تحل اليوم الذكرى الثامنة والعشرين لإصدار أول عدد يومي لجريدة الوفد، الذي صدر فى 9 مارس عام 1987م، برئاسة تحرير الراحل مصطفى شردى، وكان يرأس مجلس الإدارة الراحل العظيم فؤاد باشا سراج الدين، رئيس حزب الوفد. وكانت جريدة الوفد قد ولدت أسبوعية، حيث صدر العدد الأول منها فى عام 1984، و بعد مرور أربع سنوات تحولت إلى جريدة يومية، تعبر عن حال الشعب المصرى و تعرضه مشكلاته مع الحكومة . الوفد يعبر عن حال الشعب المصرى فيما جاء إصدار جريدة الوفد بأسلوب مبتكر في أشكال العمل الصحفي والإخراج الفني والقضايا التي تثيرها، وانفراداتها الصحفية خاصة أنها جاءت في وقت كانت أول جريدة معارضة تنتقد الحكومة بكل جرأة صحفية. وكانت جريدة الوفد مازالت صوت الشعب والمعبر عن آماله وأحلامه، وخاضت معارك طاحنة ضد نظام الأنظمة السياسية السابقة، وكشفت عديدًا من قضايا الفساد للرأي العام، ورفعت شعار" الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة". مازالت جريد الوفد فى سلسلة من العطاء والكفاح الوطنى على مدار الثامنة والعشرين عامًا، ومناصرة الطبقة الفقيرة والوسطى من الشعب، حتى صارت منبرًا يجهر بحقوق المطحونين في دائرة الوطن . الطرابيلى يحكى ذكريات "الوفد اليومى" قال الكاتب عباس الطرابيلى، الصحفى بجريدة الوفد، إن الحزب كان يتعرض لهجامات شرسة، وكان بحاجة لصدور جريدة يومية تعبر عنه دون الانتظار لصدور العدد الأسبوعى وهذه كانت بداية تحويل جريدة الوفد لجريدة يومية. وأضاف الطرابيلى أنه اقتراح اختيار يوم 9 مارس، لصدور العدد اليومى بالتزامن مع الثورة، وخروج الزعيم الوطنى سعد زغلول من محبسه، ووافق فؤاد باشا سراج الدين، رئيس حزب الوفد آن ذاك، ومصطفى شردى، على اختيار 9 مارس لانطلاق بالعدد اليومى. أول يوم صدور "بل محررين" وعن تجربة أول يوم لصدور العدد اليومى لجريدة الوفد، قال الكاتب الصحفى، إنها تجربة شديدة للغاية وأن تحويل جريدة أسبوعية إلى يومية، كانت أول تجربة تمر بها مصر فى وقتها، لافتًا إلى أن الجريدة لم يكن لديها العدد الكافى من المحررين لصدورها بشكل يومى، مشيرًا إلى اعتماد الجريدة على صحفيين بالمؤسسات القومية، الذين لم يستطيعوا نشر أخبارهم المعارضة للحكومة بالصحف القومية، ونشر أخبارهم بجريدة الوفد المعارضة. مصير الصحافه الورقية ألمح الطرابيلى، إلى مصير الصحافة الورقية وصفًا إياه بالمصير المشئوم، نتيجة انخفاض توزيع الصحف لعدة أسباب منها ظهور المواقع الإلكترونية، وكثرة برامج "التوك شو"، التى تنقل الأخبار وتفاصيل الأحداث وقت حدوثها بصوت وصورة بطريقة كافية. وناشد الكاتب الصحفى، الصحف الورقية بالاعتماد على التحليل السياسى للأحداث، وعرض القصص الخبرية من دون الاعتماد على الأخبار التى تنقلها المواقع وبرامج التوك شو، مطالبًا بإصدار صحف حزبية بالمحافظات بشكل أكبر لإنشاء قاعدة شعبية لصحف الحزبية بالمحافظات.