يبدو أن صحيفة " شارلي إيبدو "، الساخرة التي كانت على وشك الإفلاس، كانت إحدى الصحف المغمورة بفرنسا، أصبحت اليوم حديث الناس ليس في فرنسا فقط، لكن في العالم أجمع، في أعقاب استهدافها من قبل متشددين. الصحيفة، دأبت على نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، منذ عدة أعوام دون أن يتحرك أحد لانتقادها، وأشهر رسوماتها كان عام 2012. ومؤخرا طارد شبح الإفلاس مجلة "شارلي إيبدو"، الفرنسية الأسبوعية بعد تراجع توزيعها بشكل كبير كادت معه الصحيفة أن تفلس وتغلق تماما، على نحو اضطر معه أصحاب الصحيفة لتدشين حملة جمع تبرعات لصالح الصحيفة. ولعل الهجوم الذى تعرضت له الصحيفة الأسبوع الماضى، وراح ضحيته، 12 من محرري الجريدة، أسهم بشكل كبير فى إنقاذها من الإفلاس والغلق، فبعدما كان إجمالي النسخ المطبوعة من الجريدة لا يتعدى 60 ألف نسخة، أعلنت الجريدة اليوم عن طباعة ملايين النسخ بصورة مسيئة جديدة للرسول صلى الله عليه وسلم. وكان صالح فرهود، رئيس رابطة الجالية المصرية بفرنسا، إن بعض المسلمين هم السبب في تشويه صورة الإسلام أمام العالم خاصة في فرنسا في هذه الأيام، موضحا أن صحيفة "شارلي إيبدو " كانت على وشك الإفلاس ولا أحد يعرفها، واليوم أصبحت أهم صحيفة في العالم . وأضاف فرهود خلال تصريحات صحفية مساء أمس، أن اليمين المتطرف في فرنسا متزعم إثارة الفتن ضد المسلمين، لافتا إلى أن الفتنة التي روجتها هذه الصحيفة خلال الأيام السابقة الغرض منها حدوث الوقيعة بين المسلمين وغيرهم. وفى أعقاب الهجوم على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة التي كانت تتعرض للإفلاس بعد تقلص توزيع نسخها تأثيرا معاكسا على ما يبدو، فبعد أن كانت الصحيفة الفرنسية تطبع 60 ألف نسخة فقط في الظروف العادية، تتوقع حاليا أن تطرح 3 ملايين نسخة من عددها المقبل، الأربعاء، بعد تأكيد ريشار مالكا، محامي المجلة أن العدد المقبل سيتضمن "بالطبع" رسوما للنبي- صلى الله عليه وسلم، حسب موقع سكاي نيوز. ومن جانبه ذكر المتحدث باسم مؤسسة "إم.بي.إل"، المسئولة عن توزيع شارلي إيبدو، ميشيل ساليون، إن دفعة مبدئية تبلغ مليون نسخة ستطرح للبيع الأربعاء والخميس، ومن المتوقع طباعة مليوني نسخة أخرى بناء على طلب القراء. لم تقتصر اقتراحات الدعم على يد المساعدة التي قدمتها "ليبيراسيون" فمدراء إذاعة فرنسا و"لوموند" و"فرانس ميديا موند" و"آرتي" و"فرانس تلفزيون" وغيرها أعلنوا في بيان مشترك استعدادهم "لوضع كل مواردهم البشرية والمادية بخدمة شارلي إيبدو وفريق الناجين حتى تواصل شارلي إيبدو حياتها". ومن جانبه أكد "فيليب فال"المدير السابق ل"شارلي إيبدو" لإذاعة فرانس إنتر، أن العديد من المثقفين والفنانين مستعدون لمساعدة الصحيفة وقبل الاعتداء، كانت "شارلي إيبدو" على حافة الإفلاس وتخشى أن تغلق أبوابها بسبب مبيعات ضعيفة فلم تكن "شارلي إيبدو" تبيع سوى 30 ألف نسخة، أي نصف العدد المنشور، في حين كان يجب أن تبيع على الأقل 35 ألف لتحقيق التوازن . ورصد الكاتب اللبناني كمال قبيص زيادة معدلات البحث عن الصحيفة عبر موقع eBay للمزادات المتنوعة عبر الإنترنت، التي أصدرت اليوم الأربعاء 3 ملايين نسخة من أول عدد لها لدى الباعة. أما الأغرب، فهو العدد الذي نشرت فيه "شارلي إيبدو" رسوماً كاريكاتيرية مسيئة للرسول الأعظم في 2012 وأحدثت ضجة عالمية، وربما بسببها أقدم الشقيقان كواشي على الانتقام في عمليتهما الإرهابية، إذ يبدو أنه اختفى إلى درجة أن أحدهم وضع نسخاً منه للبيع في "إيباي" أيضاً، وبسعر للنسخة وصل بعد التنافس إلى 2510 يورو، أي تقريباً 3000 دولار.