بعد النجاح الذي حققه المؤتمر الاقتصادى المنعقد بشرم الشيخ، من حيث طرح المشروعات والاستجابة الواسعة من الوفود ورؤساء الدول العربية والأجنبية والدعم المقدم من دول مجلس التعاون الخليجى، أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية "قاب قوسين أو أدنى" فى علاقتها مع مصر. وكانت الضربة القاسمة لأمريكا حين اتهم ولى العهد السعودى بطريقة غير مباشرة أمريكا باتباع اذدواجية المعايير تجاه مصر فى حربها على التطرف، وعلى الفور جاء رد وزير الخارجية الأمريكي جون كيرى بوجود قرار خاص فى الوقت القريب بشأن المساعدات الأمريكية لمصر. قال المستشار نجيب جبرائيل، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن مسار العلاقات المصرية الأمريكية سوف تشهد تحولًا جذريًا بعد النجاح الذى حققه المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ والذى شهد حضورًا مكثفًا من كافة دول العالم لدعم مصر سياسياً واقتصادياً. وأكد جبرائيل أن دعم دول الخليج ورسالة ولى العهد السعودى وضعت أمريكا "قاب قوسين أو أدنى" فى علاقتها تجاه مصر ودعمها للإخوان الإرهابية، مؤكداَ أن أمريكا سوف تعيد ترتيب أوراقها تجاه عدة قضايا خاصة بمصر مثل دعمها للإخوان وتجميد نشاط الجماعة. ورأى الدكتور سعيد اللاوندى، أستاذ مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن نجاح القمة الاقتصادية بشرم الشيخ وضعت الولاياتالمتحدة أمام تحدى كبير وعزلة لاسيما، بعد أن عكست هذه القمة عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين مصر وأشقائها العرب. وأكد اللاوندي أن كلمة ولى العهد السعودى جاءت بمثابة صفعة قوية على وجه الأمريكان وتحدٍ كبير من دول الخليج لأمريكا بعد دعمها لجماعة الإخوان الإرهابية ضد مصر، مشيراَ إلى أن دول مجلس التعاون الخليجى تعى جيداَ حجم المخططات التى تقودها الولاياتالمتحدة تجاه مصر. وتابع مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن رسالة ولى العهد السعودى وصلت جليا إلى مسامع وزير الخارجية الأمريكي أثناء حضوره جلسة افتتاح فعاليات مؤتمر "مصر المستقبل" والذى طالب فيها المجتمع الدولى التى تقوده أمريكا بعدم اتباع اذدواجية المعايير تجاه مصر. وأكد اللاوندى أن تصريحات "كيرى" الذى أكد فيها أن هناك قرارًا خاصًا فى الوقت القريب بشأن المساعدات الأمريكية لمصر، لاسيما فى دعم القطاع الخاص، لم تأت من فراغ وجاءت بعد نجاح المؤتمر الاقتصادى وموقف دول الخليج حيال مصر. ومن جهته، وصف السفير محمد العرابي، سفير مصر الأسبق لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وجود شخصيات كبيرة، خاصة المسؤولين الإماراتيين، بأنه يعكس علاقات مصر القوية بالدول العربية، وعلى رأسها دولة الإمارات الشقيقة، الداعمة لمصر بقوة في محنتها وأزمتها الأخيرة، ما يضع أمريكا أمام تحدى العالم فى دعمها للإرهاب ضد مصر. وأضاف وزير خارجية مصر الأسبق أن وجود ممثلين لدول كبرى مثل إيطاليا والصين والكويت والبحرين وبعض روؤساء دول حوض النيل، له دلالات كبيرة وواضحة على أن المؤتمر سيكون محفلاً سياسياً واقتصادياً وبداية قوية لمصر. وأشار العرابي، إلى أنه في حالة نجاح المؤتمر بشكل كبير فهو لا زال مجرد بداية ولازالت تلك البداية تحتاج لعمل وجهد كبير لتكليل نجاحها واستثمارها لتكون تأثيرها على الاقتصاد المصري قوي. واعتبر المهندس أحمد بهاء شعبان، السياسي والأمين العام للحزب الاشتراكى المصرى، أن المؤتمر الاقتصادى حقق نجاحًا هائلًا على المستوى السياسى والاقتصادى وغير من نظرة المجتمع الدولى تجاه مصر ووضع الجميع أمام تحمل المسئولية فى دعم الإخوان الإرهابية فى زعزعة واستقرار أمن مصر الذى هى جزء أصيل من أمن الشرق الأوسط ككل برغم أن الولاياتالمتحدة مارست ضغوطًا على دول ومنظمات تجارية وشركات عالمية لمقاطعة القمة الاقتصادية. وأضاف شعبان أن مسار العلاقات المصرية الأمريكية سوف تشهد تحسنًا نسبيًا بعد نجاح هذا المؤتمر ورسالة ولى العهد السعودى إلى أمريكا والمجتمع الدولى كانت واضحة، لافتاً إلى أن الشعب المصرى قادر على تحدى الصعاب.