أكد الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، أن مصر وفرنسا تعيشان سويًا حاليا مرحلة من التحديات المشتركة في مواجهة الإرهاب البغيض، والذي أصبح يهدد شعوب المنطقة والعالم أجمع، مشددا على أن مصر بدأت الحرب فعليا ضد الإرهاب منذ عام ونصف. وأضاف وزير الدفاع، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي جون إيف لودريان عقب توقيع اتفاق أكبر صفقة سلاح في تاريخ مصر، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، في قصر الاتحادية الرئاسي، أنه مما لاشك فيه أن استقرار مصر وأمنها يعد دعامة لأمن واستقرار دول حوض البحر المتوسط والاتحاد الأوروبي والمنطقة عموما. وأكد صبحي أن تعزيز التعاون العسكري بين مصر وفرنسا يعد نقلة قوية في العلاقات في ظل الظروف التي تواجه البلدين وتهدد الامن والسلم الدوليين بسبب تفشي ظاهرة الارهاب، معربًا عن اعتزازه بعلاقات الصداقة التاريخية التي تربط بين مصر وفرنسا منذ قرون عديدة، حفلت بالعمل المشترك والاحترام المتبادل. ووصف صبح اللقاء مع نظيره الفرنسي بأنه بداية لمرحلة جديدة من العلاقات ، تم تتويجها اليوم بتوقيع عقد صفقة طائرات الرافال، مؤكدا أن مصر أول دولة صديقة لفرنسا تحصل علي 24 طائرة من طراز الرافال والتي تعد فخر الصناعة العسكرية الفرنسية، فضلا عن الفرقاطة " فريم" ذات المهام المتعددة. وقال وزير الدفاع المصري إن هذه الصفقة الهامة حظيت باهتمام الرئيسين المصري والفرنسي ، باعتبارها رمزا لتطوير العلاقات المشتركة في هذه المرحلة الاستثنائية والتي تراعي مصالح البلدين. وفي الختام اعرب صبحي عن سعادته بلقاء نظيره الفرنسي ، متمنيا له وللبلاده المزيد من التقدم والازدهار. ومن جانبه ، قدم وزير الدفاع الفرنسي تعازيه وتعازي الشعب الفرنسي لمصر واهالي ضحايا عمليات الاعدام الارهابية التي نفذها تنظيم داعش الارهابي ضد 21 من ابناء مصر من الاقباط. وقال لودريان" اقدم التعازي في جريمة القتل الغادرة ضد الاقباط المصريين في ليبيا، مؤكدا انه سيقوم بزيارة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريارك الكرازة المرقصية لتقديم واجب التعازي واعرب له عن مدي تأثر الشعب الفرنسي بهذه الجريمة النكراء. وأضاف أن مثل هذه الاعمال تظهر ان هذه التهديدات وخطرها يتزايد ، مما يتطلب تحالف بين الدول من مواجهة هذا الخطر. وقال:" ان مصر وفرنسا يخوضان معركة مشتركة ضد الارهاب ، الذي يثير الرعب في نفوس الناس ويهدد بانهيار ليبيا، ويريد ان ينمو ويترعرع في منطقة الساحل الافريقي". واستطرد وزير الدفاع الفرنسي بالقول:" لقد ضربنا الارهاب وضربكم .. ولذا يجب التعاون والتكاتف من اجل مواجهة هذا الخطر" وتابع وزير الدفاع الفرنسي أن هذا اليوم شهد توقيع عقدا تاريخيًا بين مصر وفرنسا .. وكما كانت مصر اول دولة تشتري الطائرة "ميراج 2000" الفرنسية ، فهي الان اول دولة تشتري الطائرة الرافال ، فضلا عن الفرقاطة " فريم" والاسلحة والصواريخ اللازمة لهما. ووصف لودريان هذه الصفقة بأنها منعطف تاريخي في العلاقات بين البلدين ، باعتبارهما شركاء في المجالات الصناعية والعسكرية والسياسية ، وهو ما يعبر عن اعتزاز الجانب المصري بالصناعة العسكرية الفرنسية ، مؤكدا ان طائرة الرافال فريدة من نوعها وهي الوحيدة القادرة علي مواجهة التحديات الحالية في ظل الظروف الصعبة. واختتم وزير الدفاع الفنرسي كلمته بالقول:" تحيا مصر ..وتحيا فرنسا ..وتحيا العلاقات المصرية الفرنسية". وتضم الصفقة 24 مقاتلة من طراز "رافال" ، فضلا عن فرقاطة متعددة المهام من تصنيع مجموعة الصناعات البحرية الفرنسية، وصواريخ من تصنيع شركة "ام بي دي ايه "، وذلك بقيمة اجمالية تتراوح بين 5 و6 مليار يورو ، وهي الصفقة التي ستحقق التفوق النوعي والنسبي للقوات الجوية والبحرية المصرية في المنطقة ، وتساعد القوات المسلحة علي حماية الامن القومي المصري ومواصلة الحرب ضد الارهاب. ومن المقرر ان تدخل اول دفعة من مقاتلات ال"رافال" الخدمة في سلاح الجو المصري خلال العام الجاري ، ومن المحتمل ان يتزامن استلام هذه الدفعة مع افتتاح قناة السويس الجديدة في اغسطس القادم . وتجدر الاشارة الي ان "الرافال" مقاتلة متعددة المهام ،وبها شبكة رادارية قادرة على تعقب 40 طائرة فى وقت واحد ، والاشتباك مع 8 طائرات دفعة واحدة ويمكنها اكتشاف الطائرات التى تحلق أسفلها، ومزودة بأنظمة للبحث الحرارى وتتبع الأهداف. ويبلغ وزن الطائرة بدون حمولة 9,500 كيلو جرام أما الوزن عند الإقلاع فيصل إلى 24,000 كيلو جرام، وتبلغ سرعة الطائرة القصوى فى الارتفاعات العالية 2,000 ماخ/كم. وتخدم "الرافال" بشكل رئيسى فى القوات الجوية الفرنسية، بالإضافة إلى خدمة فئات منها داخل القوات البحرية، وهى الطرازات التى تقلع من على متن حاملات الطائرات، ومزودة بمحركين من نوع "سنيكما إم 88-2"، وقادرة على الطيران بمدى 3700 كيلو متر، ويبلغ أقصى ارتفاع لها 16800 متر. ومن المتوقع ان تحصل مصر على الفرقاطة البحرية أولا، نظرا لأنها جاهزة للاستخدام، وكانت مخصصة لبحرية الجيش الفرنسى، إلا أن الرئيس الفرنسى وافق على تقديمها لمصر، وستزيد الفرقاطة من قدرات البحرية المصرية على تأمين السواحل، ومواجهة المخاطر المحتملة فى سواحل البحرين الأحمر والمتوسط وتأمين سير الملاحة فى قناة السويس، وستكون إضافة حقيقية للأسطول البحرى المصرى، الذى يتميز بوجود أكبر عدد من القطع البحرية على مستوى الشرق الأوسط . وبشكل عام ستحقق الصفقة الجديدة التنوع النسبى فى مصادر السلاح الموجودة داخل القوات المسلحة، وعدم الاعتماد على دولة بعينها فى المنظومة القتالية، بالإضافة إلى إثراء وحدات القوات الجوية والبحرية بهذا النوع من الاسلحة المتميزة بقدراتها الفنية والتكنولوجية العالية .