاق دربه ليكملوا المعركة المستمرة ضد نظام فاجر استباح كل شئ و لم يتحمل أستاذنا ما يجرى لمصر على يد هذه العصبة الحاكمة التى تلهو بمصر و تعصف كل يوم بالبقية الباقية فى بلدنا من خير أو ثروة تارة بالسرقة و تارة بالاحتكار و العمولات . وداعاً يا من وا جهت الفساد و الإفساد فى بلادنا و اخلصت لمهنتك و أمتك و تواصلت مع ناسك فى كل المواقف و أوصلت صوتهم و دافعت عنهم ضد سلطة فاجرة حاولت أن توقفك عن مواصلة معركتك التى نذرت حياتك لها بالتلفيق و لكن أنصفك القضاء المصرى و خرجت من المحنة أقوى و أشد تصميماً على مواصلة النضال ضد الفسدة الذين ما زالوا يحتلون مقاعد السلطة بلا أي شرعية يا أستاذى : نم قرير العين فمبادئك و قيمك التى علمتنا باقية فينا و سنسير على الدرب لنكمل المسيرة حتى تعود لمصر حريتها و كرامتها التى دافعت عنها حتى الرمق الأخير. رحم الله أستاذنا و أسكنه فسيح جناته و ألهمنا و آله و جميع الوفديين و كل المصريين الصبر و السلوان .