"فتاتان تخفيان وجهيهما على الطريقة الداعشية، وتمسكان بسكين تضعه على رقبة فتاة ثالثة، ثم تتلو الفتاتان لائحة الاتهامات التي استدعت إصدار حكم بإعدام الثالثة، وبينما يتهيأ مشاهدو الفيديو للحظة الذبح تدخل الفتيات الثلاثة في وصلة من الرقص، على أنغام لنشيد داعش (صليل الصوارم)". والصليل لغويا هو صوت السيوف، بينما الصوارم تعني القاطعة والحادة جدا، وتستخدم الكلمتان ومعناهما "صوت السيوف القاطعة والحادة" عنوانا لنشيد داعش الذي يظهر خلفية في كل عمليات الذبح. ما فعلته الفتيات سخرية من داعش، وتم بثه على موقع تشارك الفيديوهات "يوتيوب" لم يكن الحالة الوحيدة، إذ تكرر في حالات أخرى، قرر فيها مصريون السخرية بطريقة أخرى من داعش، مستخدمين - أيضا - نشيد "صليل الصوارم". أحد أبرز هذه الحالات التي انتشرت عبر موقع "اليوتيوب" تركيب النشيد نفسه على لقطات راقصة بأفلام "اللمبي" للفنان الكوميدي محمد سعد، و"الناظر صلاح الدين" للنجم الكوميدي الراحل علاء ولي الدين، وفيلم ثالث للنجم أحمد مكى، كما تم تركيبه - أيضا - على مقطع ساخر نشر على "يوتيوب" لشابين ظهر أحدهما وكأنه يذبح الآخر على الطريقة الداعشية بتهمة لعب "البلاي ستيشن (ألعاب الفيديو جيم)"، ومجموعة من الأطفال في مدينة المحلة بمحافظة الغربية "دلتا نيل مصر" وهم يجسدون واقعة قتل داعش لإحدى ضحاياها. وعرف عن المصريين استخدام السخرية في أحلك الظروف للتعايش مع الألم وترويضه، وكانت السخرية حاضرة في مواقف كثيرة أقربها تجاهل الرئيس الأسبق حسني مبارك للمطالب الشعبية برحيله إبان ثورة 25 يناير 2011، حيث امتلأ ميدان التحرير وسط القاهرة حينها بلافتات تحوي تعليقات ساخرة. واستدعى فيديو ذبح تنظيم داعش ل"21" مصريًا في ليبيا، الشهر الماضي، استدعاء هذه الروح الساخرة، ورفض محمد فهمي اختصاصي الطب النفسي بوزارة الصحة وصف هذا السلوك من قبل المصريين ب "الانهزامية " أو "اللامبالاة". وقال فهمي: سخرية المصريين هي نوع من الصحة النفسية، فنحن نضحك حتى لا نبكي، ونسخر حتى لا نيأس، نمرح حتى لا نصاب بالاكتئاب، وهذه عبقرية من المفترض أن نحسد عليها.