أصبح "التوك توك"، وسيلة مواصلات شائعة الاستخدام بكل شوارع مصر، وبخاصة مداخل المدن والشوارع الضيقة. ومع انتشار "التوك توك"، بشوارع مصر، لجأ عدد من المواطنين لشرائها، وأصبحت مصدر دخل للآلاف من الشباب بمصر. مؤهلات العمل ل"سائق توك توك"، السرعة والفهلوة.. "بوابة الوفد" التقت عددا من سائقى "التوك توك" للحديث حول تفاصيل مهنتهم، ومغزى العبارات الغريبة المكتوبة على ظهر "التوك توك". في البداية قال "مدحت طلعت" 20 سنة، إنه لا يملك عملا آخر غير قيادة "التوك توك"، مضيفا أن عبارة "عتاب الندل اجتنابه" المكتوبة على ظهر التوك توك الخاص به، تعني له أنه رغم وجود أصدقاء كثيرين لكنى أقول "قليل أوى لما تلاقى صاحب جدع، مردفا "اتلسعت من كثير.. من غدر الاصحاب". ومن جانبه اختار "عم إبراهيم أحد السائقين بمنطقة بولاق "أن تكون حكمته "الصبر جميل"، تعبيرا عن سخطه من المشاجرات اليومية بين سائقي "التكاتك قائلا: "السواقين معندهمش صبر.. وكل واحد عايز يحمل قبل التانى"، مؤكدا أن هذه العبارات توحى عندهم بالتفاؤل وتعينهم على مشاق الطريق. أشار وائل سعد 17 عاما، سائق توك توك بمنطقة بولاق إلى أن حكمته فى الحياة هى "الفلوس تستطيع ان تعمل المسحيل لذا علق عبارة" الفلوس تتحدث جميع اللغات". وتابع سائق التوك توك "تقدير الناس بيخلى الانسان يخسر وان مافيش حد يستاهل انك تقدره كتير لذلك كتبت عبارة "التقدير خسرنا كتير". حتى أحمد توفيق 18 عاما سائق "توك توك"، الذى لا يجيد القراءة ، وضع علي ظهر "التوك توك" الخاص به عبارة "اللى ورايا عبيط"، مُعتقدا أن المكتوب إحدى آيات القرآن الكريم. وبدوره أوضح عصام علي أن كل واحد يعبر عن شخصيته بالحكمة اللى بيكتبها، مضيفا ان بعض السائقين يعلقون على التكاتك اسماء شهرتهم مثل محمد طلعت 24 سنة والذى اختار لقب "أبو الهدد" الذى يشتهر به فى منطقته ليكون رفيقه فى الكفاح وكتبه على ظهر "التوك توك". وهناك من اختار أن يمزج حكمته بالحب والحياة مع الآخرين فنجد بعضهم يكتب"الحب فعل ماضى كله كلام فاضى"، وكتب آخر"عشان تعيش الحياة متصاحبش أى فتاة". وفي سياق مُتصل أشار خالد حسن سائق "توك توك"إلى ان هذه العبارات تُكتب للتفرقة بين "توك توك" واخر،مضيفا ان قانون "المَوقف" عندهم لايسمح بتكرار العبارات المكتوبة على أكثر من "توك توك". وفي السياق نفسه استطلعت بوابة الوفد آراء عدد من خبراء علم الاجتماع لتحليل ظاهرة الكتابة على "التوك توك". فمن جهتها أكدت دكتورة سامية خضر صالح أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس أن هذه العبارات التى يكتبها سائقو التكاتك وسيارات النقل الجماعى تعكس ثقافة الإنسان المصرى وتعكس نشأته وعقيداته وأسلوب حياة الفرد المصرى البسيط. مشيرة إلى أن بعض تلك العبارات تكتب للطمأنة ومباركة وسيلة المواصلات مثل كتابة الآية القرآنية: "إِنَّ مَعَ الْعُسْر يُسْرًا",أو دعاء"اللهم اكفينا شرها". وفى سياق آخر أكدت أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس أن هذه العبارات ممنوعة تماما فى كل الدول ما عدا مصر مضيفة أن هذا يدل على حالة الفوضى فى المجتمع المصرى وكشفت أن العبارات المكتوبة على وسائل المواصلات العبارات أصبحت بعد الثورة تأخذ مسارا غير أخلاقي وأصبحت تحتوى على ألفاظ خادشة للحياء، وأصبح كل سائق يرى من حقه أن يكتب أى عبارة مهما كانت خارجة عن الأدب .