أندريس بريفيك كتبت- تهاني شعبان: الثلاثاء , 09 أغسطس 2011 21:04 اعتبرت مجلة (تايم) الأمريكية، في مقال، أن الإسلام ليس مسئولاً عن أحداث العنف التي تقع في العالم، وإنما الخوف المرضي من الإسلام (الإسلاموفوبيا) المنتشر في الغرب هو المسئول عن أبشع أحداث العنف، وآخرها تفجيرات أوسلو؛ مشيرة إلى أنه لا توجد سوى نسبة ضئيلة جداً من المسلمين تحمل الرشاش كلاشنيكوف، وأن الجماعات الجهادية تشكل تهديداً للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء. وأكد كاتب المقال أنه فى 11 سبتمبر من العام الماضي وقف يهتف ضد الإسلام والمسلمين مثل مئات الاشخاص الذين تجمعوا للاحتجاج على اقتراح بناء مركز إسلامى بالقرب من موقع تفجيرات سبتمبر فى الولاياتالمتحدة والذي أطلق عليه (جراوند زيرو) وكان هذا التجمع قد دعت له مجموعة من كارهي الإسلام، من بينهم أوروبيون، ومنهم السياسي الهولندي المتطرف جيرت فيلدرز الذي دعا إلى فرض حظر على هجرة المسلمين إلى هولندا. كما رفع أعضاء اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين لافتات عبروا فيها عن تأييدهم للحرب الأمريكية على الإسلام. وأشار الكاتب إلى أنه يذكر هذا لأن البيان الذى أعلنه أندرس بهرنج بريفيك المتهم فى مذبحة النرويج، ردد هذه النداءات ومنها التعددية الثقافية، والماركسية، وعدم إدراك الإسلام للقيم الغربية وقال إن مثل هذه المظالم التي أثيرت بشكل منفصل من قبل كل من بريفيك والكاتب روبرت سبنسر المعادى للإسلام الذى نظم احتجاجات مانهاتن ضد الإسلام. وأوضحت صحيفة نيويورك تايم أن بريفيك استشهد بهذه الكلمات 64 مرة في بيانه. وأكدت المجلة أنه من غير المعقول أن يتم ترجمة المعتقدات السياسية إلى أعمال إرهابية. وأشارت إلى أنه فى أعقاب هجمات النرويج، حذرت مجموعة من النقاد من وجود صلة بين اليمين المتطرف وأفعال بريفيك الغريبة الشرسة. وأضافت أن المحافظين على جانبي المحيط الأطلنطي اعترفوا بأن اندرس بريفيك ينتمى للجناح اليمينى المتطرف. ويؤكد الكاتب أن "القتل المدروس هو القتل المدروس"، إلا عندما يقول الغرب إنه ليس كذلك. ويشير إلى أنه في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، وتفجيرات لندن ومدريد، وإطلاق النار في قاعدة فورت هود، والمؤامرة الفاشلة لتفجير تايمز سكوير، كان هناك تفسير واحد فقط هو أن الإسلام في قبضة جماعة من أعداء العقائد المسلمين. أما الآن فإنهم ينظرون إلى ما فعله بريفيك على أنه مجرد فعل جنوني وليست له خلفيات أيدولوجية. وأكدت المجلة أن ناقوس الخطر العالمي حول تنظيم القاعدة والتيار الإسلامي في العقد الماضي يخفي حقيقة أنه ليس هناك سوى نسبة ضئيلة جداً من المسلمين تحمل كلاشنيكوف وأوضحت أن الجماعات الجهادية تشكل تهديداً للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء وتحتاج إلى اليقظة المستمرة. ولكن في كثير من الأماكن بدأت هذه الجماعات تتراجع وتضعف بسبب عمليات مكافحة الإرهاب والصحوة السياسية فى العالم العربي. وأكدت المجلة أن ما فعله بريفيك يمكن إرجاع جذوره إلى الهستيريا المعادية للأجانب التي يبدو أنها تتزايد في الغرب. وأوضحت أن الدول الاسكندنافية، وهي المنطقة التي كانت تشتهر بالانفتاح، حقق فيها اليمين المتطرف مكاسب انتخابية ثابتة. وفي عام 2010، أصبح الديمقراطيون فى السويد أول حزب يميني متطرف يدخل البرلمان، ويفوز بحوالي 6٪ من الأصوات على الرغم من التصريحات المثيرة للصدمة لأحد المرشحين الذي قال على فيسبوك أنه ينبغي إطلاق النار على المهاجرين وإعادتهم إلى بلدانهم الأصلية فى أكياس. وأكد أنه فى أماكن أخرى في أوروبا والولاياتالمتحدة فأن الخطابات العنصرية والمعادية للاسلام تجد من هم على استعداد تام للاستماع . وقالت المجلة من الخطأ أن نشير إلى أن بريفيك من نتاج هذه السياسة. لكن من الخطأ أيضاً تجاهلها تماماً. وأكد كاتب المقال أنه عندما كان يقف فى (جروند زيرو) لم يكن يتخيل أن من لديهم فوبيا من الإسلام يمكنهم فعل ما قام به بريفيك، أو التحريض عليه. وأوضح الكاتب أنه حتى الآن يبدو الإسلام فى محاكمة مستمرة، وخصوصاً في أعين روبرت سبنسر وجيرت فيلدرز ولكن لماذا لا تتم مساءلتهم عن الأهوال التي حدثت بسبب من يتبعون أيديولوجيتهم المروعة؟